غموض حول المرشح المحتمل لخلافة عباس

الساعة 01:51 م|25 مايو 2018

فلسطين اليوم

عرض تلفزيون فلسطين الأربعاء الماضي صوراً لرئيس السلطة محمود عباس، وهو يسير داخل أروقة المشفى الاستشاري في رام الله، قاطعاً بذلك الطريق على سيل الشائعات الذي انطلق منذ دخوله ذلك المشفى يوم السبت الماضي، إثر وعكة صحية ألمت به.

ولكن تأكيدات مدير المشفى، الدكتور سعيد السراحنة، في مقابلة مع التلفزيون الفلسطيني: "أن عباس يستجيب للعلاج بشكل سريع ويتماثل للشفاء"، إلا أن تلك التطمينات لم تكن كافية لإيقاف الحديث عن الخليفة المحتمل لعباس.

ورغم أن القانون الأساسي الفلسطيني، ينص على أنه في حالة وفاة الرئيس أو شغور منصبه لأي سبب كان، فإن رئاسة السلطة تؤول إلى رئيس المجلس التشريعي، الذي يجب أن يقوم بتنظيم انتخابات رئاسية جديدة.

وبما أن الرئيس الحالي للمجلس هو عزيز دويك، أحد مسؤولي حركة "حماس"، فإن العديد من مسؤولي "فتح" قالوا سابقا إنه لن يسمحوا بتطبيق هذه المادة، تحت ذريعة أن المجلس لم يلتق منذ أكثر من عقد بسبب القيود والانقسام السياسي للفلسطينيين.

وفي العام الماضي، تم تعيين محمود العالول، المحافظ السابق لنابلس، نائباً لرئيس حركة "فتح".

ومنذ ذلك الحين، تقول شخصيات في "فتح" إنه إذا لم يتمكن عباس من القيام بواجباته، فإن العالول سيتولى مهمة الرئيس لمدة ثلاثة أشهر حتى يتم إجراء الانتخابات.

وتتداول العديد من التقارير أسماء قيادات في السلطة الفلسطينية مرشحة لخلافة عباس، ويبدو أن هناك اثنين من المرشحين البارزين من قائمة قادة السلطة الفلسطينية الأول نائب رئيس حركة "فتح" محمود العلول، والأمين العام للجنة المركزية للحركة جبريل الرجوب.

وبحسب تقديرات مراقبين فإن الرجوب يبدو أقرب فهو يحظى بتأييد واسع، ومعظم حكام المحافظات قريبون منه، وفي الماضي كانوا ضباطه عندما شغل منصب رئيس جهاز الأمن الوقائي في الضفة الغربية.

غير أن هذا قد يتغير بين ليلة وضحاها، ومن المؤكد أنه سيتغير إذا أجرت "فتح" انتخابات حقيقية، حينها من المحتمل أن يكون الفائز مروان البرغوثي، المعتقل في السجون "الإسرائيلية" بسبب إدانات القتل العديدة، أو حتى إذا قررت "حماس" الدفع بمرشحها الخاص.

أما فيما يخص القيادي المفصول من حركة "فتح" محمد دحلان، المتواجد حاليا في الإمارات العربية المتحدة، التي يحظى بدعمها ومصر، فإن فرصه تبدو ضعيفة بالقياس إلى شعبيته في الضفة الغربية، إلا أن موازين الدعم الإقليمي له قد تحقق مفاجآت بهذا الصدد.

وتشير تقديرات المراقبين إلى ماجد فرج، رئيس مخابرات السلطة الفلسطينية، الذي لا تبدو فرصه في الواقع كما هي في الإعلام، فهو ليس عضواً في اللجنة المركزية لـ "فتح"، ولهذا لا يمكن اختياره ليصبح رئيساً، كما أنه مثل عباس يعاني أيضاً من متاعب في القلب.

وفي الوقت الذي يمكن فيه القول إن هذه الأسماء هي الأبرز لخلافة عباس، فإنه المشهد لا يرجح كفة أي اسم بشكل واضح، حيث يعاني كل منها من إشكالات تجعله بعيداً عن التربع على عرش المقاطعة.

ويستند ترشيح هذه الأسماء، إلى كونها أبرز الأسماء التي شغلت مناصب أمنية، حيث يعتقد الكثير من المحللين أن "إسرائيل" تشعر براحة أكبر في التعامل مع الأمنيين، الذين تم تجريبهم والتحقق من تعاونهم في مراحل سابقة.

ورغم ذلك، فإن الغموض مازال يكتنف الآليات التي ستحكم اختيار خليفة لعباس، وسط مخاوف من حدوث صراع على السلطة بمجرد رحيل عباس.

كلمات دلالية