هؤلاء لن يتقدموا لامتحانات الثانوية العامة التي تبدأ اليوم

الساعة 11:50 م|25 مايو 2018

فلسطين اليوم

بعد 11 عاماً من الجد و الاجتهاد، في انتظار خط النهاية للتعليم المدرسي، وضعت رصاصات الحقد الصهيونية حداً لأحلام هؤلاء الشباب، و منعتهم من المشاركة في امتحانات الثانوية العامة التي من المقرر أن تبدأ يوم السبت،26/5/2018.

بلال الأشرم، مهند أبو طاحون، و عشرات أخرين لن يتوجهوا غداً الى قاعات امتحانات الثانوية العامة، بعد أن ارتقوا شهداء في مسيرة مليونية العودة يوم 14-15 مايو.

بلال الأشرم

في الصف الثاني عشر، الفرع العلمي بمدرسة خالد بن الوليد الثانوية للبنين بمخيم النصيرات، كان يستعد بلال الأشرم، 18 عاماً لانهاء عامه الأخير في التعليم المدرسي، و بدأ العام بجدية أكثر و اجتهد، لكنه لم يكن يعلم بأنه سينال الشهادة قبل أوانها!!.

مدرس التربية الدينية، الذي درسه لمدة عامين، الاستاذ رائد غنيم كتب بعد استشهاد بلال يقول: "جاءني بعد امتحانات التجريبي الأخيرة، وسألني: كيف علامتي يا أستاذ؟ قلت له: رائعة! سألني: فوق التسعين؟! قلت له: نعم فوق التسعين. فأعاد السؤال: يعني فوق الخمسة وتسعين؟ قلت له: وبعدين معك يا بلال؟ فأعاد السؤال بابتسامته المعهودة، وبلهفه المعتاد: فوق الخمسة وتسعين يا أستاذ؟ قلت له: نعم فوق الخمس وتسعين، فمضى وهو يغني: فُوق. فُوق. فُوق!

و أضاف غنيم: " هذا العام كان بلال مختلفاً، بدا لي أكثر جدية، وأكثر اهتماماً، وأكثر رجولة، كنتُ أشرح وأحدق في عيون طلابي، وما وقعت عيناي على عينيه إلا ورأيته وهو يبتسم".

تذكر والدة الشهيد بلال أن نجلها كان من المجتهدين، وكان من المتوقع أن يكون من أوائل قطاع غزة، و كان يرغب في دراسة الطب في جامعة اكسفورد، كي يخدم أبناء شعبه، لكن رصاصات الاحتلال التي اخترقت صدره كانت السباقة ليرتقي الى الله شهيداً، و يترك سباق الثانوية العامة قبل انطلاقه بأيام قليلة.

و تقول والدة الشهيد و الغصة تملأ قلبها: "كنت أتمنى أن أعيش أجواء أمهات الناجحين في الثانوية العامة، أستقبل ابني بالتهليل والفرح، وتوزيع الحلوى على أحبتي، إلا أن هذه الأحلام قد تلاشت لحظة استشهاد بلال فقد استقبلت تهاني الناس بكلمة الحمد الله وإنا لله وإنا إليه راجعون".

مهند أبو طاحون

مهند ذو الواحد و عشرين ربيعاً من عمره، لم يحالفه الحظ خلال السنتين الماضيتين في اجتياز امتحان الثانوية العامة، إلا أنه هذا العام كان مصراً على النجاح، و بدأ يستعد لاختبارات هذا العام منذ بداية العام، و كان يدرس منزلياً، يقول شقيقه ساهر أبو طاحون.

و يضيف أبو طاحون و الألم يعتصر قلبه: "مهند كان ذلك الشاب الخلوق الهادئ، المحبوب من الجميع، كان حلمه أن ينجح هذا العام و يحمل شهادة الثانوية العامة، و يكمل مشواره التعليمي و يدرس المحاماة، إلا أن إصابته في مسيرة العودة أوقفت حلمه الى الأبد".

مهند و بلال ليسوا الا مثالاً على مئات الحالات، و الشباب الذين استشهدوا أو جرحوا خلال مواجهات مسيرة العودة، التي تعمد فيها الاحتلال أن يوقع خسائر كثيرة في صفوفهم، بين شهيد و جريح أقعدته اصابته عن مواصلة حلم الدراسة و النجاح.

و هكذا اغتال الاحتلال حلم بلال و مهند كما غيره من الطلبة والأطفال، بالرصاص الحي والمتفجر بدون أي سبب سوى أنهم يشاركون في مسيرات سلمية تطالب بإنهاء الاحتلال والحصار، والعودة إلى أراضيهم المغتصبة.

و يشارك الآلاف من المواطنين في فعاليات مسيرة العودة منذ 30 مارس الماضي، حيث واجه الاحتلال المتظاهرين السلميين بالرصاص المحرم دولياً، الذي زاد من عدد الشهداء و حالات البتر في صفوف المصابين، حيث بلغت حصيلة الاعتداءات التي مارسها جنود الاحتلال خلال هذه الفترة أكثر من 120 شهيداً و 13190 اصابة منها، 330 حالة حرجة.

 

 

كلمات دلالية