ترامب يحطم الاواني.. يديعوت

الساعة 01:52 م|09 مايو 2018

فلسطين اليوم

بقلم: ناحوم برنياع

(المضمون: ترامب عديم الشكوك. يحتمل أن يكون احساسه الداخلي عن مكانة امريكا هو أداة انجع في السياسة الخارجية من تشكيكات اوباما المعللة- المصدر).

خطاب ترامب أمس ولقاء نتنياهو مع بوتين اليوم يخلقان قواعد لعب جديدة في مواجهة اسرائيل مع ايران.

يسعى نتنياهو الى وضع تمنع فيه الولايات المتحدة هجوما على اسرائيل من ايران، وتصد روسيا هجوما ايرانيا من سوريا. يوجد هنا رهان ثلاثي: نتنياهو يعول على حذر خامينئي، مصداقية ترامب وسخاء بوتين، ثلاث مزايا لم نجدها لديهم حتى اليوم. ينبغي أن نصلي كي ينجح، من أجله ومن أجلنا.

في هذه الاثناء فان الرهان ينجح. الايرانيون لم يردوا حتى يوم امس على الهجومين اللذين مسا بقواتهم وصواريخهم في سوريا. وعلى الهجوم أمس ايضا قرب دمشق، امتنعوا في هذه الاثناء عن الرد. في الجيش الاسرائيلي يفترضون بان انتظار قرار ترامب أخر عملية الرد الايراني. ربما ايضا الحاجة الى الاستعداد. اما الان فلديهم سبب آخر لضبط النفس: الصراع على الرأي العام في اوروبا وعلى قرارات الحكومات هناك في اعقاب الانسحاب الامريكي. ايران لا يمكنها ان تسمح لنفسها بالعربدة.

كما ان الرهان ينجح مع ترامب والفريق الجديد، السوبر صقري الذي يعمل الى جانبه – مستشار الامن القومي جون بولتون ووزير الخارجية مايك بومبيو. كان يمكن لترامب أن يعلن عن انسحاب امريكي وينتهي بذلك. ولكن بتأثير نتنياهو والفريق الجديد، اختار ان يتخذ خطوة اضافية. العقوبات الاقتصادية على ايران ستشتد جدا، اكثر من النقطة التي كانت فيها قبل التوقيع على الاتفاق النووي. اضربهم بجيوبهم، اشار نتنياهو على ترامب؛ اذا ضربتهم بجيوبهم فسيختنقون، وعندما يختنقون فانهم سيطيرون آيات الله. صحيح حتى يوم امس ترامب تبنى هذا الخط حتى النهاية.

السؤال هو ماذا سيحصل اذا كان بدلا من الانكسار سيختار آيات الله الحرب، او ما هو معقول اكثر، ان تتدحرج المطقة الى الحرب كنتيجة لخطوة متسرعة، غير محسوبة من احد اللاعبين. فهل سيكون ترامب مستعدا، كي يدافع عن اسرائيل والسعودية، ان يفتح جبهة جديدة في الشرق الاوسط؟ اذا ما فعل هذا سيكون هذا مناقضا لكل ما وعد به الناخبين في حملة الانتخابات.

ترامب هو رجل مثير للاهتمام. في امريكا يكثرون من انتقاد حالات ظهوره المحرجة، والاكاذيب والاهانات، ضحالة اللغة، الجهل. من كل هذه النواحي فهو يجسد النقيض لاوباما. ولكنه النقيض لاوباما بمفهوم آخر: اوبام شكك بعظمة امريكا، شكك بعدالة طريقها، شكك بادعائها في أن تكون نموذجا ومثالا للاخرين. عمل في الولاية الثانية في البيت الابيض ليس كزعيم للعالم بل كمصفي املاكها. ترامب عديم الشكوك. يحتمل أن يكون احساسه الداخلي عن مكانة امريكا هو أداة انجع في السياسة الخارجية من تشكيكات اوباما المعللة.

ظاهرا، خطاب امس فتح هوة بين الولايات المتحدة وغرب اوروبا. فترامب لم يرفض فقط ادعاءات ميركيل، ماكرون وماي في صالح الاتفاق بل وبخهم كالمعلم الذي يوبخ التلاميذ ثقيلي الفهم. هل اوروبا ستفضل من الان روسيا بوتين، صين شاي أو حتى ايران خامينئي على الحلف مع امريكا؟ لا اعتقد. معقول أكثر الافتراض بان الاوروبيين سيحاولون شراء ايران بالمال، وحفظ حلفهم مع امريكا.

كما أن الخوف من أن يفجر الانسحاب الامريكي مساعي المصالحة مع كوريا الشمالية لا يتحقق حاليا. كيم يونغ اون يؤمن على ما يبدو بان ما حصل للاتفاق النووي مع ايران لن يحصل للاتفاق الذي سينزعه من ترامب. في هذه الاثناء يستضيف وزير الخارجية الامريكية في بيونغ يونغ.

نموذج كوريا الشمالية مشوق: فهو يبدأ بالتهديدات المتبادلة، بالشتائم الشخصية وبالهتافات القتالية. وبعدها، فجأة، يصبح قصة غرام عاصفة. مثير للاهتمام أن نعرف ماذا سيحصل اذا ما نزلت فجأة في البيت الابيض دعوة للقاء قمة مع روحاني، الرئيس الايراني. دعوة واحدة، وخطايا ايران كالثلج ستبيض.

نتنياهو يصل اليوم الى بوتين وهو محمول على موجة خطاب ترامب. بوتين يعرف كيف يقدر القوة. ونتنياهو سيحاول اقناعه بان مصلحة روسيا في سوريا لا تنسجم مع مصلحة ايران. اذا كان بوتين يريد صيفا هادئا، صيفا يكرس لاحتفالات كأس العالم في كرة القدم، عليه أن يصد التعاظم الايراني. يوقف عبور الصواريخ الدقيقة، يمنع نصب منظومات مضادة للطائرات، يوقف قوات سليماني بعيدا عن حدود الجولان. في داخل المشورة الاسرائيلية ينطوي تهديد: اذا واصلت ايران طريقها، اسرائيل ستعمل عسكريا من خلف ظهر روسيا.

بوتين سيستقبله بكل التشريفات، وبعد ذلك سيوضح لنتنياهو بان روسيا ستفعل فقط ما ينفعها. لا توجد تخفيضات في السعر في الكرملين: ما لم يحققه نتنياهو في سبع لقاءات سابقة لن يحققه في الثامن.