والدتهن تفتخر ببطولة ابنتيها

الشقيقتان "آية وضحى" أصيبتا بالرصاص بعد قصة بطولية أرعبت الاحتلال

الساعة 04:21 م|24 مايو 2018

فلسطين اليوم

تروي أم نضال أبو غوش قصة ابنتيِها (آية وضحى) بهمة عالية وبإرادة صلبة وقوية، رغم اصابتهن برصاص الاحتلال "الإسرائيلي" خلال مسيرة مليونية العودة بتاريخ (14/5) التي ارتكب فيها جيش الاحتلال مجزرة كبيرة بحق المتظاهرين السلميين شرق قطاع غزة.

والدتهن "أم نضال" قالت لمراسلنا: "أشعر بالفخر من جرأة بناتي "آية وضحى" وأرفع رأسي ببطولتهن وقصتهن أمام العالم أجمع فهن حملن الأمانة في الدفاع عن أرض أجدادي المحتلة عام 48 في مدينة بئر السبع".

وأشارت إلى أن ابنتيها أصرتا على المشاركة في مسيرة العودة وكانت نيتهن الشهادة في سبيل الله أو تحقيق أمنيتهن بالعودة إلى أرض أجدادهن، مبينة أن ضحى تملك قلباً قوياً لا تخشى ولا تهاب رصاص الاحتلال ومجازره، وما فعلته بجنود الاحتلال وهروبهم "كالجرذان" من أمامها أكبر دليل على أنها لن تتخلى عن حقها وحق أهلها في العودة إلى أراضيها المحتلة.

قصة "ضحى" التي ارعبت جنود الاحتلال

وتروي أم نضال إصابة ابنتها "ضحى" مبتسمة وتقول: "ضحى" تبلغ من العمر 22 عاماً، خرجت منذ ساعات الصباح للمشاركة في مسيرة العودة على دوار ملكة شرق غزة، وخلال ذروة المواجهات تمكنت ضحى من اجتياز السلك الزائل (الأول والثاني) واقتربت من التلة الكبيرة التي يختبئ خلفها الجنود من مواجهة الزحوف البشرية، وفور اقترابها اختبأ الجنود الثمانية خلف التلة ووقف جندي واحد يرتجف ويتعجب من جرأة الشابة "ضحى" التي تحمل على ظهرها حقيبة سوداء بداخلها فقط زجاجة ماء.

وأضافت: "بعد أن وصلت "ضحى" التلة اختبأ جنود الاحتلال وكان بالقرب منها برج مراقبة بداخله قناص طالبها بترك الحقيبة السوداء التي تضعها على ظهرها وكانت اجابتها أن "تعال وخذها بيدك"، فكانت علامات الخوف والرعب تملئ قلبه.

وتابعت قولها: "بعد أن رفضت ترك حقيبتها أطلق القناص "الإسرائيلي" رصاصته الغادرة على الجزء الأعلى من قدمها اليُمنى، إلا أنها واصلت السير فأطلق رصاصته الثانية على الجزء الأسفل من نفس القدم، ورغم اصابتها إلا أنها وقفت وواصلت السير خطوات قليلة حتى أصابها برصاصة ثالثة في القدم اليسرى على الجزء العلوي فسقطت على الأرض.

وبينت أن رجال الإسعاف كانوا يراقبونها ويقتربون منها رويداً رويداً حتى سقطت، ونقلها المسعفون إلى سيارة الإسعاف قبل أن يستعيد جنود الاحتلال صحوتهم بالعودة إلى التلة التي هربوا منها "كالجرذان".

وأشارت إلى أن جميع الرصاصات الثلاثة لم تصب العظام بحمد الله تعالى ووصف الأطباء اصابتها بالمتوسطة، وهي تتلقى العلاج في مدينة غزة مرفوعة الرأس لما فعلته بجنود الاحتلال.

قصة "آية" وجلوسها في بيت سلفها

أما شقيقتها الكبرى "آية" أُصيبت برصاصة واحدة اجتازت كلتا قدميها، (اليُمنى كسر واليسرى جروح)، حيث أجبرت للجلوس على فراشها الأمر الذي دفع زوجة سلفها "أم شادي" برعايتها ورعاية أطفالها.

و"آية" متزوجة وتعيش مع زوجها في دير البلح وسط قطاع غزة ولها 4 أطفال "عدي ورماس ويوسف وسلسبيل"، قائلة: "لم أشارك من قبل في مسيرات العودة لكن كُنت أرغب في المشاركة بمسيرة مليونية العودة بالتزامن مع نقل السفارة الأمريكية إلى القدس المحتلة للتأكيد على حقي في العودة إلى أرض أجدادي وأن القدس ستبقى عاصمة فلسطين الأبدية مهما حدث لها من تزوير".

وأضافت: "بعد إصابتي وعودتي إلى المنزل لم أستطيع النوم في منزلي -منزلها عبارة عن غرفة واحدة مغطاة بالزينكو ولا يحتوي أبواب أو شبابيك- ولم أستطيع مساعدة أطفالي فكانت زوجة سلفي أم شادي حفظها الله خير معيل ومساعد لي في محنتي".

وأكثر ما يؤلم "آية" أطفالها عندما يقولون لها: "ليش نائمة يا أمي، قومي امشي على رجليكي، بدنا نطلع ونطش، وانام في بيتنا"، كلمات تستقبلها "أية" بالدعاء إلى الله عز وجل بأن يعجل شفائها.

وتقول "أم نضال" في ختام حديثها مع مراسلنا: أن ابنتيها "أية وضحى" وكافة المصابين يحتاجون من جميع المسلمين والمسلمات إلى الدعاء لله عز وجل للشفاء العاجل"، مؤكدة أن المسلم يكون أقرب إلى الله عز وجل خلال شهر رمضان المبارك.

 

كلمات دلالية