قوتها في رسائلها السياسية

تحليل الضربة السورية لـ"إسرائيل": الرهان على صمت سوريا خطأ

الساعة 11:49 ص|10 مايو 2018

فلسطين اليوم

رأى الكتاب والمحلل السياسي حسن لافي ، أن قوة الضربة السورية لـ"إسرائيل" تكمن في الرسائل السياسية التي حملتها، وهي أن الرهان على استمرار الصمت السوري على الهجمات الصهيونية في سوريا بات خاطئاً.

وقال لافي في تحليل له:"الاستراتيجية الاعلامية الصهيونية تتمركز على ادعاء عدم نجاح الهجمة السورية، والتأكيد على أن المسؤول عن الهجمة هو الحرس الثوري، وتحاول تسويق أن الضربة الصهيونية المضادة أضعفت القدرات الايرانية في سوريا بشكل كبير.

واستدرك لافي: لكن تبقى قوة الضربة السورية بالرسائل السياسية التي تحملها وهي أن من يراهن على استمرار الصمت السوري على الهجمات الصهيونية في سوريا بسبب الوضع الرخو في سوريا والخوف على الانجازات التي حققها النظام السوري والوضع الاقتصادي الصعب في طهران في الأشهر السابقة، وفوز حزب الله وحلفائه في الانتخابات اللبنانية، هذا الرهان بات خاطئاً.

وشدد على أن لدى سوريا وحلفائها الشجاعة والجرأة على الرد، مع التأكيد على عدم رغبتهم بحرب مفتوحة وهذه الرسالة الثانية من الهجمة العسكرية كونها استهدفت مواقع عسكرية في الخط الحدودي الأول ولم تستهدف مواقع في العمق المدني الصهيوني.

وبين لافي، أن استطلاع الرأي الذي منح حزب الليكود اليميني بقيادة نتنياهو لأول مرة منذ عقد من الزمان 33 مقعدا في الكنيست اذا ما تمت الانتخابات في ظل هذه الأجواء الأمنية التوترية من المحتمل جدا ان يكون دافعا مهما لنتنياهو والحكومة وحتى المؤسسة العسكرية على الحفاظ على هذا التوتر لحرف الأنظار عن قضايا الفساد لنتنياهو و اعطاءه ورقة ضغط كبيرة على شركائه في الائتلاف الحكومي بالتراجع عن مواقفهم المتصلبة بخصوص القضايا الداخلية مثل قانون تجاوز المحكمة العليا الذي من الممكن أن تعصف باستقرار الائتلاف الحكومي.

وقال لافي:"إن الذهاب إلى مواجهة مفتوحة ليست مصلحة صهيونية حالياً وخاصة أن الموقف الروسي ضد التصعيد المؤدي لحرب شاملة ،والأهم أنه من الواضح أن بوتين مقتنع بحق سوريا في الدفاع عن سيادتها ووحدة أراضيه، الأمر الذي يقرأ من القيام بالهجمة في الوقت الذي كان نتنياهو يلتقي به في الكرملن ويطلب منه حق دولة الاحتلال بالدفاع عن نفسها ضد التمركز الايراني في سوريا".

وأشار، إلى الموقف الفرنسي والذي هو مؤشر واضح على الموقف الأوروبي عامةً بعدم الرغبة في مواجهة مفتوحة بل العمل على حصر تداعيات التصعيد وهذا ما عبر عنه موقف الرئيس الفرنسي ماكرون المتفق مع الموقف الروسي في الدعوة إلى تهدئة الأمور بعد الضربة.

وأضاف لافي: يبرز التخوف الأوروبي الروسي من انزلاق الأمور إلى حرب اقليمية تتدخل بها الولايات المتحدة وخاصة بعد انسحابها من الاتفاق النووي والذي قد يجبر الروس على مواجهة الولايات المتحدة بشكل غير مسبوق عن المراحل السابقة في المنطقة , وهذا بالتأكيد سيؤثر سلباً على الأمن القومي الأوروبي, لذ المجتمع الدولي يعمل على تهدئة الأوضاع.

وتابع: كما يقال الحروب قد تبدأ بأخطاء صغيرة تتواكب مع أخطاء في تقدير نوايا الآخر وبذلك تتدحرج الظروف إلى مواجهة مفتوحة رغم عدم رغبة الطرفين منذ البداية للذهاب لحرب.

كلمات دلالية