انسحاب محمل بالمصيبة.. هارتس

الساعة 02:07 م|09 مايو 2018

بقلم: أسرة التحرير

ان الاعلان الحاد للرئيس الامريكي دونالد ترامب عن انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق النووي مع ايران واعادة العقوبات الاقتصادية التي رفعت عنها برعاية الاتفاق، يزيد خطر المواجهة في المنطقة. ولكن من السابق لاوانه أن نعرف اذا كانت الاسرة الدولية ستوافق على التخلي عن الهدوء النسبي الذي يمنحه لها الاتفاق النووي. من المهم أن ننتظر لنرى كيف ستتصرف الدول الاوروبية، روسيا والصين، والذين وقعوا هم ايضا على الاتفاق: هذا سينسحبون من الاتفاق في اعقاب الولايات المتحدة وينضمون الى العقوبات على ايران؟ وليس أقل اهمية من ذلك، ماذا سيكون رد اران؟

ولما لم يكن اضطرار لان تتصرف الدول الاوروبية، روسيا والصين كالولايات المتحدة، فتحتمل سيناريوهات مختلفة، بما في ذلك امكانية أن يبقى الاتفاق على حاله رغم انسحاب الولايات المتحدة. فانسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق كفيل بان يمس بمكانتها الدولية وبمفعول الاتفاقات الدولية. ولما كان حسب تقارير الوكالة الدولية للطاقة الذرية، وكذا حسب تصريحات رئيس الاركان غادي آيزنكوت، تنفذ ايران شروط الاتفاق بعناية ودون أي خرق، فان انسحاب الولايات المتحدة كفيل بان يفسر في العالم كتراجع عن التزام اخذته على عاتقها تحت حكم براك اوباما. وكانت اعلنت منذ أمس فرنسا، المانيا وبريطانيا عن خيبة الامل من انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق. كما أن الاتحاد الاوروبي هو الاخر اعرب عن استيائه.

اعترف ترامب في خطابه بان رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو نجح في أن يقدم في "عرض الملفات" الذي قدمه الاسبوع الماضي دليلا دامغا على اكاذيب الحكم الايراني؛ ذريعة كافية وضرورية لانسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق والعودة الى العقوبات. ولكن ليس مؤكدا على الاطلاق بان تكون الدول الاخرى اقتنعت بان ايران خرقت الاتفاق بالفعل. ليس واضحا بانه باستثناء الولايات المتحدة اقتنع احد ما بان نتنياهو كشف أكثر من مجرد الاكاذيب الايرانية في الماضي، والتي دفعت الاسرة الدولية منذ البداية لحمل ايران على التوقيع على الاتفاق النووي.

ان حقيقة أن نتنياهو عمل ضد الاتفاق بعلانية ظاهرة، من شأنها أن تعطي اسرائيل صورة من يدفع العالم نحو الحرب. فانسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق، ضمن امور اخرى بسبب "اثباتات" قدمها نتنياهو، كفيل بان يؤدي الى شرح في الائتلاف الطبيعي لاسرائيل. قد يكون نتنياهو يعتقد بانه يفترض بالاسرائيليين ان يكونوا ممتنين لترامب، ولكن في هذه المرحلة فان الانسحاب الامريكي يعرض العالم للخطر ويهدد اسرائيل.

لقد سارع نتنياهو أمس الى تهنئة ترامب في ظل مواصلة الخطابية الكفاحية ضد ايران. وبدلا من تهدئة التوتر الشديد بين اسرائيل وايران، والذي وجد تعبيره في فتح الملاجيء في الشمال والاستعداد المتعاظم لهجوم ايراني، فان رئيس الوزراء ووزير الدفاع يفضلان تسخين الاجواء واستعراض العضلات. هذا سلوك من شأنه ان يكلف غاليا.