تقرير التسهيلات الإسرائيلية الموعودة لغزة.. "ذر للرماد في العيون"

الساعة 05:55 م|19 مايو 2018

فلسطين اليوم

في ظل استمرار أحداث مسيرات العودة الكبرى والمجزرة الإسرائيلية الأخيرة بحق المتظاهرين السلميين شرق حدود غزة، توالت الوعودات الإسرائيلية بفك الحصار المفروض على قطاع غزة.

وحسب ما قاله الخبير العسكري الإسرائيلي روي بن يشاي، فإن "التسهيلات" تتضمن بإقامة مشاريع ومصانع لتحلية المياه، وأخرى لتوفير الطاقة والكهرباء، وقائمة طويلة من المشاريع المدنية الاقتصادية".

ويرى المحلل في الشأن الإسرائيلي أكرم عطالله، أن "التسهيلات" التي سيقدمها الاحتلال تأتي في إطار منع الانفجار في قطاع غزة، مشيراً إلى أن "إسرائيل" تدرك أن زيادة الضغط على غزة بهذا الشكل هو السبب الرئيسي والدافع الأبرز لتخفيف الحصار عن القطاع.

وأشار عطالله في حديثه لـ"وكالة فلسطين اليوم الإخبارية" إلى أن هناك اعتقاد إسرائيلي بأن تقديم التسهيلات سيكون في صالح "إسرائيل" ويمنع مشاركة أعداد جماهيرية كبيرة من الفلسطينيين في المسيرات على الحدود.

وأوضح عطالله، أن مسيرات العودة أثرت بشكل كبير على الاحتلال، لافتاً أنه لأول مرة تظهر فروقات في الجبهة الداخلية "الإسرائيلية". وأضاف: "لأول مرة نقرأ عن كاتب إسرائيلي يعبر عن استياءه وخجله مما فعله جيشه والخجل.

ولفت أن علاقات "إسرائيل" تشهد تصدعات على المستوى العالمي سواء بقطع العلاقات أو طرد للسفراء، وسط إدانات دولية واسعة واجتماعات أممية، مشيراً إلى أن صورة الاحتلال في وسائل الاعلام الدولي ظهرت على حقيقتها أمام العالم.

وأردف عطالله قوله: "من الواضح أن الأمور بدأت تسير في اتجاه تخفيف الحصار عن قطاع غزة".

ونشرت مصادر عبرية، اليوم السبت، الحكومة "الاسرائيلية" ستصادق قريبا على إصدار 15 ألف تصريح عمل للفلسطينيين من الضفة في مجال الزراعة والتجارة، كما تدرس إدخال مئات من العمال بغزة.‏

وبدوره، قال المحلل السياسي إبراهيم المدهون، إن "التسهيلات" التي يتحدث عنها الاعلام العبري ما هي إلا ذر للرماد في العيون ومحاولة لخداع الرأي العام الدولي ليظهر كأنه جزء من الحل وليس كجزء من المشكلة.

 وأكد المدهون في حديثه لـ"وكالة فلسطين اليوم الإخبارية"، أن الاحتلال الإسرائيلي هو المتسبب الرئيسي في معاناة الشعب الفلسطيني وقتل أبناءه ومحاصرة قطاع غزة، لذلك يريد أن ينسلّ من جرائمه بحق الفلسطينيين بحملات دعائية".

وفي السياق، لفت المدهون إلى أن مسيرة العودة الكبرى أربكت الحسابات الإسرائيلية وصفقة القرن وكشفت جرائم الاحتلال والمتعاونين في حصار غزة، مشيراً إلى أنها أيضا أحيت حق العودة للاجئين الفلسطينيين، وأعادت القضية الفلسطينية على الجدول الأممي.

وتابع قوله: "الاحتلال الإسرائيلي كان يفضل المواجهات العسكرية على مسيرات العودة السلمية، ما أربك حساباته، واستطاعت أيضاً أن تخاطب العقل العالمي بشكل كبير ما أدى لتحرك حقيقي في الأروقة الدولية".

وأوضح أن مسيرة العودة أحرجت الاحتلال الإسرائيلي ووضعته في حجر الزاوية، مؤكدا أن ذلك يحتاج جهدا مضاعفاً بالإضافة إلى الجهد الشعبي من قبل السلطة الفلسطينية ومن الأنظمة العربية وزيادة الضغط على الاحتلال تحميله المسؤولية وملاحقته دوليا.

وأشار المدهون إلى أن مسيرة العودة حققت بعضاً من أهدافها بإثارة قضية كسر الحصار بشكل كبير محلياً ودولياً، مبيناً أن تراكم الجهود سيوصلنا إلى مرحلة كسر الحصار بشكل كامل.

وشهد يوم الاثنين الماضي مسيرة ضخمة في قطاع غزة على طول السياج الزائل مع الأراضي المحتلة تزامناً مع نقل السفارة الأميركية من "تل أبيب" إلى مدينة القدس المحتلة، ولإحياء ذكرى يوم النكبة الفلسطينية وانطلقت المسيرة تحت شعار "مليونية العودة".

يُشار إلى أن 64 مواطناً استشهدوا يوم الاثنين الماضي برصاص الاحتلال وأصيب أكثر من 3000 آخرين، وبذلك يرتفع عدد شهداء مسيرات العودة منذ انطلاقها حتى الآن إلى 115 شهيداً.

كلمات دلالية