"ترزي" و"خريس" نموذج لتعايش المسلم والمسيحي في غزة

الساعة 06:03 م|24 مايو 2018

فلسطين اليوم

لم تؤثر الإصابة التي أصيب بها الدكتور حاتم خريس 47 عاماًـ خلال العدوان الإسرائيلي على غزة عام 2008، والتي تسببت في فقدانه عينيه، على طبيعة علاقته من صديقه المسيحي أبو الياس ترزي، بل أنها تمثل أروع صور الصداقة النبيلة بين مسلم ومسيحي في قطاع غزة.

وتتجلى أبهى هذه الصور في قدوم أبو الياس يومياً من حي تل الهوى حيث مقر سكنه، إلى شارع عيدية قرب مجمع الشفاء الطبي حيث سكن الدكتور خريس، ليضعا يديهما في بعضهما البعض ويتجولان في مدينة غزة.

ترزى وخريس

واللافت أنه في موعد صلاة التراويح يحرص أبو الياس على أن يكون جنب صديقه، ويقوم بالسير معه إلى المسجد، وينتظره حتى الانتهاء من الصلاة ومن ثم يعودان مع بعضهما البعض، إلى منزله..

وكان الدكتور خريس "مسلم الديانة" يعمل صيدلياً، في مخيم الشاطئ غرب مدينة غزة، وكان صديقه "أبو الياس" مسيحي الديانة، يتردد عليه باستمرار، ومع أن الإصابة أفقدته عينيه إلا أن علاقته بصديقه لم تتأثر قط، بل أن أبو الياس المسيحي، يشجعه على الصلاة في المسجد، وأنه لا مشكلة لديه في انتظاره.

ترزى وخريس  ‫(41419270)‬ ‫‬
 

ووصف الدكتور خريس علاقته بأبو الياس بالمتينة والقوية ولا أثر سلبي للديانة على العلاقة، بل إنهما يهنئان بعضهما البعض في أعيادهما (أعياد المسلمين وأعياد المسيحيين)، ويتزاوران في العلاقات الاجتماعية، مؤكداً أن علاقته بصديقه المسيحي أبو الياس، يضرب بها المثل.

وأوضح د. خريس أنه بعد فقدان عينيه انقلبت حياته رأساً على عقب، واضطر الى إغلاق صيدليته، والاعتماد على راتب الجريح، بينما كان صديقه يقيم في رام الله حتى عودته للقطاع عام 2012، موضحاً أنه في أول لقاء له مع صديقه بعد انقطاع دام خمس سنوات تقريباً شعر وكأن شيئاً من جسده عاد إليه فجأة.

ترزى وخريس  ‫(41419274)‬ ‫‬
ترزى وخريس  ‫(41419271)‬ ‫‬
ترزى وخريس  ‫(41419267)‬ ‫‬
ترزى وخريس  ‫(41419265)‬ ‫‬

كلمات دلالية