بالصور أول فريق كرة قدم لمبتوري الأطراف في غزة

فلسطين اليوم

احتاج اللاعب ناجي ناجي البالغ من العمر 26 عاماً لممارسة كرة القدم إلى جانب الزي الرياضي والحذاء الرسميين إلى "عكازين" ليتمكن من الجري في الملعب وممارسة هوايته التي يطمح من خلالها لأن يمثل بلاده في المحافل الدولية.

ناجي الذي بترت إحدى قدميه بفعل عبوة ناسفة في دير البلح عند بلوغه 15 عاماً من العمر كان يحلم كأي شاب فلسطيني بممارسة كرة القدم، وأصبح تحقيق ما يصبوا إليه وارداً بعد مشاركته في فريق كرة القدم للمبتورين في قطاع غزة.

ويحتضن الفريق الذي شكله مجموعة من الأصدقاء تحت اسم (جمعية فلسطين لكرة القدم البتر) 12 لاعباً تتراوح أعمارهم ما بين (13 إلى 35 عاماً) بينهم حارسين أصيبوا بالبتر في اليد ويعتبر الفريق أول فريق في فلسطين يمارس كرة القدم من ذوي الاحتياجات الخاص "البتر".

وتمكن اللاعب ناجي خلال إحدى المباريات لفريقه من قطع الكرة وافساد هجوم الفريق الأخر في أكثر من مناسبة خاصة وأنه يلعب في موقع الدفاع.

ويشعر اللاعب بفرحة كبيرة خلال مشاركته مع الفريق قائلاً: "كنت أمارس كرة القدم قبل الإصابة وأنا من محبي ومشجعي الفرق الدولية خاصة الاسبانية برشلونة وريال مدريد، والفكرة كانت تراودني دائماً بالعودة إلى ممارسة كرة القدم، مشيراً إلى أنه فرح بشكل كبير حينما تم تشكيل فريق كرة قدم من المبتورين وانضمامه إليه.

وعن الصعوبات التي واجهها ناجي قال لمراسلنا: "هناك العديد من الصعوبات التي واجهتنا أولاً لا يوجد عكاكيز مختصة لممارسة الرياضة فكنا دائماً نسقط على الأرض أو يتعرض العكاز للكسر لكن العزيمة والإصرار والتحدي كان دائماً يدفعني وزملائي لمزيد من الصبر والاستمرار لقهر الإصابة وتحقيق النجاح".

وأضاف: "الصعوبة الأخرى التي كانت تواجه الفريق أن بعض الزملاء لا يرغبون في الظهور أمام الناس بسبب البتر وشعورهم بالنقصان لكن بعد التدريبات ومرور الوقت كسرنا الحاجز وأصبحنا أكثر قوة وصلابة للظهور أمام الناس وإظهار ابداعاتنا ومهاراتنا".

وأشار إلى أن ذوي الإعاقة كونهم يمارسون رياضة كرة القدم أو أي رياضة أخرى فهذا يعتبر شيء كبير يعزز في نفس الانسان طاقة إيجابية كثير وتجعله يشعر أنه ليس عاجزاً وأن الاصابة لم تمنعه من ممارسة ما يمارسه الأصحاء.

ولفت إلى أن أهم تحدي لفريقه اليوم هو إيجاد قاعدة رسمية تحتضن الفريق واللاعبين وتقدم لهم الدعم المعنوي والمادي ليحققوا طموحهم بتمثيل فلسطين في المحافل الدولية.

المدير الإداري لـ"جمعية فلسطين لكرة القدم" (البتر) محمود الناعوق، قال: "تم تشكيل أول فريق في فلسطين من مبتوري الأطراف لكرة القدم ضمن جهود ذاتية وشخصية للتأكيد على حق ذوي الاحتياجات الخاصة من ممارسة كافة الألعاب الرياضية، إضافة للتأكيد على أننا شعب يحب الحياة كباقي شعوب العالم".

"الفريق الرياضي الأول لكرة القدم من المبتورين مكون من 12 لاعباً تتراوح أعمارهم ما بين (13 إلى 35 عاماً) بينهم حارسين أصيبوا بالبتر في اليد، ويعتبر تشكيل الفريق مرحلة أولى حتى يتم الحصول على ترخيص للجمعية من وزارة الداخلية في غزة لتشكيل عدة فرق في كافة محافظات القطاع" وفقاً للناعوق.

وأشار الناعوق لفلسطين اليوم إلى أن كافة اللاعبين تم إصابتهم بالبتر بسبب الاحتلال "الإسرائيلي" سواء خلال الانتفاضات السابقة والحروب أو سياسة الحصار.

وأضاف: ""الفكرة جاءت خلال مشاهدتي ومجموعة من الأصدقاء مباراة كرة قدم من المبتورين بين إنجلترا وتركيا، ما أثار رغبتنا وتشجيعنا بتشكيل فريق من المبتورين في غزة لتمثيل فلسطين في المحافل الدولية كأي دولة في العالم".

وبين أن أولى الصعوبات كانت بتدريب اللاعبين خاصة لاحتياجهم تدريب يختلف عن اللاعبين الأصحاء وذلك؛ بالتركيز على عضلات معينة في القدم واعطائهم الاهتمام الكبير، مؤكداً أن اللاعبين قادرين على تحقيق أشياء لم يكن بمقدورهم القيام بها وهم في كامل صحتهم.

ودعا الناعوق، كافة المؤسسات الدولية والعربية المختصة بذوي الاحتياجات الخاصة لاحتضان الفريق وتقديم كافة الدعم اللازم "مادياً ومعنوياً" ليحقق طموحه بتمثيل دولة فلسطين في المحافل الرياضية الدولية.

من جهته أبدى اللاعب مهند عيد البالغ من العمر 21 عاماً فخره واعتزازه بمشاركته في فريق كرة القدم من المبتورين بأقل الإمكانيات، مؤكداً أن الرياضة تساعد الانسان في بناء جسده وتقوية العضلات وتنشيط الحركة الدموية في الشرايين.

وقال عيد لمراسلنا: "أشعر بالفخر والسعادة لانضمامي لفريق كرة القدم"، داعياً جميع المصابين وذوي الاحتياجات الخاصة للمشاركة في أي عمل يساهم في نشاط الجسم ورفع الروح المعنوية لدى المبتورين".

وأشار إلى أن المشاكل التي تواجهه عدم توفر الأدوات الطبية الصحية للاعبين قائلاً: "نتمنى من المسؤولين ومؤسسات ذوي الاحتياجات الخاصة بدعم اللاعبين بكافة ما يحتاجه الفريق من أدوات "عكاكيز وكراسي وأطراف"، ليتمكن اللاعبين من رسم صورة مشرفة عن فلسطين وتمثيل بلاده في المحافل الدولية".

يذكر أن هناك لجنة البارالمبية للمعاقين الفلسطينيين في اتحاد الكرة الفلسطيني وشكلت اللجنة العديد من الفرق الرياضية سواء للطائرة أو السباحة او العاب القوى لكنها لم تشكل فريقاً لكرة القدم وفقاً للاعبين السابقين.