مساعي حثيثة لحل الازمة

الانقسام وتنازع الصلاحيات قد يدخل "موسم الحج" في المجهول

الساعة 04:42 م|12 مايو 2018

فلسطين اليوم

كشف وكيل وزارة الأوقاف والشؤون الدينية زياد الرجوب النقاب عن وجود مساعي واتصالات حثيثة تبذلها شخصيات عدة لحل أزمة الحج و"احتواء الموقف" على خلفية تنازع الصلاحيات بين وزارته ووزارة الاوقاف في غزة، وعمل لجنة الحج المشتركة.

ودعا الرجوب في تصريحٍ لـ"فلسطين اليوم" أوقاف غزة للاستجابة إلى لغة الحكمة والعقل، وتغليب مصلحة الحجاج عن أي مصالح أخرى، رافضاً –في الوقت ذاته- أي إجراءات تتخذها الوزارة في غزة بشكل منفرد.

وأفادت مصادر خاصة لـ"فلسطين اليوم" أن وزارة الأوقاف في غزة دعت الحجاج لإيداع الدفعة الأولى من رسوم الحج والبالغة (1000) دينار أردني في حسابات الوزارة في غزة، فيما وصف الرجوب الدعوة بالباطلة كونها لم تصدر عن وزارته، داعياً الحجاج للتريث وعدم التسرع في إيداع أي مبالغ مالية.

يشار إلى ان حالة من التوتر سادت الايام الماضية بين وزارة الأوقاف في رام الله وغزة تجلت في صدور بيانات توتيرية على خليفة تنازع الصلاحيات وعمل لجنة الحج المشتركة، إذ تطالب الأوقاف في غزة واللجنة المشتركة بالتنسيق للموسم على غرار ما كان يحصل في الأعوام السابقة، بينما تتمسك الوزارة في رام الله بكامل الصلاحيات كونها الجهة المسؤولة عن الأوقاف سواء في الضفة أو غزة.

تجدر الإشارة إلى أن لجنة الحج المشتركة في غزة مُشكلة من العديد من الأطياف الفلسطينية، وهي التي تتابع إجراءات التحضير لموسم الحج والعمرة في القطاع كل عام من بدايته حتى النهاية، ونجحت في الأعوام الماضية من تجنيب الحجاج أثر الانقسام المدمر الذي طال مناحي الحياة.

اوقاف رام الله: لسنا بحاجة إلى أي لجنة أو هيئة ما دام هناك جسم شرعي، ولكن نحن على استعداد للتنسيق مع اي فريق أو جهة  دون أن تتعدى على قرارات الوزارة، وعنوان الوزارة الشرعي في غزة هو الوكيل محمود النيرب

وأشار الرجوب أن وزارته لا تمانع التعاون مع أي فريق أو لجنة في قطاع غزة تسعى لإنجاح موسم الحج، شريطة أن تلتزم بقرارات الوزارة التي تعتبر هي العنوان والمرجعية الرسمية لشؤون الحجاج، قائلا "هناك فرق بين التعاون مع لجنة أو فريق عمل لا ينازع الوزارة صلاحياتها وبين إجراءات من شأنها تكريس إدارة الانقسام، ونحن نرحب بالأولى ونرفض الثانية، ومطلوب من الجميع عدم خلط السياسية بالفرائض الدينية وتغليب المصلحة العامة على المصلحة الخاصة".

وعن تأخر استئجار الفنادق والسكن لحجاج القطاع، وانعكاس التأخير على المسافة بين الحرم المكي والسكن، قال: أمامنا متسع من الوقت لاستئجار السكن لحجاج قطاع غزة، وبإمكاننا إذا حصل التوافق واستجابت اوقاف غزة لصوت الحكمة أن نحجز بكل يسر وسهولة وأن نتمم جميع الإجراءات اللازمة.

كما، ودعا الرجوب اوقاف غزة الى إتاحة المجال وتمكين موظفي الوزارة المكلفين بالعمل في ترتيبات الموسم في غزة والشركات من القيام بدورها، وإنجاز ملف استئجار السكن، مشيراً إلى أن ترتيبات عمل المسار الإلكتروني المعمول به السعودية له تواريخ محدده يجب الالتزام بها من كافة الدول.

وأوضح أن فشل الجهود لتقريب وجهات النظر سيدخل الامور في "مرحلة الخطر"، على حد قوله.

الأوقاف بغزة تدعو لاستمرار "اللجنة المشتركة" لإنهاء ملفات الموسم

وكانت الوزارة في غزة أكدت على "ضرورة استمرار أعضاء لجنة الحج المشتركة والطواقم الفنية العاملة في الإدارة العامة للحج في العمل وبذل جهود مضاعفة لإنهاء جميع الملفات الخاصة بموسم الحج أسوةً بالأعوام السابقة".

وأعربت الوزارة في بيان وصل وكالة "فلسطين اليوم" عن استغرابها من بيان وزارة الأوقاف بشأن "عدم تمكين شركات الحج والعمرة من القيام بعملها في إنجاز ملف موسم الحج لهذا العام"، مشيرةً إلى أن هذه التصريحات تتنافى مع الحقيقة والواقع.

وأوضحت الوزارة أنها أنهت معظم الإجراءات المتعلقة بموسم الحج والتي تندرج تحت صلاحيتها وفق النظام والقانون، وأنجزت ذلك من خلال اللجنة المشتركة للحج والعمرة.

وقالت: "أتممنا القرعة ونشرنا الأسماء المجدولة والقرعة الاستكمالية التي جرت هذا العام، واستقبلنا طلبات الحجاج التي تتعلق بالوفيات والاستبدالات والمحارم والمرافقين".

وابدى حجاج من قطاع غزة خشيتهم من تأثير الازمة على الموسم، خاصة أن الازمة بدأت فعلياً في تأثيرات ملحوظة على الموسم إذ لم يتم حجز السكن لحجاج المحافظات الجنوبية، في حين تم الحجز لحجاج المحافظات الشمالية، ومن المعروف أنه كلما كان الحجز مبكراً كلما كان أفضل من ناحية العطاءات المقدمة، وهو الامر الذي ينعكس على الخدمات والمسافة بين الحرم المكي والسكن.