بالصور طالب توجيهي فقد قدمه: البتر مش فارق معي.. المهم أكمل تعليمي!

إقدام بلا أقدام.. لم تمنع الإصابة الجريح محمد مصبح (18عامًا) الذي فقد قدمه أثناء مشاركته في مسيرات العودة من تقديم امتحانات الثانوية العامة (التوجيهي)، بل اصبحت الإصابة حافزاً له على استكمال مسيرته التعليمية.

يشار إلى أن مصبح من سكان بلدة عبسان الكبيرة شرق خانيونس جنوب القطاع، أصيب برصاص الاحتلال المُتفجر في قدمه اليُمنى، خلال مشاركته في مسيرات العودة الكبرى في الرابع من إبريل/نيسان الماضي.

وعلى الرغم من الإصابة الحرجة إلا أن مصبح يواصل التحضير والاستعداد لإمتحانات الثانوية العامة منذ اصابته في إبريل/نيسان، ويحاول جاهداً أنْ يتكيف مع بتر قدمه، وأن يتقدم خطوة نحو الأمام.

واستطاع الشاب الجريح مصبح أنْ يستعد جيداً لتقديم مبحث التربية الإسلامية (المبحث الأول)، بتشجيع كبير من عائلته التي حرصت على توفير الأجواء المناسبة له لتقديم الامتحانات، أملاً في أنْ لا تؤثر الإصابة على سير مسيرته التعليمية.

في الصباح الباكر من يوم الأمتحان الاول ودَّع والدا محمد نجلهما محمد حتى صعد بواسطة "جهاز يدوي مساعد" للمركبة التي ستوصله للجنة الامتحانات التي سيُقدم بها، وكلهما أمل في أن يوفق بتقديم امتحان مبحث التربية الإسلامية.

يقول الجريح مصبح لـ"فلسطين اليوم": على الرغم من بتر قدمي، الا أنني لدي عزيمة وإصرار على مواصلة المسيرة التعليمية، ولن يفت الاحتلال في عضدي، وسأواصل النجاح على كل المستويات، وهي رسالة لكل العالم أننا نحب الحياة والعلم والتعلم، كما أنها رسالة تحدي للاحتلال الإسرائيلي الذي يمارس على شعبنا سياسة التجهيل.

وأضاف: العلم جانب مهم من جوانب مواجهة الاحتلال الإسرائيلي، وحدها الشعوب المتعلمة هي القادرة على نيل حريتها، لذلك من الضروري أن نواصل العلم والتعلم وأن نواجه الاحتلال بكل ما نملك من أدوات والتي أساسها العلم.

وذكر أنَّ اصابته زادت من إصراره على استكمال الدراسة وتحديه للاحتلال الذي تسبب ببتر قدمه، مشيراً إلى ان أمنيته تتمثل في أن يكمل تعليمه وان يصبح صحفياً؛ ليتمكن من كشف الجرائم الإسرائيلية بحق الشعب الفلسطيني، معبَّراً عن أمله في تركيب طرفٍ صناعيٍ لتسهيل حركته واستكمال مسيرته التعليمية بشكل سلس، وقال بعفوية مطلقة تعبر عن اصراره في التعليم على الرغم من اصابته "مش فارقة معي رجلي حكمل تعليمي حتى نواجه الاحتلال".

واستشهد منذ انطلاق "مسيرات العودة" في قطاع غزة بتاريخ 30 آذار/ مارس الماضي، للمطالبة بتفعيل "حق العودة" للاجئين الفلسطينيين ورفع الحصار الإسرائيلي عن القطاع 122 فلسطينيًا برصاص قوات الاحتلال؛ بينهم 3 شهداء من طلبة الثانوية العامة وهم مهند بكر أبو طاحون، وابراهيم أحمد الزرقا، وبلال بدير الأشرم، إلى جانب إصابة العشرات من الطلبة.