بالصور شهادات أطباء وممرضين من الميدان: تضميد الجراح

الساعة 11:38 ص|23 ابريل 2018

فلسطين اليوم

أعدت أليونا سينينكو من اللجنة الدولية للصليب الأحمر (القدس) تقريراً حول عمل الأطباء والممرضين في ميادين مسيرة العودة الكبرى، في ظل ظروف استثنائية للعناية بالجرحى.

وقالت سينينكو: في أعقاب الأحداث الجارية التي تشهدها المنطقة الحدودية في غزة، حصل ألفا فلسطيني على مساعدات طبية عاجلة. حشدت مستشفيات غزة، المستنفَذةُ مواردها بالفعل كل ما هو متاح لديها لمواجهة الأزمة. واجه التعامل مع تدفق المصابين صعوبة خاصة، إذ تتسم الخدمات الصحية في غزة بضعفها بسبب نقص العقاقير والإمدادات الطبية والقيود الصارمة على الحركة وأزمة الطاقة المزمنة بالإضافة إلى الوضع الاقتصادي المتدهور.

وأضافت: رغم ظروف العمل الشاقة، بذل الأطباء والممرضات والمسعفون في غزة جهدًا استثنائيًا للاعتناء بالجرحى المتدفقين والحفاظ على استمرارية الخدمات الصحية الأساسية.

وأكدت دعم اللجنة الدولية للصليب الأحمر المستشفيات في غزة بإمدادات طبية عاجلة وبالوسائل المُعينة على الحركة وبالخبرة والتدريبات التقنية.  

خضر
 

خضر، ممرض:

لي ابن عمره 8 سنوات، وبالكاد أراه في هذه الأيام. في أيام الجمع امتلأت غرفة الطوارئ بالمرضى. في وضع كهذا نحن مضطرون للعمل بسرعة، فلا وقت للتفكير. الأفكار تأتيك لاحقًا. أذكرُ من رأيتهم يموتون، ولا يسعني إلّا أن أفكر في أن هذا الراقد أمامي ميتًا كان شقيقًا لآخر أو والده أو زوجًا لأرملة. والمَشاهد تبعث الروح في الذكريات الأليمة للحرب الأخيرة. فمن يمنحني القوة؟ أمي وزوجتي. هما أهم شخصين في حياتي.  

هيثم
 

دكتور هيثم، طبيب جراح:

استقبلنا تدفق الجرحى، وما يزال أمامنا أيضًا الاعتناء بالمرضى الاعتياديين. اضطررنا إلى إلغاء جميع العمليات الجراحية التي تقع خارج نطاق العمليات المنقذة للحياة. لكن المشكلة أننا لا نملك الموارد البشرية الكافية حتى نواجه هذا التدفق. عندما أعود إلى بيتي أكون منهكًا ومتوترًا على الدوام. وحتى أسترخي وأخفّف حدة التوتر، أدخِّن. عذرا فأنا مضطر للذهاب فورًا.   

ماجي
 

ماجي، ممرضة: عندما أدخلوا جميع الجرحى، أصابني منظر الجروح بالغثيان. أكلتُ قطعة من ليمونة وواصلت العمل. بعد طلاقي اضطررت إلى ترك طفليّ الإثنين مع زوجي السابق لأن راتبي من العمل في التمريض لا يكفي لإعالتهما.أصعب شيء يواجهني أن أضطر إلى إخبار والدين بأن طفلهما مات. أستشعر ألمهما لأنني أعرف إحساسي بانفصالي عن طفليّ الإثنين.

المشي على شاطئ البحر يجدد إحساسي براحة البال ويساعدني على مواصلة عملي.   

دليلة
 

دليلة، ممرضة

أنا حامل. وزوجي كان يعارض عملي في المستشفى معارضة شديدة، لكنني تمسكت بموقفي. ليس هذا أمرًا سهلًا. زملائي يمازحونني قائلين إنهم بعد الاعتناء بكل المرضى أصير أنا مريضة إضافية يعتنون بها. زملاء العمل هم السَّند الذي يساعدني على التكيف مع جميع الصعوبات التي أواجهها في أثناء تدفق الجرحى. نأكل سويًا ونتناول الشاي ونتبادل النكات والمزاح.

يوسف
 

دكتور يوسف، خبير تخدير

نحن بشر، وننال نصيبنا من التعب والإنهاك. في أثناء تدفق الجرحى، لا يحصل المرضى على العناية التامة التي يحتاجون. مرّت بنا أيام كنا نجري العمليات حتى الرابعة صباحًا. عليك أن تتعلم كيف تبذل أفضل ما لديك في العمل وأن تسترح الوقت اللازم أيضًا. أما في البيت فالجميع قلقون عليّ بطبيعة الحال. يسألونني: "كيف حالك؟ هل نمت؟ هل أكلت شيئًا؟"

هذا الدعم الذي ألقاه هو سَندي.

أحمد
 

دكتور أحمد، جراح

عليّ أن أتخذ قرارًا صعبًا في كل يوم: إمّا السماح بانصراف مريض وإمّا إبقاؤه. كثيرون من المرضى يعيشون في مستوى اقتصادي متواضع وأنا أعلم أنهم لن يلقوا العناية التي يحتاجون إن أنا صرفتهم من المستشفى. وإذا أبقيتهم هنا فلن تكون لدينا أسرَّة كافية مع أول تدفق جديد للجرحى. في أثناء استلقاء مريضي على طاولة العمليات تنشأ بيني وبينه علاقة. وعندما أعود إلى البيت بعد ذلك أشعر بالذنب لأنني تركته، وأفكر دومًا بأنه قد يصاب بمضاعفات وأنا بعيد عن المكان.

مريم
 

مريم، ممرضة:

نقضي طول الأسبوع في انتظار يوم الجمعة. فنحاول رسم توقعات بالمنحى الذي يمكن أن تتخذه الأحداث، ونحاول أن نكون على استعداد لما يستجد. نعاني دائمًا من نقص في الإمدادات. وغالبًا أضطر إلى أخذ ما أحتاج من أقسام أخرى حتى نحافظ على استمرار العمل في غرفة العمليات. وجدانيًا، العمل صعب لكن بمجرد أن أبدأ بالعمل تتراجع المشاعر وأنخرط في أداء مهامي. باستثناء ذلك، أقف في مكاني مصدومة. تزوجت منذ 9 أشهر. وزوجي ممرض أيضًا. وهو يتفهم ما معنى أن يعمل المرء لساعات طويلة.  

 

 

 

كلمات دلالية