مقامرة بوتين - هآرتس

الساعة 02:13 م|02 مايو 2018

بقلم: موشيه آرنس

 

(المضمون: اعلان بوتين بأنه سيقوم بتزويد سوريا بصواريخ "اس 300" يدخله الى مقامرة في أن يجد نفسه في مواجهة مباشرة مع اسرائيل تهدد جهود تسويق هذه الصواريخ اذا ما قامت الطائرات الاسرائيلية بتدميرها، وربما تهدد تحالفه مع ايران - المصدر).

 

إن نجاح فلادمير بوتين في توطيد التواجد الروسي في سوريا يدل على الشجاعة والذكاء. بعد انتظاره الى حين يقوم الامريكيون بتوضيح أنهم لا ينوون التدخل في الحرب السورية – قام بالتموضع في الفراغ الذي نشأ بسرعة وبكامل ثقله.

 

لقد اقام قواعد بحرية وجوية، وقدم مساعدة عسكرية لبشار الاسد. بعد أن انقذه من هزيمته أصبح الاسد تحت رعايته، واصبح يحتاج اليه لغرض استمرار دعمه العسكري الذي يشمل الطائرات والصواريخ الروسية. إن استخدام المرتزقة الروس كمقاتلين في البر يمكن بوتين من الاعلان بأنه لا توجد قوات روسية برية تشارك في القتال، وأن الوجود الروسي على الارض محدود بقواعد سلاح البحرية وسلاح الجو. إن استخدام المرتزقة هو مناورة قامت بها روسيا في حينه من اجل التغطية على نشاطاتها في اوكرانيا. رغم أنها كانت شفافة جدا، إلا أن المناورة تنجح. لقد تحولت الى جزء من مستودع الوسائل التي تهدف الى نشر النفوذ الروسي خارج حدودها. هكذا يبدو أن العالم يعتاد على ذلك.

 

سواء كان راضيا عن ذلك أم لا، فقد تحول بوتين الى حليف للايرانيين الذين يدعمون الاسد بواسطة حزب الله والقوات الايرانية في المنطقة. كلاهما تمركزا جيدا في سوريا. اكثر من مرة اوضحت اسرائيل لبوتين بأنها تعارض تزويد السلاح لحزب الله من خلال سوريا، وأنها تصمم على عدم السماح للقوات الايرانية بالاقتراب من حدودها. تسويات مختلفة وضعت بينها وبين روسيا يمكنها ضمان عدم التصادم بين الطائرات الاسرائيلية والروسية في سماء سوريا، ويبدو أن ذلك نجح حتى الآن.

 

في هذه الاثناء يفحص بوتين تزويد صواريخ "اس 300" ارض – جو للاسد، وهي صواريخ ستمكنه من الرد على الهجمات الاسرائيلية على اهداف في سوريا، هذا الامر سيحدث تغيير دراماتيكي في الوضع السوري. ومن شأنه أن يزيد احتمال مواجهة مباشرة بين اسرائيل وروسيا. من ناحية بوتين، الامر يتعلق بمقامرة يصعب توقع نتائجها. لا يوجد شك أن بعض القدامى في الكرملين ما زالوا يذكرون التأثير الذي كان لتزويد مصر بصواريخ ارض – جو في حرب الاستنزاف في 1970، في حرب يوم الغفران، عندما نجحت في تحييد سلاح الجو الاسرائيلي. هم ربما يأملون أن يكون لتزويد سوريا بالصواريخ الآن تأثير مشابه.

 

ولكن من شأنهم أيضا أن يتذكروا كيف أنه بعد تسع سنوات على حرب يوم الغفران، في حرب لبنان الاولى، دمر سلاح الجو الاسرائيلي بطاريات الصواريخ السوفييتية التي نشرت في لبنان دون أن يفقد أي طائرة. في هذه المرة قابلت التكنولوجيا السوفييتية عدو مناسب. هذه الضربة للتكنولوجيا الروسية كان هناك صدى في العالم.

 

هل يمكن أن سلاح الجو الاسرائيلي سيعرف كيفية مواجهة صواريخ "اس 300" اذا تم نشرها في سوريا؟ ليس هناك شك أن هذا السؤال يقلق بوتين وجنرالاته. هذا السؤال يمكنه أن يشكل ضربة قوية لتكنولوجيا السلاح الروسية، وضرب جهود التسويق لهذه الصواريخ في دول اخرى مثل ايران، وحتى أن يضع علامة استفهام حول استمرار الحلف الروسي – الايراني في سوريا.

 

للمرة الاولى منذ بداية تدخل روسيا في سوريا، من شأن بوتين أن يجد نفسه في مواجهة مباشرة مع اسرائيل. حتى الآن نجح في الحفاظ على شبكة علاقات سليمة معها. والآن يبدو أن عليه الاختيار.

كلمات دلالية