"المسيرة كنستْ أوسلو والحلول التصفوية"

القيادي الحساينة: العدو الإسرائيلي لن يفلح مطلقاً في وقف مسيرة العودة التي اربكت حساباته

الساعة 05:21 م|11 مايو 2018

فلسطين اليوم

أكَّد القيادي في حركة الجهاد الإسلامي د. يوسف الحساينة أن العدو الإسرائيلي لن يفلح مطلقاً في وقف مسيرات العودة أو اخضاعها أو الالتفاف عليها أو اقتلاعها من جذورها الوطنية.

وأوضح الحساينة في تصريحاتٍ لإذاعة القدس أن الجماهير المشاركة في مسيرة العودة خرجت لتصحح خطأ أوسلو التاريخي الذي انتقص من حقها الأبدي في فلسطين، مشيراً إلى أن الجماهير الفلسطينية أسقطت من حساباتها أوهام التسوية مع الاحتلال.

وأشار الحساينة أن مسيرة العودة الكبرى هي أنبل ظاهرة انسانية كونها تتحدى وتقف في وجه الظاهرة الوحشية الإسرائيلية، لافتاً إلى أن مسيرة العودة تعبير حقيقي من الفلسطينيين عن الحق في الحياة، موضحاً أنَّ رسالة الجماهير للاحتلال الإسرائيلي أن محاولات طمس الهوية الفلسطينية فشلت أمام قوة الحق، وقوة الانتماء، والتمسك في الثوابت.

وقال الحساينة: الجماهير الفلسطينية ماضية بكل عزم وقوة في مسيرة العودة التي تدفع المشروع الإسرائيلي الاستيطاني الاحلالي للخلف (..) هذه المسيرة المباركة تقض مضاجع الاحتلال الإسرائيلي، وافقدته الشعور بالأمان والاستقرار.

وذكر القيادي الحساينة أن مسيرات العودة الكبرى تحمل أكثر من رسالة ودلالة في أكثر من اتجاه، أولها أن الجماهير الفلسطينية استعادت ذاكرتها التاريخية للصراع في بعده الوطني والتاريخي والعقدي، وأنها اسقطت الحلول التصفوية وأوهام التسوية من حساباتها.

وقال: الجماهير الهادرة المشاركة لم تخرج بطراً وإنما خرجت لتصحيح خطأ أوسلو التاريخي، ومطلوب من السلطة الفلسطينية في ظل الوحدة الميدانية التي تشهدها ميادين غزة والضفة والقدس والداخل المحتلة والأردن ولبنان وسوريا مراجعة الاتفاقيات التي تنتقص من فلسطين، مع ضرورة مغادرة نهج اسلو والعودة لجذور الصراع.

وأضاف: "الجماهير الواثقة بنفسها وبحقها وبأدائها كنست نهج اوسلو ونهج التسوية، واسقطت من حساباتها أوهام السلام والتسوية" داعياً السلطة لالتقاط الدلالات والاشارات المهمة التي تحملها المشاركة الواسعة للجماهير الفلسطينية في مسيرة العودة.

ودعا الحساينة الأنظمة العربية التي تهرول للتطبيع مع الاحتلال الإسرائيلي إلى وقف ذلك المسار الخاطئ، كون أن "إسرائيل" مشروع هيمنة كبير يستهدف المنطقة بأسرها، ولا جدوى للتطبيع مع عدو يريد الهيمنة على جميع مقدرات الشعوب العربية والإسلامية، مشيراً إلى أن مسار التطبيع سينهار أمام إرادة الشعوب العربية والإسلامية التي تلفظ الكيان، داعياً الأنظمة العربية إلى ترك المسار الخاطئ والبحث عن مكامن القوة في شعوبهم لكي تنهض.

وأشار إلى ان مسيرة العودة ترسل دعوات للعالم الذي مازال حائراً ومتردداً في ادانة جرائم العدو الإسرائيلي مفادها "ان الشجع الصهيوني ليس له حد، لقد آن الأوان لوضع حد للاحتلال الذي يسعى للسيطرة على مقدرات الشعوب".

وفي رسالته للجماهير المشاركة في المسيرة، قال: بحراككم المبارك ووعيكم بالمشاركة إنما ترسمون مشهد العودة الذي سيتحقق عما قريب إن شاء الله، اجعلوا المشاركة في المسيرات والتواجد في المخيمات سلوك يومي (..) حقاً لقد اعدتم الأمل للأجيال بأن العودة قريبة وقريبة جداً.

وتوافد آلاف المواطنين منذ صباح اليوم لمخيمات العودة المنصوبة في خمس مناطق بالقطاع، وتبعد نحو 500 متر عن السياج الفاصل مع الأراضي المحتلة، لإقامة صلاة الجمعة ومجموعة فعاليات تحت شعار "جمعة النذير".

ومنذ 30 مارس الماضي يواصل الفلسطينيون في قطاع غزة اعتصامهم السلمي قرب السياج الفاصل مع الأراضي المحتلة ضمن فعاليات مسيرة العودة الكبرى وكسر الحصار المقرر تصاعدها يومي 14 و15 مايو الجاري.

واستشهد 47 مواطنًا وأصيب نحو 5 آلاف بالرصاص الحي والاختناق بينهم نحو عشرات بحالة خطرة جراء قمع قوات الاحتلال الحراك الجماهيري السلمي.