خبر من مفارقات العدوان الإسرائيلي المتصاعد على غزة

الساعة 05:33 م|01 يناير 2009

فلسطين اليوم : غزة

كثيرة هي المفارقات التي تحدث هذه الأيام، لا بل ودائمة الحصول في حالتنا نحن الفلسطينيين، خاصة بعد بدء العملية العسكرية الإسرائيلية المتواصلة على قطاع غزة، وبتنا في حالة أقل ما يقال عنها "شر البلية ما يضحك" وهو أمر ليس بسهل الحصول بكل تأكيد وسط حمام الدم النازف في القطاع.

فبعد أن جربت وزارة الخارجية الإسرائيلية كل الطرق والوسائل في محاولة للوصول إلى الرأي العام العربي، ودخول كل بيت عربي، في محاولة لإيصال وجهة النظر الإسرائيلية، أو تبرير كل ما تقوم به إسرائيل ضد الفلسطينيين، حيث كانت آخر محاولاتهم هي استخدام اليو تيوب لنشر فيديوهات مسجلة حول وجهة نظرهم.

المفارقة الأولى هي أن الإسرائيليين وجدوا أنفسهم دخلوا بسهولة إلى كل البيوت العربية، وقالوا كل ما يريدون، بل وهاجموا العرب وشتموهم، عندما فتحت لهم قناة الجزيرة هواءها بشكل كبير، فقد رأينا ناطقين باسم جيش الاحتلال، وناطقين باسم الخارجية الإسرائيلية، لا بل وذهب الأمر لنشاهد آفي ديختر، وتسيبي ليفني والكثيرين غيرهم.

تركيا هي المفارقة الأخرى... فبعد أن خطف وزير الخارجية المصري أحمد أبو الغيط نفسه إلى أنقرة للتباحث مع القيادة التركية بخصوص العدوان على غزة، وجدنا ضده ونظيره القطري هو الآخر قام بنفس الخطوة الخاطفة إلى نفس المكان واجتمع بنفس القيادة، وقد لا تكون هذه المفارقة، بل المفارقة هي في كون العرب يريدون أن تلعب تركيا دور الوساطة هذه المرة ليس بينهم وبين إسرائيل وإنما بينهم أنفسهم كي تعقد القمة العربية أو لا تعقد.

المفارقة الثالثة هي قمة مجلس التعاون الخليجي التي انعقدت في سلطنة عمان، برئاسة مسقط، حيث أن المجلس بدأ وأنهى هذه القمة التي كان سيكتب لها دخول التاريخ في أخذ موقف وإن كان كلامياً في الحديث عما يجري للأهل في غزة، لكنهم لم يظهروا للإعلام لا في كلمة الافتتاح للقمة ولا حتى بيانها الختامي، وكأنهم يخجلون أو لا يملكون ما يقولوه حتى للشعب الفلسطيني.

أما المفارقة الرابعة التي لم تحدث بعد، لكنها واجبة الحدوث هي اجتماع وزراء الخارجية العرب في مقر الجامعة العربية في القاهرة المصرية، حيث أن هذا الاجتماع يعقد وسط انقسام عربي مرتبط تماماً بالانقسام الفلسطيني الداخلي والمواقف العربية منه، وبالتالي سنسمع الاتهامات والشتائم، واختلاف المواقف، ما يعني علم الفلسطينيين المسبق بفشل مثل هذا الاجتماع وعدم التعويل عليه.