محمود ونضال المجذوب: شهيدا المقاومة والوحدة

الساعة 09:39 م|26 مايو 2018

فلسطين اليوم

كتب: هيثم أبو الغزلان
بعد أربع محاولات قام بها الموساد الصهيوني لاغتيال الشهيد القيادي في حركة الجهاد الإسلامي في فلسطين محمود المجذوب «أبو حمزة»، كانت الخامسة في تمام الساعة الحادية عشرة من صباح يوم الجمعة (26/5/2006)، حين انفجرت سيارة مفخخة في منطقة البستان الكبير في مدينة صيدا جنوب لبنان، تم تفجيرها عن بعد واستهدفت الشهيدان "أبو حمزة"، وشقيقه نضال "أبو هادي". فالتحقا شهيدين بقافلة المجد والشهادة.

كل الذين عرفوا "أبا حمزة" وشقيقه "أبا هادي" يدركون معنى قوله تعالى: ﴿وَيَتَّخِذَ مِنْكُمْ شُهَدَاءَ﴾. فهما كما كل المجاهدين اختاروا طريق ذات الشوكة، والبندقية الموصلة إلى تحرير فلسطين، كل فلسطين. كان الهمّ ولا يزال أن يبقى الرصاص الجهاد المقاوم موجهاً لصدر العدو الصهيوني، والقدس دائماً قبلة المجاهدين والأمة من أجل التخلص من «الغدة السرطانية» المسماة "إسرائيل"، وأن يبقى المجاهدون سائرون على درب ذات الشوكة يحفظون وصية الشهداء باستمرار المقاومة، والسير على خط الشهداء المُؤكِّد على أن فلسطين هي القضية المركزية لهذه الأمة، ولا نهضة لهذه الأمة بدون تحريرها.

لم يكن محمود المجذوب "أبو حمزة"، إلا مثالًا للمجاهد الصادق، والقائد العنيد في وجه العدو الصهيوني، فالتزم خيار الجهاد والمقاومة "منذ كان عمره 17 سنة"، وعمل لتحرير الأرض التي "كانت قضيته التي كان يعمل من أجلها". تقول والدة الشهيدين المجاهدين "محمود ونضال": " كان محمود مؤمنًا بهذه القضية إيماناً كبيراً وطبعاً اليهود عندما يشعرون أن شخصاً يشكل خطراً عليهم ويجاهدهم، فهذا لا يناسبهم ويعملون على إزاحته عن طريقهم، ولكن خاب ظنهم فالشهيد القائد محمود مجذوب سيخلفه مجاهدون آخرون أشدّ بأساً وقوة في الجهاد كما هو قائدهم".

اعتقلت قوات الاحتلال أبا حمزة وعمره 17 سنة، عقب الاجتياح الصهيوني للبنان عام 1982، وزجته في معتقل "أنصار"، تقول والدة الشهيدين: "عقب اعتقاله زرته مرة في أنصار، ولأنه كان يشكّل خطراً على اليهود وضعوه مع عدد من المجاهدين الذين يعتبرونهم «مشاغبين» في زنازين منفردة، فقد كانوا خطيرين عليهم ودائماً يعملون انتفاضة في المعتقل ودائماً يضربون عن الطعام. ولأنه كان أحد الذين يسميهم الكيان الصهاينة «المشاغبين» في المعتقل، أطلقوا سراح المعتقلين وهو أخذوه إلى الداخل على سجن عتليت، وبقي هناك حتى خرج بعملية تبادل الأسرى".

وخرج من معتقل "عتليت"، ولديه عزيمة أقوى، وتصميم أكبر على مواصلة الجهاد والمقاومة ضد العدو الصهيوني، فكان للشهيد أبي حمزة "دور في العديد من العمليات في مدينة صيدا أثناء الاجتياح الصهيوني، فقد نصب الشهيد أبو حمزة ومعه عدد من المجاهدين كميناً لدورية صهيونية ولحدية مشتركة وعندما أصبحت الدورية تحت مرمى نيرانهم أمطروها بالأسلحة الصاروخية والرشاشة مما أدى إلى مقتل ضابطين صهيونيين".

انفجرت سيارة مفخخة تم تفجيرها عن بعد في يوم الجمعة (26/5/2006)، الساعة الحادية عشرة، أدت إلى استشهاد نضال المجذوب "أبو هادي"، وإصابة محمود المجذوب "أبو حمزة" إصابة بالغة، بعدها بثلاث ساعات التحق القائد بشقيقه نضال وبقافلة الشهداء إلى علياء المجد، وذلك بعد أربع محاولات صهيونية لاغتياله.

وهزّ انفجار قوي محلة البستان الكبير وسط مدينة صيدا، ونجم عن انفجار سيارة مفخخة من نوع مرسيدس 180SC رصاصية اللون تحمل الرقم 146350 ج كانت متوقفة أمام بناية البربير في المحلة المذكورة. وبحسب مصادر معنية أن السيارة أُعدَّ تفخيخها بعناية ودقة متناهيتين، والعبوة موجهة ووضعت في الباب الخلفي لجهة اليمين وقدرت زنتها بحوالى 400 غرام، وهي محشوة بالكرات والمسامير وجرت عملية التفجير لاسلكياً من مكان يشرف على المدخل لحظة خروج المجذوب وشقيقه من المبنى الذي يقطنه.

وبعد عملية الاغتيال، ألقي القبض على عدد من عملاء "الموساد" "الإسرائيلي"، من بينهم العميل أحمد رافع، الذي صدر بحقه حكم الإعدام.. وحتى الآن ينتظر أهالي الشهداء تنفيذ الحكم العادل لينال المجرمون القصاص وليكونوا عبرة لمن تسوّل له نفسه العمالة

كلمات دلالية