غزة تفرض نفسها على الصحف الدولية وتفسد الاحتفال بنقل السفارة

الساعة 05:40 م|15 مايو 2018

فلسطين اليوم

فرضت المجزرة التي ارتكبها جيش الاحتلال "الإسرائيلي" في قطاع غزة نفسها على وسائل الإعلام الدولية التي اقتسمت الصورة الرئيسية على صفحاتها الأولى إلى جانب الابتسامة العريضة التي أظهرتها ايفانكا ترامب خلال حفل افتتاح نقل السفارة الامريكية إلى القدس المحتلة ضاربة بعرض الحائط الإرهاب "الإسرائيلي" الدموي تجاه المتظاهرين السلميين في غزة.

واهتمت الصحف الغربية بتغطية كبيرة على صفحاتها الرئيسية حول أحداث قطاع غزة بالأمس موجها انتقادات شديدة اللهجة "لإسرائيل" وابنة ترامب، والتي وصفتها صحيفة "نيويورك ديلي نيوز" الامريكية بالغولة حيث كتبت: "الغولة ابنة بابا..55 يذبحون على حدود غزة في تظاهرة ضد نقل السفارة للقدس، لكن إيفانكا تكشف عن ابتساماتها الكبيرة في القدس".

ويمكن الفهم أن مليونية العودة استطاعت أن تعكر صفوة افتتاح السفارة الامريكية في القدس المحتلة، وبرز فشل الاحتلال في إعطاء الزخم الإعلامي الدولي لافتتاح السفارة، في المقابل اهتمت الصحف الأوروبية والأمريكية في مليونية العودة والإرهاب "الإسرائيلي" بحق المتظاهرين السلميين على حدود قطاع غزة.

وعملت الماكنة الإعلامية "الإسرائيلية" طوال الأسابيع الماضية على تشويه مسيرات العودة الكبرى، وحاولت نزعها من سلميتها في مقابل محاولة حشدها للتأييد الإعلامي الدولي لنقل السفارة الامريكية من تل أبيب إلى القدس المحتلة.

وعلى الرغم من تعاطي الاعلام الدولي مع مسيرات العودة الكبرى، إلا أنَّ العديد من المنابر الإعلامية العربية كانت تغرد خارج السرب، بل إن بعضها نقل فعاليات انتقال السفارة الامريكية إلى القدس المحتلة، وترك مساحة هامشية للحديث عن مجازر الاحتلال بحق المدنيين العزل في غزة.

يُشار إلى أن واشنطن اختارت الرابع عشر من أيار/ مايو الجاري، موعدا لافتتاح سفارتها في مدينة القدس المحتلة، والذي يصادف عشية الذكرى السنوية السبعين للنكبة وتهجير "إسرائيل" لما يقارب 760 ألف فلسطيني من ديارهم عام 1948.

وفي ذات السياق قالت صحيفة يديعوت أحرونوت العبرية على موقعها الإلكتروني: "إن الصحفيين الفلسطينيين انتصروا على الصحافة العسكرية "الإسرائيلية"، في نقل صورة التظاهرات السلمية على حدود غزة، وتعامل جنود الاحتلال بقسوة معهم، وهو ما كان له الأثر الكبير في التأثير على الرأي العالمي".

وأوضحت الصحيفة أن ردود الفعل الدولية حول التظاهرات السلمية حول السياج الفاصل مع قطاع غزة كشفت عن الفشل الذريع للصحافة "الإسرائيلية"، بدليل أن مكاتب الصحافة الدولية قدمت بالأمس عناوين للصحف الأوروبية ولمعظم دول العالم تؤكد انتصار صورة الصحافي الفلسطيني في غزة مقارنة مع الصحافة "الإسرائيلية" والاعلام الصحافي الذي قدمه الناطق باسم جيش الاحتلال "الإسرائيلي" الذي كان يصدر صورا باللون الأسود ومقاطع فيديو مشوشه والنتيجة هنا انتصار للصحافين في قطاع غزة.

وأكدت الصحيفة أن للصحافيين الفلسطينيين دور كبير على الرأي العام في أوروبا وأمريكا والدول الآسوية ودول أوروبا الشرقية في تغطيتهم للإصابات على الحدود، وأثبت الصحافيين في غزة لجميع العالم بأن المظاهرات قرب السياج الفاصل كانت سلمية، خلافاً لما حاول ترويجه الاحتلال "الإسرائيلي".

يُشار إلى ان 62 مواطناً استشهدوا أمس الاثنين وأصيب أكثر من 2500 آخرين في مسيرة سلمية احتجاجاً على نقل السفارة الأمريكية من "تل أبيب" إلى القدس المحتلة ولاحياء ذكرى النكبة الفلسطينية.

ويواصل الفلسطينيون فعالياتهم في إطار مسيرة العودة الكبرى تأكيداً على حقهم في العودة إلى أراضيهم المحتلة كما كفلته المواثيق الدولية والإنسانية، إضافة إلى كسر الحصار "الإسرائيلي" عن أكثر من 2 مليون انسان في قطاع غزة.

وكانت مسيرة العودة وكسر الحصار انطلقت منذ تاريخ 30 آذار الماضي في ذكرى يوم الأرض وكانت ذروتها أمس الاثنين احتجاجاً على نقل السفارة الأمريكية إلى القدس المحتلة.

كلمات دلالية