مناشدات لإنقاذه.. طلق نارى متفجر أفقد الطفل صالح أعز ما يملك

الساعة 10:51 ص|21 مايو 2018

فلسطين اليوم

لا زال الطفل صالح عاشور (16 عاما) من مخيم النصيرات وسط قطاع غزة، يرقد في مستشفى العيون وسط مدينة غزة، والشاش الأبيض يلتف على عينيه الاثنتين و ينتظر بفارغ الصبر أن يرى النور بمجرد رفع ذلك الشاش، لكنه لم يعلم أن قدره قد كتب منذ أن أصابت تلك الرصاصة رأسه لتحدث نزيفاً حاداً في الرأس.

بكاء وحسرة هو حال والد الطفل صالح منذ أن عرف أن ولده قد فقد بصره فيقول:"صالح ذهب للحدود الشرقية ليشارك فى مليونية العودة مشيراً إلى أن مشاركته هي الأولى له منذ انطلاقها، لكنه لم يعلم أن قدره كان ينتظره هناك"

ويوضح بأن الطلق الناري قد أصاب أذنه اليمنى ليخرج من عينه اليسرى و قد أخذ معه مقلة عينه لتصبح فارغة من الانسجة و مكونات العين ليبقى الأمل فى عينه الأخرى كما يقول والده .

ويستطرد والده قائلا :" بعد أن علمت من الإذاعات المحلية يوم مليونية العودة نبأ استشهاد صالح  جراء اصابة في رأسه انطلقت بلا وعى أبحث و أفتش عنه في ثلاجات  الموتى داخل المستشفيات و لم أجده ثم انتقلت لأبحث عليه في غرف العمليات إلى أن وجده بعد ٢٤ ساعة في غرفة العناية المكثفة في مستشفى الشفاء باسم عائلة أخرى، قد تعرف على ابنه من وهمة كانت فى إحدى يديه منذ ولادته.

أصيب والد الطفل عاشور بصدمة كاد أن يغمى عليه بعد أن رأى طفله بمنظر صعب جدًا  نظرًا إلى  أن مكان إصابته في عينيه والدم ينزف منهما .

دموع و أهات غلبت على حديث الوالد المكلوم و هو يتألم على ابنه الذى أصبح حائرا كيف سيقول لابنه انه لم ير النور بعد ذلك خاصة و ان صالح لا زال متوهما أن عينيه مصابتان بسبب الغاز المسيل للدموع  و يقول لوالده :"متى سأخرج من المستشفى و قد اشتقت لأمي وإخوتي في المنزل و اشتقت لسفرة رمضان و صلاة التراويح  والأجواء الرمضانية التى تجمع اقرانه و اصدقائه في المخيم و حارته الشعبية التى اعتادوا  أن يعيشونها ككل عام .

مناشدات واستغاثات أطلقها والد صالح عبر وسائل الاعلام و التواصل الاجتماعى علها تكون بارقة أمل و بصيص نور لطفله لإنقاذ عينه الأخرى ليكمل حياته بشكل طبيعي كباقي أقرانه .

ولكن , هل سيعود ذلك النور الى عيني صالح بعدما كتبت له  تحويلة لاستكمال علاجه بالخارج أم سيواجه الحقيقة المرة التي يحاول والده اخفاؤها عليه و يصر أن تبقى تلك الحقيقة حبيسة قلبه لتمزقه فى اليوم ألاف المرات كما يقول.

ويتعمد الاحتلال "الإسرائيلي" إصابة الأطفال والفتية الفلسطينيين المشاركين بشكل سلمي في مسيرة العودة الكبرى على الحدود الشرقية لقطاع غزة.

كلمات دلالية