صورة "ساري" بحاجة للسفر قبل استشهاده على سرير العناية المركزة بغزة

يجلس الشاب ساري الشوبكي في غرفة العناية المركزة بمجمع الشفاء الطبي بغزة منذ 11 يوماً، محاطاً بأجهزة التنفس، وبكافة الأدوات الطبية التي لن تُحسن من وضعه الصحي، بعد إصابته برصاصة قناص "إسرائيلي" في الرقبة خلال مشاركته في مسيرة مليونية العودة بتاريخ (14/5).

ووصفت حالة ساري البالغ من العمر 20 عاماً بالخطيرة جداً، لأن الرصاصة أصابته بشلل رباعي، ويعاني من وجود ماء على النخاع الشوكي اثر الاصابة وأكثر ما يؤلم والده هو حديث ساري معه عن طريق رمش العين.

والد ساري يقول لمراسلنا: "ابني بحاجة إلى السفر بشكل عاجل إلى خارج قطاع غزة لان هناك أمل في أن يتعافى رغم خطورة وضعه الصحي، خاصة وأن علاجه ليس موجود في القطاع وما هو موجود لا يمكن أن يحسن من وضعه الصحي وفقاً لبعض الأطباء.

وناشد الشوبكي دولة مصر الشقيقة والأردن وتركيا لضرورة التدخل ونقل المصابين بجروح خطيرة جداً إلى المستشفيات خارج قطاع غزة بسبب عدم توفر الأدوية والمعدات اللازمة لعلاج المصابين.

وكانت الأردن قد وافقت على إرسال عدد من جرحى مسيرة العودة، حيث خرج العشرات من الجرحى لتلقي العلاج فيها.

بحزن عميق وبصوت مرتجف يقول: "لم أتوقع أن يصبح ولدي بهذه الصورة، ولدي المحبوب في الحارة صاحب النخوة في مساعدة الناس، صاحب الطموح في الحصول على القراءات والسند المتصل عن النبي صلى الله عليه وسلم، صاحب المنافسة مع اخوته في تلاوة القرآن".

"بغمضة عين انقلبت حياتنا رأساً على عقب فبدلاً من أن يساعدني في البيت مع إخوته أصبحت أساعده في تقديم أبسط الأمور الشخصية والحياتية له وكلي أمل بالله عز وجل أن يشفيه وأن يرفع عنه البلاء" يضيف الشوبكي.

وأصيب ساري في الرقبة خلال مشاركته في مسيرة مليونية العودة بتاريخ (14/5) أثناء تأكيده على حقه وحق عائلته في العودة إلى أرض أجداده في مدينة الرملة المحتلة.

وعن أمنية ساري قال والده داهود: "أمنيته أن يسبق شقيقه "وسيم" في الحصول على السند المتصل عن النبي صلى الله عليه وسلم وأن يرفع من قدره يوم القيامة".

وارتكب جيش الاحتلال الإسرائيلي، في يومي "مليونية العودة" 14/15/ مايو، مجزرة بحق المتظاهرين السلميين على حدود قطاع غزة، واستشهد فيها أكثر من 65 فلسطينيًا وجرح 3188 آخرين، بالرصاص الحي والمطاطي وقنابل الغاز المسيل للدموع.

وارتفعت حصيلة الشهداء في مسيرة العودة الكبرى منذ 30 مارس وحتى اللحظة إلى 114 شهيدا و13190 إصابة منها 330 بجراح خطيرة.