مطلوب تنازل متبادل عن حق العودة- هآرتس

الساعة 12:51 م|07 مايو 2018

فلسطين اليوم

بقلم: افرايم سنيه

ليست هناك طريقة لتفهم أو غفران الاقوال التي قالها رئيس السلطة الفلسطينية في جلسة المجلس الوطني الفلسطيني. أبناء شعبه يقولون إن هذا يبدو اسلوب الرئيس عباس للتكفير عن فشل الطريق الذي سار فيه طوال حياته كزعيم، طريق معارضة الارهاب والسعي الى اتفاق مع اسرائيل. طريقه فشلت لأنه منذ انتخابه في كانون الثاني 2005 فان كل حكومات اسرائيل التي عرفت أنه هو اكثر الزعماء اعتدالا في القيادة الفلسطينية عملت على اهانته واضعافه وفعليا فضلت حماس عليه. عندما حاول اهود اولمرت، حتى أنه نجح في الوصول معه الى حافة الاتفاق في نهاية صيف 2008، تمت اقالته. باستثناء هذا الفصل فقد فوتت حكومات اسرائيل الفرصة التي ظهرت امامها في اليوم الذي حل فيه عباس محل ياسر عرفات. هذه الحكومات لم ترغب فيه وبالتسوية التي كان يمكن التوصل اليها معه، هذه هي الحقيقة.

 

على الرغم من ذلك، فان من يريد وبجدية تحقيق اتفاق في ارض اسرائيل، ولا مناص من ذلك، يجب عليه خلق رواية من التصالح، مبنية ليس على الجهل، بل على فهم مشاعر الطرف الآخر. في حين أن الاقوال الخطيرة والمستفزة التي قالها عباس تدلل اكثر من أي شيء آخر على الجهل وانعدام فهم كبير للطرف الاسرائيلي والشعب اليهودي.

 

الموضوع الاكثر حساسية الكامن لدى الطرفين هو علاقتهما التاريخية بارض اسرائيل كلها. الفلسطينيون خلافا لكل اقوال الهراء التي سمعوها في الماضي وفي هذا الاسبوع، يجب عليهم أن يفهموا بأن مهد التراث التاريخي للشعب اليهودي يوجد في قلب الضفة الغربية. يرمياهو وعاموس لم يتنبآ بحولون أو بات يم، بل بعنتوت وتكوع. ماضينا القومي مغروس في شيلا وبيت ايل وفي طريق افرات. نعم، يوجد لنا حق عودة الى هذه الاماكن. كل الاسرائيليين الذين يريدون حل الدولتين وتقسيم البلاد يتنازلون عن تحقيق هذا الحق، حتى بالثمن الباهظ، الذي لا بديل له والمتمثل باخلاء عشرات آلاف الاسرائيليين الذين حققوه. هذا التنازل يهدف الى تحقيق حياة سلام في ارض اسرائيل، الذي يتضمن دولة يهودية وديمقراطية على اغلب اراضيها.

 

الفسطينيون يتمسكون بـ "حق العودة". لكنهم تنازلوا عن العودة. عباس قال ذلك علنا عندما تطرق لبيته في صفد، وتلقى على ذلك وابل من الاهانة من حماس. هم يعرفون أن اللاجئين لن يعودوا للسكن في حدود دولة اسرائيل السيادية. ليس عبثا أن حماس تجد صعوبة في تجنيد الجمهور الواسع للعرض المثير لها على حدود غزة. ولكن عندما يقولون "حق العودة" فان الفلسطينيين يقصدون اساسا صلتهم التاريخية بيافا واللد والرملة ومئات القرى التي هجرت في 1948. نحن كاسرائيليين يجب علينا أن نتفهم ونحترم ذلك. يجب التمييز بين الحق وبين تطبيقه. رواية المصالحة يمكن ان تكون مبنية على فهم أنه من اجل التعايش بين كيانين قوميين في ارض اسرائيل فان الطرفين يتنازلان عن تطبيق ما يبدو في نظر كل واحد منهم كحق تاريخي.

 

ربما، وبناء على طلب نتنياهو أن يدمج دونالد ترامب في خطته المتوقعة شرط التنازل عن حق العودة. اليوم هذا يعتبر وصفة مؤكدة لمنع اجراء أي مفاوضات. ولكن اذا تم املاء رواية مصالحة، تتضمن التنازل المتبادل عن تطبيق حق العودة للطرفين، فسيتم فتح الطريق امام الحوار. في الجانبين مطلوبة الشجاعة لايجاد صيغة تحل محل الجمود والجهل.