ما للافنجيليين ولنا- هارتس

الساعة 06:56 م|18 مايو 2018

فلسطين اليوم

بقلم: أسرة التحرير

جاء قرار الرئيس دونالد ترامب لنقل السفارة الامريكية الى القدس، أولا وقبل كل شيء لاثابة الافنجيليين على تأييدهم الحماسي في انتخابه وفي ولايته. ويأتي احتفال نقل السفارة، الذي اجري هذا الاسبوع، وشارك فيه واعظان متطرفان وموضع خلاف، كانا اطلقا في الماضي ملاحظات مسيئة تجاه اليهود، ليكون ذروة هذا الحلف غير المقدس.

تعد الحركة الافنجيلية في الولايات المتحدة عشرات ملايين الاشخاص. قسمهم الاكبر يؤمن بان دولة اسرائيل تقرب المجيء الثاني لمسيحهم، وان اقامة مملكة اسرائيل والهيكل هما الشرطان المسبقان لتحقق رؤياهم – حرب جوج وماجوج، التي في اعقابها خراب وتنصر جماعي لليهود. وكتحصيل حاصل، يلتصقون بالعناصر الاكثر هذيانا في السياسة الاسرائيلية ويشجعون اسرائيل على اتخاذ سياسة متطرفة تقرب اهدافهم.

لقد دعم الافنجيليون الصهيونية دوما، ولكن في السنوات الاخيرة أصبح هذا الدعم عنصرا أساسا في معتقدهم. ومع أن حكومات اسرائيل بدأت تطور العلاقات معهم بعد حرب الايام الستة، ولكن في السنوات الاخيرة، كلما اتجهت اسرائيل يمينا، ازداد تأثيرهم على العلاقات بين الدولتين. وجلب انتخاب ترامب هذا التأثير الى الذروة، كما بين الجمهور في الاحتفال الاستثنائي في السفارة. فالسفير رون ديرمر، الذي انضم اليه مؤخرا نظيره في اسرائيل دافيد فريدمان يعملان على اعتماد الدعم الامريكي لاسرائيل بشكل حصري على الافنجيليين، الذين يساندون السياسة الصقرية الاسرائيلية الرافضة تجاه الفلسطينيين. ويؤدي هذا الارتباط الى تآكل آخر في مكانة اسرائيل في مراكز القوة التقليدية لها، وعلى رأسها يهود الولايات المتحدة، الذين يرون بالافنجيليين تهديدا ملموسا على قيمهم.

 يعد هذا رهان خطير ومزدوج: من جهة، اسرائيل تتنكر لداعمين من شأنها ان تحتاجهم حتى في تشرين الثاني القريب القادم، اذا ما احتل الديمقراطيون احد المجلسين. ومن جهة اخرى، فالعالم لن يكون محصنا ابدا: فالاستطلاعات تثبت بان الافنجيليين الشباب يعارضون الدعم الاعمى لاسرائيل. وحكومة مسؤولة كانت ستغير سياستها، فتمد اليد لمحافل اهملتها وتشفى من تعلقها الحصري بالمسيحيين المسيحانيين.

كلمات دلالية