مقدسي يوجه رسالة غريبة إلى الدراجين المشاركين في طواف ايطاليا

الساعة 03:49 م|05 مايو 2018

فلسطين اليوم

وجه المقدسي طارق البكري ابن مدينة القدس المحتلة رسالة غريبة إلى الدراجين المشاركين في طواف إيطاليا والمرتزقة الممثلين للدول العربية المطبعة.

وشرح البكري خلال رسالته، الجرائم التي ارتكبتها قوات الاحتلال "الإسرائيلي" في الطرق التي سيمر عليها الدراجين المشاركين في طواف إيطاليا من الخليل إلى شارع داود وبيت لحم والقدس ..إلخ.

نص الرسالة..

رسالة الى الدّراجين المشاركين في طواف ايطاليا “Giro d’Italia” والمرتزقة الممثّلين للدول العربية المطبّعة.

– حسب خريطة السباق يبدأ مساركم من منطقة باب الخليل، تمعّنوا جيداً بهذه المنطقة وبرج قلعة القدس الظاهر أمامكم، ففي مكان تجمعكم هذا وتحديداً في كانون الثاني ١٩٤٨، كان المقدسيون وبعض زوار المدينة يتسوقون من بسطات وعربات الباعة وآخرون ينتظرون في المحطة القريبة ليعودوا الى منازلهم لتأتي مجموعة من عصابة الارغون متنكرة بزي الشرطة الفلسطينية.. ألقوا قنبلة على الاشخاص الواقفين مكانكم تماماً فقتلوا ٢٠ فلسطينياً، أتشتمون رائحة دمائهم؟ أم أن مهمتكم في تنظيف أيادي الاحتلال أقوى؟

– ينطلق السباق، التفتوا يميناً.. انه “مول ماميلا”، مجمع تجاري لطيف أقيم على شارع مأمن الله الحيوي الذي كان يضم فنادق فلسطينية ووكالات سيارات عالمية ومحالاً تجارية لعائلات فلسطينية فقدت كل ما تملك.

– تنحني الدراجات يساراً نحو شارع الملك داوود، انتبهوا من الارتطام برصيف بناية عائلة الشبر، تسلقوا باتجاه وكالة سيارات GMC و BUICK للفلسطيني شكري ديب. هل شاهدتم البناء الضخم الى اليسار؟ نعم لقد كان مقر قوات الانتداب في فلسطين، فندق الملك داوود الذي تنكّر أفراد عصابة الارغون بملابس عربية ووضعوا المتفجرات في اوعية الحليب لينسفوه ويقتلوا ٩٣ شخصا معظمهم فلسطينيون.. ومصادفة التقيت قبل اسابيع بفلسطينية جاءت من استراليا لتبحث عن ما تبقى من منازل عائلتها، أخبرتني أن خالتيها سحقتا تحت انقاض الفندق .. مش مهم، لنكمل.

– تصلون الان حي البقعة وتحديداً شارع بيت لحم، كم هي مدهشة وجميلة المنازل هناك.. كلها منازل عربية سيطر عليها الاحتلال اللطيف الذي دعاكم وطرد سكانها تحت مسمى “حارس أملاك الغائبين” .. تمعنوا بجمال منازل عائلات عرفة – العسلي – الداوودي – الوعري – مرقص – السقا – ابو الفيلات – حنضل – البكري – ديب – بدرية – عويضة- الشهابي وغيرهم .. لا تكترثوا فأصحاب المنازل ممنوعون من العودة اليها وبعض احفادهم أصبحوا لاجئين في الدول المجاورة.

– قبل وصولكم الى الطالبية عند مفرق شارع البقعة الذي يسمونه الآن “عيمق رفائيم” سترون كنيسة أرمنية عريقة قام بالاعتداء عليها المستوطنون قبل سنوات وتحطيم نوافذها وانتهاك حرمتها.

– ها قد وصلتم الطالبية.. حيّ راقٍ جداً سكنه قادة العصابات الصهيونية بعد النكبة، هُجّر معظم سكانه بعد تفجير فندق سميراميس في حي القطمون القريب عندما نسفت الهاجاناة الفندق وقتلت ٢٦ شخصاً في أحد ليالي الشتاء القارصة مطلع عام ١٩٤٨. بعد التفجير جابت سيارات الهاجاناة وهي تحمل مكبرات الصوت شوارع القطمون والطالبية حيث تقودون دراجاتكم وهددت السكان الفلسطينيين بأنهم سيلاقون نفس مصير ضحايا تفجير الفندق.

– بعد عودتكم من منطقة رحافيا وشارع بيتسليل والكنيست، ستأخذون شارع الملك جورج وصولاً الى شارع “جيرشون اجرون”، اسم ذلك البناء الشامخ هناك “فندق waldorf astoria” ولكن مهلاً، ثمة شيء منحوت على واجهته باللغة العربية ” مثلما بنى اباؤنا وفعلوا نبني ونفعل – بنى هذا النزل المجلس الأعلى بفلسطين ١٩٢٩”.. نعم فلسطين، نقشت على واجهة فندق البالاس الذي شُيّد تحت اشراف المفتي أمين الحسيني ليتم بناؤه في ١١ شهراً فقط ليشكل تحفة معمارية في فلسطين.

– ها قد قطعتم حوالي ٩ كيلو مترات من السباق، لا بد انكم تشعرون بالتعب وتتلقفون قوارير المياه من المنظمين الواقفين بالقرب من حديقة خضراء في نفس الشارع.. مهلاً انها ليست حديقةً وبساطاً أخضر من العشب فحسب! انها مقبرة مأمن الله التي نبش الاحتلال قبورها وجرّفها لإقامة حدائق عامة ومواقف سيارات، المقبرة الاسلامية التي تضم قبور ورفات أعلام وصحابة وشهداء وتابعين مسلمين كثيرين كانت تمتد على مساحة ٢٠٠ دونم اما الان فلم يبقَ منها سوى ١٩ دونماً فقط .. ليس ذلك فحسب يا اصدقائي بل أن متحفاً يتم تشييده الآن على أرض المقبرة واقترب افتتاحه فوق قبور وعظام اهل هذه البلاد ولسخرية القدر اسم المتحف هو “متحف التسامح”!!

– ٣٠٠ متر فقط تفصلكم عن خط النهاية، “الطلعة قوية” ولكن ليست اقوى من صوت تفجير سينما ريكس الى يساركم تماماً!

دار السينما الفلسطينية هذه كانت تتسع ل ١٣٠٠ مقعد، والتي ملكتها عائلتي تلحمي وألبينا كانت هدفاً لعصابة الارغون حيث هاجمتها مرتين الاولى عام ١٩٣٩عندما دخل ٧ أعضاء من العصابة اليهودية لحضور فيلم “طرزان” فزرعوا قنبلة موقوتة انفجرت برواد السينما وراح ضحيتها خمسة فلسطينيين، كما قامت الارغون بحرق السينما عام ١٩٤٧.

– وأخيراً.. انه خط النهاية عند ساحة البلدية قرب الباب الجديد.. تصفيق حار وكاميرات الصحافة تلتقط الصور.. كاميرات مسخّرة لترويج رواية الاحتلال وصحافة تسوّق الى ازهاق ارواح شبابنا وتبررها .. ففي مكانكم هذا عام ٢٠٠٨ خرج الشاب قاسم المغربي من جبل المكبر في سيارة والده واثناء قيادتها فقد السيطرة عليها ليرتطم بمجموعة من الاسرائيليين في ذلك المكان، انه حادث سير وبقي حادثاً للسير في الدقائق الاولى الى أن اتضح ان سائق المركبة فلسطيني ليتم اعدامه بدم بارد وهو مصاب خلف المقود.

إن مشاركتم في هذه السباقات والتي ستستكمل قريباً لتمر فوق انقاض عشرات القرى المهجّرة والمطهّرة عرقياً هي مساهمة مباشرة في التغطية على جرائم الاحتلال وتبييض صورته.

كلمات دلالية