الكبار يموتون والصغار لا ينسون.. مسيرة العودة تنسف اوهام "اسرائيل"

الساعة 02:10 م|11 مايو 2018

فلسطين اليوم

بدأت قوات الاحتلال الاسرائيلي منذ ساعات صباح اليوم الجمعة، بتعزيز تواجدها على امتداد السياج الفاصل شرق قطاع غزة، ونشرت مزيدا من القناصة على التلال الرملية التي عكفت طوال امس على اقامتها.

ويعتبر اليوم، الجمعة الاخيرة، التي تسبق مسيرة العودة الكبرى التي ستنطلق الاثنين المقبل من كافة المناطق الفلسطينية ومخيمات الشتات احتجاجا على نقل السفارة الاميركية الى القدس المحتلة في الذكرى السبعين لنكبة الشعب الفلسطيني واقامة دولة الاحتلال.

وفي الوقت الذي عززت فيه قوات الاحتلال من تواجدها بشكل غير مسبوق على امتداد الشريط الحدودي بدأ الالاف من المواطنين في التوافد الى خيام العودة في النقاط الخمسة التي حددتها اللجنة المشرفة على المسيرة منذ الثلاثين من آذار الماضي.

ففي بلدة خزاعة شرق محافظة خان يونس جنوب قطاع غزة، النقطة الاكثر سخونة، شهدت الخيام مشاركة كبيرة من قبل الفلسطينيين منذ ساعات الصباح للتأكيد على رفضهم لسياسة القمع التي تتبعها قوات الاحتلال الاسرائيلي في التصدي لمتظاهرين عزل يرفعون العلم الفلسطيني، ويرددون هتافات تؤكد على حقهم في العودة الى اراضيهم التي سلبت بقوة السلاح.

المواطن محمد ابو عليان (35 عاماً) من بني سهيلا، جاء على دراجته الهوائية الى الخيام للمشاركة في مسيرة العودة، مؤكداً أن العودة "حق مقدس" لا يمكن التنازل عنه مهما تكالبت علينا الدول الكبرى.

وقال ابو عليان وهو يجلس داخل إحدى الخيام  جئت اليوم الى هنا للتأكيد على تمسكنا بأرضنا المحتلة"، مشددا على أن "الكبار يموتون والصغار لا ينسون".

واكد انه لم يتأخر ولو للحظة عن المشاركة في المسيرات التي بدأت في الثلاثين من آذار الماضي لإحياء الذكرى الثانية والأربعين ليوم الأرض الخالد، مشددا على موصلة مشاركته في المسيرة حتى الثلاثاء المقبل والذي يصادف الذكرى السبعين لنكبة فلسطين.

ومن شرق مخيم خان يونس، جاء المواطن عصام صافي برفقة ابنائه الى خيام العودة التي وصفها بـ "بخيام التحرير".

وتابع صافي الذي هجر والده من بلدة عبدس التي تقع الى الشرق من المجدل، ان مشاركته في مسيرة العودة جاءت للتأكيد على حق العودة والاصرار على افشال كافة المؤامرات التي تحاك ضد القضية الفلسطينية.

وقال: ايماني بالله وبعدالة قضيتنا قوي وسنعود الى ارضنا ونأكل من ثمار شجرتي الجميز والتين اللواتي غرسهما جدي عبد العزيز، وكنا حتى فترة الثمانينيات نذهب مع افراد العائلة الى بلدتنا عبدس ونأكل من ثمارها.

واعادت الذاكرة بالمواطن صافي في احدى الزيارات التي كانت تقوم بها العائلة للبلدة، ان عمه اسماعيل احضر حفنة من التراب من ارضهم للتأكيد على حبه وانتمائه لأرضه التي لا يمكن لأي قوة في الارض ان تمنعه من حقه في العودة الى ارضه وبلدته الاصلية.

وتابع صافي: توّحد اليوم أبناء شعبنا تحت العلم الفلسطيني وحق العودة المقدس الذي لا يمكن لأي فلسطيني التنازل عنه"، لافتا الى أن مشاركته جاءت أيضا رفضا لإعلان ترمب الاعتراف بالقدس عاصمة للاحتلال.

واكد اهمية المشاركة في مسيرات العودة التي تهدف الى اعادة القضية الفلسطينية الى اولويات المجتمع الدولي، مشددا على عروبة مدينة القدس وأنها رغم كل المؤامرات سنبقى العاصمة الابدية.

وشدد صافي على أن الخيام ستبقى شاهدة على معاناة الشعب الفلسطيني، الواقع تحت الاحتلال الإسرائيلي المتنكر لحقنا في الوجود على هذه الأرض".

ويحيي شعبنا الفلسطيني في الوطن والشتات في الخامس عشر من ايار من كل عام ذكرى النكبة التي ألمت به في العام 1948، وادت الى تهجير شعبنا من مدنه وقراه، واحتلال أكثر من 80% من فلسطين التاريخية، وتشريد نحو 800 ألف فلسطيني من قراهم ومدنهم إلى الضفة المحتلة، وقطاع غزة، والدول العربية المجاورة، فضلا عن تهجير الآلاف من الفلسطينيين عن ديارهم، رغم بقائهم داخل نطاق الأراضي التي أخضعت لسيطرة الاحتلال الإسرائيلي، وذلك من أصل 1.4 مليون فلسطيني، كانوا يقيمون في فلسطين التاريخية عام 1948 في 1300 قرية ومدينة فلسطينية.

وتشير البيانات الموثقة إلى أن الإسرائيليين سيطروا خلال مرحلة النكبة على 774 قرية ومدينة، حيث قاموا بتدمير 531 قرية ومدينة فلسطينية، كما اقترفت قوات الاحتلال أكثر من 70 مذبحة ومجزرة بحق الفلسطينيين، أدت إلى استشهاد ما يزيد عن 15 ألف فلسطيني خلال فترة النكبة، حيث انتهجت إسرائيل سياسة (أطلق النار لتقتل)، وعلى أثر هذه الأعمال فإنّ 50% من اللاجئين قد تمّ تهجيرهم قبل بدء حرب عام 1948.

وتصادف هذه الذكرى، هذا العام مع تحركات دولية لتصفية القضية الفلسطينية والتنازل عن حقوقه المشروعة، وتنفيذ الادارة الاميركية قرارها المعادي لشعبنا والمتنكر لحقوقه بنقل سفارتها الى القدس.

واشارت احصائيات وزارة الصحة الفلسطينية الى ان عدد الشهداء بلغ منذ الجمعة الاولى لمسيرة العودة في الثلاثين من اذار الماضي 47 شهيدا واصابة 8536 بجروح مختلفة واختناق بالغاز، وتم التعامل مع 4589 من الاصابات في المكان.

 

كلمات دلالية