تشارك كافة الطوائف اللبنانية في انتخاب اللوائح النيابية التي تفضّلها، وعلى الرغم من أن الاكثرية الشعبية في بيروت من حوزة الطوائف الاسلامية الكبرى، فإن اسم الطائفة "الإسرائيلية" يبرز على صناديق الاقتراع ولوائح الشطب.
ويعود تاريخ وجود هذه الطائفة في لبنان الى عام 132 ميلادي، وهم من أصول "مزراحية"، وتوزعوا في البدايات ما بين العاصمة بيروت، وطرابلس في الشمال، ومدينتيّ صيدا وصور في الجنوب. وخلال اضطرابات 1840 و1860 ميلادي بين الدروز والمسيحيين في لبنان، نزح العديد من اليهود من دير القمر إلى مناطق حاصبيا في البقاع الغربي.
ونزح الآلاف من "الإسرائيليين" من اليونان وسوريا والعراق وتركيا الى بيروت عام 1911 ميلادي، إلا أن معظمهم سجّلوا على أنهم من ديانات أخرى، عقب الاجتياح الاسرائيلي للبنان عام 1982. كما أن آخرين هاجروا الى دول أخرى كفرنسا والولايات المتحدة الأمريكية.
ومن بين هؤلاء الباقين، يوجد 4704 أشخاص يستطيعون الاقتراع في الانتخابات النيابية الحالية، بحسب بيانات النفوس في الدولة اللبنانية للعام 2018.
وتشير الأرقام في لوائح الشطب إلى أن أكثريتهم يصوتون في دائرة بيروت الثانية (4453 شخصاً)، بينما يتوزع البقية على بعض الدوائر الأخرى، وأكثرهم تواجداً في دائرة البقاع الاولى - زحلة (74 شخصاً).
ورصدت وكالة يونيوز للأخبار اقتراع ثلاثة من أتباع الطائفة الاسرائيلية في دائرة بيروت الثانية، في جولة بدأت من التاسعة صباحاً إلى حدّ الساعة الثالثة من بعد الظهر، في سبعة مراكز انتخابية توزعت على مناطق ميناء الحصن (مركزان)، زقاق البلاط، الباشورة، المزرعة، برج أبي حيدر، الحمراء.
واقتراع هؤلاء الثلاثة يشكّل 0.067% من مجمل الناخبين الإسرائيليين اليهود في دائرة بيروت الكبرى، و0.063% من مجمل الناخبين الإسرائيليين اليهود في لبنان.
ورفض "الإسرائيليون" الثلاثة بأن يدلوا بأي تصريح أمام الكاميرا، بيد أنهم ذكروا أن معظم أبناء طائفتهم لا يشاركون في الانتخابات لعدم وجود ممثلين لهم في الدولة، كما أنهم يتفادون الخروج الى العلن خوفاً من التعرض لهم من قبل الطوائف الأخرى، بسبب اللغط بين اسمهم واسم كيان الاحتلال الاسرائيلي، حيث يعتقد السواد الأعظم من الشعب اللبناني أنهم مؤيدين للكيان المحتل.
وصوّت هؤلاء الثلاثة في المركز الانتخابي المقام بثانوية المفتي حسن خالد، في برج أبي حيدر في بيروت، في حين لم تشهد المراكز الأخرى التي زارتها وكالة يونيوز أي حضور لليهود فيها، حيث رجّحت إحدى رئيسات أقلام الاقتراع في منطقة الحمراء أن ذلك يعود إلى "كبر سنّ المقترعين وربما الخوف من ظهورهم أمام الناس".
وأظهرت بعض لوائح الشطب المعلّقة خارج غرف الاقتراع أن مواليد نسبة كبيرة من الناخبين "الإسرائيليين" تعود الى ما بين عاميّ 1917 و1930، وأصغرهم ما بين عاميّ 1957 و1970.