حقيبة الاكاذيب الفلسطينية - إسرائيل اليوم

الساعة 01:41 م|02 مايو 2018

بقلم: نداف شرغاي

 

(المضمون: رئيس السلطة الفلسطينية يئس على ما يبدو من التنكر للكارثة، او حجومها. وهو يتوجه الان الى ما "سببها": "السلوك الاجتماعي لليهود الذين اشتغلوا في القروض المالية"- المصدر).

 

كـ "الدكتور لنكران الكارثة"، وكمن وضع منذ قبل سنوات عديدة – في رسالته للدكتوراة – الفرية التي تقول ان الكارثة هي ثمرة مؤتمرة مشتركة بين اليهود والنازيين – فان آخر "درس في التاريخ" لابو مازن في قضية الكارثة هو ظل شاحب للاصل. فرئيس السلطة الفلسطينية يئس على ما يبدو من التنكر للكارثة، او حجومها. وهو يتوجه الان الى ما "سببها": "السلوك الاجتماعي لليهود الذين اشتغلوا في القروض المالية".

 

خسارة افساد الكلام. ففي آخر ايامه يتعاظم لدى محمود عباس التهريج. هناك اضافة الى ذلك، ملازمة اخرى يعود رئيس السلطة اليها المرة تلو الاخرى. اليهود، كما لا يتعب من الادعاء، هم غرس غريب هنا، عديمو الصلة الدينية والتاريخية ببلاد اسرائيل، بينما يتواجد الفلسطينيون فيها من فجر التاريخ البشري.

 

حرب الهوية هي ملجأ ابو مازن. كلما كثرت الاخفاقات لابادتنا او للمس بنا، تعاظمت الحرب على الهوية وتصاعدت. فالفلسطينيون يخلعون ويرتدون ازياء التنكر، فيكذبون، ويعيدون كتابة التاريخ، وعندما يضيق هذا عليهم – في محاولة للتبرير لانفسهم مجرد وجودهم هنا – يتجهون الى هوية سلبية ملفقة وخيالية.

 

لقد ادعى ابو مازن انه يعطي المجلس الوطني الفلسطيني "درسا في التاريخ". وها هي إذن، الى جانب صفحات الكتب المقدسة ومشاهد البلاد، مساهمة متواضعة لدرس التاريخ من الرئيس، الذي يعطى بين الحين والاخر من قبل الفلسطينيين أنفسهم. في لحظات الضائقة والعجز هم أنفسهم يكشفون الحقيقة بلا رتوش.

 

هكذا حصل مثلا لفتحي حماد، وزير الداخلية السابق في حكومة حماس، عندما توجه بطلب المساعدة للدول العربية بكلمات: "الحمدلله، لنا جميعنا جذور عربية وكل فلسطيني في ارجاء فلسطين قادر على أن يثبت جذوره العربية، سواء من غرب السعودية، اليمن أو من أي مكان آخر". ويعلل حماد فيقول ان "نصف الفلسطينيين هم مصريون، والنصف الثاني هم سعوديون. هذا حصل ايضا لعزمي بشارة، مؤسس التجمع الديمقراطي، الذي غادر اسرائيل بعد الاشتباه به بالتجسس. فقد كتب بشارة أسود على أبيض بان "الحركة الفلسطينية... في المنافسة على الماضي مع الصهيونية أعادت بداياتها الى الكنعانيين".

 

كما حصل هذا ايضا لوليد شعيبات، نشيط فتح سابقا، الذي روى ذات مرة بان كل من اعترف بفلسطين يعرف متابعة جذوره حتى الدولة التي جاء منها جده الاول. "عرفنا جيدا ان اصلنا ليس كنعانيا، رغم أنهم هكذا حاولوا تعليمنا".

 

أما واضعو حقيبة الاكاذيب الفلسطينية وعلى رأسهم أبو مازن فيقفزون، وليس صدفة، عن هذا الفصل في كتاب التاريخ لديهم.

كلمات دلالية