خسرنا منذ الان - معاريف

الساعة 02:17 م|02 مايو 2018

بقلم: ران ادليست

(المضمون: الدائرة التي جررنا اليها يحفز كل قصف للجيش الاسرائيلي في غزة فيها جولة اخرى على الجدار - المصدر).

نجحنا. مع الاعلام والحكومة، نجحنا في تطبيع الاحداث في غزة. نوع من تلكم هي الحياة. أربعة قتلى، بمن فيهم ابن 15، و 174 جريح بالنار الحية، وبعدها، ليوم الجمعة التالي. بالتوازي، تغلفت الدولة بكرب شديد على موت غبي ومثير للخواطر لعشرة فتيان، والانصات الجماهيري تركز على وزير التعليم ووزير الدفاع اللذين اتهم الواحد الاخر. إذن من أجل السجل، برعاية الصديق والمحامي تسفيكا كفتوري، يقول قانون المعاهد التمهيدية العسكرية للعام 2008: أ. المدير العام لوزارة التعليم أو من يخوله لهذا الشأن يعترف بمعهد تمهيدي عسكري وفقا للتعليمات التي قررها وزير التعليم، باقرار لجنة التعليم، الثقافة والرياضة في الكنيست... الشروط للاعتراف هي قدرته المالية والتنظيمية، اصحاب المناصب فيه، خطته التعليمية التربوية والظروف المادية والامنية المطلوبة لنشاطه".

افهمت هذا، يا بينيت؟ حسب القانون آنف الذكر، انت الشخص المسؤول عن نشاط المعاهد، ولكن كيف يمكنك ان تحقق مسؤوليتك اذا كنت مشغولا سياسيا في ادارة حملة طالبانية لمؤسسات التعليم؟ بدلا من الحرص على ان يصل اولئك التلاميذ الى بيت باروخ مارزيل كي يتعلموا عن حقنا في قتل الاطفال في الخليل، كان يفترض بك أن تحرص على أمنهم، وارشاد كل معلم والاشراف على ارشاد المعلم. هكذا يعمل جهاز التعليم. أفهمت هذا يا بينيت؟ واضح أن الرجل فهم ولهذا كان اول من قفز كي يتهم وزير الدفاع.

في موضوع الاطفال القتلى في غزة، يوجد لليبرمان حل يجعل القناصين لا حاجة لهم. ففي دورة الكنيست الصيفية سيطرح مشروع قانون عقوبة الموت للمخربين. فالفتى الذي اطلقت النار عليه في غزة هو مخرب، اليس كذلك؟

وفي هذه الاثناء، فان شخصا كبينيت لن يهجر منصبه كوزير التعليم. وها هو يبدي قلقا على الوضع التعليمي لتلاميذ غزة: بعد موت محمد ابراهيم ايوب ابن الـ 15، الاول الذي قتل برصاصة في الرأس قبل اسبوعين، صعد بينيت الى البث لدى غازي بركائي الذي تساءل "أولم نبالغ". فحل بينيت المشكلة قائلا: "لو كان يذهب الى المدرسة مثل كل فتى، لما كانت مشكلة".

أما الاسرع مني فشرحوا له بعد البث انه في يوم الجمعة لا يوجد تعليم في غزة، ولكن المشكلة الحقيقية هي أن بينيت يرسلهم الى جزر خرائب كانت ذات مرة مدرسة، إذن ماذا ستتعلم اذا لم يكن لك في الصف وفي البيت كهرباء وماء، إن لم يكن علوم الجدار؟

ولعقبى قتلى الجدار قصفنا أهداف حماس. مثير للشفقة. الدائرة التي جررنا اليها يحفز كل هجوم كهذا فيها جولة اخرى على الجدار. في نيسان 2015 دخل الى حيز التنفيذ أمر المستشار القانوني للحكومة: اذا ادعى احد ما بان الحديث يدور عن خرق خطير لقواعد القانون الدولي، فبوسعه ان يرفع ملاحظة على قرارات النائب العسكري الرئيس بشأن التحقيق في احداث قتل فيها شخص في اثناء نشاط عملياتي للجيش الاسرائيلي. حسنا! فليأخذ احد ما هذا التحدي قبل ان نغرق كلنا في دم حرب خسرناها منذ الان.

كلمات دلالية