خبر أكاديمي فلسطيني: المقاومة ستحقق أداء قوياً والسلطة أكبر الخاسرين

الساعة 03:18 م|31 ديسمبر 2008

فلسطين اليوم -غزة

توقع أكاديمي فلسطيني بارز، أن تحقق المقاومة الفلسطينية أداء قوياً في قطاع غزة، في مواجهة العدوان الإسرائيلي، وبخاصة إن نشبت المعركة البرية، معتبراً بالمقابل أنّ جناح السلطة الفلسطينية برئاسة محمود عباس هو أكبر الخاسرين مما يجري.

 

ولفت الكاتب والمحلل الدكتور عبد الستار قاسم، أستاذ العلوم السياسية بجامعة النجاح الوطنية بنابلس، الانتباه إلى أنّ "هناك مؤشرات على أن استعداد المقاومة الفلسطينية في غزة جيد".

 

وذكر الدكتور قاسم في تحليل مكتوب صادر عنه، تلقته "قدس برس"، من بين ذلك شواهد عدة، مثلاً "استطاعت قناة الأقصى الفضائية الاستمرار في البث على الرغم من أن مبناها الرئيسي قد دُمِّر". كما أنّ "الغالبية الساحقة من الشهداء هي من أفراد الشرطة والمدنيين، بينما الخسائر في صفوف المقاومين المحترفين قليلة جداً. هذا يدل على الاستعداد الكامن لدى المقاومة"، حسب قوله.

 

وتابع قاسم "لا يلاحظ المراقب ظهوراً عسكرياً استعراضياً في شوارع غزة، وهذا سلوك جديد في تاريخ المقاومة الفلسطينية"، علاوة على أنّ "الكلام الكبير الاعتباطي حول قدرات المقاومة غير موجود، وهذا يشير إلى عمل صامت قد يخفي مفاجآت كبيرة"، على حد تعبيره.

 

وبشأن جناح السلطة الفلسطينية برئاسة محمود عباس؛ قال قاسم "تقديري أنّ السلطة الفلسطينية هي أكبر الخاسرين في هذه المعركة. إن تغيّر الواقع في غزة واستلمت السلطة الفلسطينية المسؤولية فإنها ستبقى في دائرة الاتهام الشديد، لأنها اعتمدت على الاحتلال في إعادتها إلى غزة. وهي لن تكون أفضل حالاً إن بقيت المقاومة صامدة على اعتبار أنّ أسهم المقاومة ستنال منها بعد استقرار الأحوال؛ فضلا عن أسهم الناس"، وفق توقعاته.

 

وبشأن ما ستؤول الأمور؛ رأى الدكتور عبد الستار قاسم أنّ "المقاومة الفلسطينية ستصمد، وستظهر شراسة قتالية منقطعة النظير على الرغم من شحّ السلاح وتفوق العدو العسكري".

 

وأضاف قاسم "كلما طال صمود المقاومة يتزايد الدعم لها على المستويات الشعبية، وربما على بعض المستويات الرسمية العربية. لاحظنا في اجتياحات سابقة أنّ المقاومين الفلسطينيين لا يتركون مواقعهم، وهذا أشدّ ما يخيف إسرائيل"، وقال "الروح القتالية لدى المقاومة عالية جداً، وسنجد فلسطينيين يفجرون أنفسهم بالدبابات الصهيونية".

 

وتابع قاسم "تدرك المقاومة الفلسطينية أنّ هذه المعركة على أرض غزة هي معركة تاريخية فاصلة، والقضية الفلسطينية لا تحتمل هزيمة أو تراجعاً، وإلاّ فإنّ الفلسطينيين سيفقدون دورهم الريادي في تحرير وطنهم".

 

وبالمقابل؛ أكد الأكاديمي الفلسطيني أنّ "إسرائيل لا تحتمل حرباً طويلة بسبب وضع الأنظمة العربية الهشّ، وهي تدرك أنّ أنظمة الإعوجاج العربي عبارة عن عبء كبير على كاهلها الآن، وأنها لا تستطيع الاستمرار في القتال الدامي إن طال أمد الصمود. الأنظمة العربية أشد رغبة في إنهاء المعارك من إسرائيل، لكنها ليست هي التي تقاتل على الأرض".

 

وخلص قاسم في هذا الشأن إلى اعتبار أنّ "صمود المقاومة الفلسطينية هو النصر بحد ذاته، وإذا تحقق فإنّ أوضاعاً فلسطينية ستتغير، كما أنّ تعامل دول عربية كثيرة مع المقاومة الفلسطينية سيتغير"، وفق تقديره.

 

وبشأن تأثير العدوان ونتائجه على المستوى الشعبي الفلسطيني سجّل الدكتور قاسم تقديراته بالقول "تظنّ إسرائيل ومعها أنظمة عربية عدة أنّ القصف والقتل سيثوِّر الشارع في قطاع غزة ضد حركة حماس، وسيتحرك من أجل إسقاطها. هذا كان هدف الحصار المستمر منذ حوالي ثمانية عشر شهراً. ظنت إسرائيل ومن معها من الأنظمة أنّ حماس ستسقط خلال فترة تمتد إلى ثلاثة أشهر على أبعد تقدير، لكنّ الأشهر مرّت وحماس بقيت. ربما تطوّر الظنّ الآن إلى أنّ الناس سيتحركون تحت وطأة الخسائر الهائلة".

 

وتعقيباً على ذلك قال قاسم "مما لاحظت في الآونة الأخيرة، أستبعد أن يهب الناس في وجه حماس بسبب قاعدتها الشعبية الواسعة والمرتكزة على بعد عقائدي. صحيح أنّ هناك أناساً مناهضين لحماس، ويكرهونها بشدة، ومنهم من يشعر بالارتياح للقصف الإسرائيلي، لكنني لا أرى أنّ لديهم قدرة على تحريك الشارع الغزي ضد حماس، ولا أرى أنّ لديهم قدرة على مواجهة مؤيدي حماس إن خرجوا إلى الشارع محتجين"، وفق تقديره.

 

وفي الفضاء العربي قال قاسم إنّ "الشارع العربي يشكل دعماً قوياً لحماس ولو بطريقة غير مباشرة. الشارع العربي يتظاهر الآن في دعم أهل غزة ومقاومة غزة، وبما أنّ حماس هي التي تشرف على القطاع، فإنها بصورة أو بأخرى تحقق الفائدة الكبيرة من الاحتجاجات العربية، وتجعل من إشرافها على القطاع أكثر قوة وأكثر قبولاً". وقال قاسم إنّ "حركة الشارع العربي تشكل رادعاً لإسرائيل، لأنها حركة تهدد الأنظمة العربية، أو على الأقل تضعها في موااقف محرجة، وربما تجد إسرائيل نفسها تحت ضغط هذه الأنظمة للتخفيف من حملتها العسكرية أو لوقفها تماماً"، حسب استنتاجه.

 

وعن حالة الشارع الفلسطيني؛ استنتج أستاذ العلوم السياسية أنّ "الناس متماسكون في قطاع غزة على الرغم من الخسائر الهائلة التي يتكبدونها". وأضاف قاسم "يبدو الشارع الفلسطيني متكاتفاً متضامناً، ومستعداً لامتصاص الصدمات والضربات. يبدو أنّ الناس في غزة قد تخلّوا كثيراً عن الأنا، وهم يتعاملون على مستوى نحن بحيث تمتد أيدي المساعدة بصورة متبادلة"، وفق ملاحظته.