خبر ينتظرون توقف المطر.. يديعوت

الساعة 11:04 ص|31 ديسمبر 2008

بقلم: اليكس فيشمان

لم يقترح أحد وقف نار حقيقي، والقيادة الامنية لا تؤمن بان هذا سيتاح في الايام القريبة القادمة. وعليه، فانهم يستعدون للمعركة البرية. الاحتمال في ان تنهي خطوة ما القتال بتسوية قبل الخطوة البرية متدنٍ جدا. ولو فقط من السبب في أن الاحساس في جهاز الامن هو ان حماس تلقت ضربة ولكنها ليست كافية لان تستخلص منها الاستنتاجات الصحيحة.

لو كان الحال صيفا، لكانت الخطوة البرية الان في ذروتها ولكن السماء تمطر علينا امطار البركة. وما العمل في مثل هذين اليومين – الثلاثة ايام من الشتاء؟ يحرقون الوقت ويثرثرون.

لم تبدأ المناكفة البرية بعد، وها هي المناكفة اللفظية تبدأ. اربعة ايام من الحالة المثالية في القيادة واذا بالامر يثير لديهم السأم. فعلى ماذا يتنازعون؟ على بيضة لم تفقص بعد. على اقتراح لوقف نار ليس موجودا على الاطلاق. اذن رئيس الاركان يصدر بيانا ضد "كبير في جهاز الامن" وينفي انه شريك في أي توصية للبحث في امكانية اقتراح بوقف النار. من سمع عن شيء كهذا في ذروة القتال؟ كما أن رئيس المخابرات ينضم فيصدر بيانا مشابها ضد ذات "المصدر الامني المغفل".

مما يخافون؟ ان يقال ان وزير الدفاع يستخدمهم، من خلف ظهر رئيس الوزراء، كي يدفع الى الامام حملته الانتخابية؟ حتى انهم لم يكلفوا انفسهم عناء الفحص المعمق لما قيل حقا او لم يقل من ذات الكبير – وها هم يسارعون الى الاعلان بلهجة فظة بانهم ليسوا في الصورة. ان يوصوا بوقف النار؟ ما القصة؟ فحماس – بعد أن نزل على رأسها بضع مئات من اطنان المتفجرات، دمر 490 هدفا، وقتل واصيب مئات من رجالها – من شأنها لا سمح الله أن تظن ان اسرائيل انكسرت وتقترح الاستسلام.

خسارة. هذه حادثة زائدة لا داعي لها تدل على الاعصاب الواهية وعلى نوع من الارتجال في غير مكانه. ليس مناسبا لا لرئيس المخابرات وبالتاكيد ليس لرئيس الاركان غابي اشكنازي. ولا يمكن للمرء ألا يتذكر معارضة بعض رجال الجيش والسياسيين لتلك "الافكار الغريبة" التي ثارت في اليوم الرابع من حرب لبنان الثانية واقترحت فحص امكانية انهاء الخطوة العسكرية في ضوء ضائقة حزب الله في نهاية مرحلة البدء الجوي الناجح. صورة تتكرر.

لم يجف حبر بيان الناطق العسكري بعد واذا بالحكومة تكون مطالبة بالمصادقة على تجنيد 2.500 رجل احتياط آخرين، وسلاح الجو يقصف 40 نفق اخر على محور فيلادلفيا. الجمهور بقي مشوشا ومرتبكا. عن أي وقف نار يتحدثون هناك؟

لا يوجد وقف للنار ولا احد اقترح حتى الان وقفا حقيقيا للنار، لا احد – كل الثلاثية الامنية آنفة الذكر بما فيها رئيس الوزراء الذي هو الضلع الرابع – لا يؤمن ايضا بان وقف النار سينطلق على الدرب في غضون بضعة ايام. وعليه، فانهم يجندون رجال الاحتياط كي يستعدون للمعركة البرية. الاحتمال في أن يحدث شيء ما ينهي القتال بوقف للنار، بتسوية، هذه الايام، قبل الخطوة البرية – هو احتمال متدنٍ جدا. شبه صفر. ولو فقط بسبب الاحساس في جهاز الامن بان حماس تلقت ضربة، ولكن الضربة ليست كافية بعد كي تستخلص الاستنتاجات الصحيحة.

وزير الخارجية الفرنسي د. كوشنير، النشيط السابق المعروف في منظمة الاطباء المتطوعين في العالم يقترح وقفا انسانيا للنار لمدة 48 ساعة قد يكون اقتراحه ربما رافعة ما لنية طيبة لليومين القادمين. وهذا بالتأكيد ليس اتفاقا لوقف النار. وبالمقابل تتلقى اسرائيل عدة اقتراحات من مصادر اخرى، بعضها جدية، لفحص آليات وقف النار.

الفكرة العملية – الممكنة الوحيدة في هذه اللحظة هي بالذات المبادرة المصرية – التركية. وزير الخارجية المصري زار تركيا قبل يومين لاجمال بنود اتفاق يعرض على الطرفين. كما أن وزير الخارجية التركي انطلق في رحلة اقناع الى المنطقة. تركيا هي جهة هامة في الخطوة وذلك لان لديها بابا مفتوحا في ايران وفي سوريا. مصر ستعرض هذا المساء في اجتماع وزراء الخارجية العرب مبادىء الاقتراح المصري – التركي. اسرائيل لا تظهر أي مؤشر على استعداد او مبادرة للمفاوضات وذلك لانها لا تريد أن تعطي حماس احساسا بالانجاز. ومع ذلك فانها تلمح بان ليس لديها مشكلة في أن تستمع الى الاقتراحات. هذا الاستعداد الاسرائيلي قائم  منذ اليوم الثاني من الحملة.

في غضون 24 ساعة لن تنضج أي مبادرة وذلك لانه كي تدرس حماس الافكار يتعين على زعمائها ان يتلقوا وان يقرروا. وكي يتاح لهم اللقاء ينبغي لاسرائيل أن تتعهد بالامتناع عن الاحباطات المركزة على مدى 48 ساعة على الاقل. حماس تحتاج الى الاجماع في قراراتها ليس فقط في غزة بل وفي دمشق ايضا. في هذه الحالة قد يحتاجون ايضا ربما الى ارسال المبعوثين، او السفر حتى الى القاهرة لسماع الاقتراح المصري. باختصار، يوجد لدينا هنا قصة 4 – 5 ايام توقف للقتال. هذا لن يحصل. ببساطة لان حماس لن توقف اطلاق النار، واسرائيل لن تتوقف عن البحث عن قادتها. ولكن الحديث بشكل عام عن وقف النار بينما يدق المطر على زجاج النوافذ فهو أمر لا داعي لرده. فنحن نستخدم صور الدبابات كي نضغط على العالم وعلى حماس للموافقة على شروطنا – حتى قبل الخطوة البرية. وعليه، فمن يضيره ان في الطريق الى الخطوة البرية نستنفد ايضا خطوة سياسية. اتفاق في غضون يومين لن يكون. ولكن سيكون ممكنا الفهم في هذه الفرصة ما هو المزاج في حماس. وهذا ايضا شيء ما.

من اليوم الاول للحملة تعرض اسرائيل على حماس خمسة شروط لوقف القتال: وقف النار الصاروخية من كل المنظمات، تحديد مجال امني على طول الحدود لا يمكن لحماس ان تحتفظ فيه بقوات عسكرية، لا يوجد أي قيد زمني لوقف النار، كل المعابر ستبقى تحت السيطرة الاسرائيلية (اتفاق المعبر في رفح سيبقى كما تقرر في 2005)، وتكون اعمال كاسحة من كل الجهات لتقليص التهريب. اذا ما قبلت حماس كل هذه البنود، والتي بالمناسبة ظهرت في اتفاق التهدئة قبل نصف سنة، فعندها لا تكون الحرب. اما حماس فلا تقبل بها.

البنود التي سربت من الخطة التي يبلورها الاتراك والمصريون تتحدث عن وقف النار، عودة الى التهدئة، فتح المعابر لرفع الحصار عن غزة واعطاء ضمانات اقليمية ودولية لبقاء المعابر مفتوحة والحفاظ على الاتفاق. هذه البنود غير مقبولة من اسرائيل. وبين النهجين – الاسرائيلي والتركي المصري – توجد فوارق لا يمكن جسرها في 48 ساعة. وعليه تبني اسرائيل خطة عسكرية برية في نهايتها ستوافق حماس على الشروط المريحة لاسرائيل. الخطر هو انه من وضع رافعات الضغط البرية يمكن التدهور الى احتلال كل القطاع والبقاء هناك على مدى اشهر طويلة.

نعم تسوية ، لا تسوية – دولة اسرائيل لا يمكنها ان تواصل قبول ظاهرة الانفاق في محور فيلادلفيا. ما يجري هناك لن يسمح في أي وقت من الاوقات بالحفاظ على وقف نار مستقر على مدى الزمن. هم لا يكفون عن المفاجأة. خبراء المتفجرات الذي فحصوا امس بقايا صواريخ غراد التي سقطت في اسرائيل كان بانتظارهم مفاجأة: الصواريخ هي من انتاج الصين. كيف تصل صواريخ تنتج في الصين، تشتريها جهة معينة من حكومة الصين، تهرب عبر البحر الى افريقيا ومن هناك الى صحراء سيناء ومنها الى انفاق محور فيلادلفيا المؤدية الى قطاع غزة؟ يدور الحديث هنا عن شبكة مشتريات، نقل، اخفاء، خداع، وتهريب مهنية جدا، تحوط العالم.

الصواريخ الصينية التي اطلقت امس وأول امس سقطت في منطقة يفنه، اسدود، راهط وكريات ملاخي وفي المساء – في بئر السبع. ولكنها عمليا كانت تستهدف أغلب الظن الوصول الى اهداف استراتيجية: قواعد الجيش، قواعد سلاح الجو، ميناء اسدود، المفاعل في ناحل شورك، ومصانع حساسة اخرى. يوجد بضع عشرات من الصواريخ لمدى بعيد، وعليه فانهم يطلقونها بشكل مرتب ومقنن: قليلا كل يوم. اسرائيل لا يمكنها أن تسمح لنفسها بان تنهي "رصاص مصهور" دون ان يدمر مشروع الانفاق – او على الاقل في قسمه الاكبر.

وبالمناسبة، في الساعات الاخيرة يتغير توقع حالة الطقس. حالة الطقس في الجنوب تتحسن. الامر الذي يمكن أن يسقط كل نظرية الـ 24 و الـ 48 ساعة ويجعلها قصة اخرى لعشية الدخول الى غزة.