خبر هدوء، نتحدث.. معاريف

الساعة 10:53 ص|31 ديسمبر 2008

بقلم: جدعون سامت

الحرب، عندما يصعد الدم الى الدماغ، هي وقت سيء لا مثيل له للتفكير الصافي. دخل عنوان مقالة مشهورة هي "هدوء مطلق النار"، في مواجهة النقد على حرب لبنان الاولى، دخل اللغة. عندما تطلق المدافع نيرانها لا تصمت ربات الفنون تماما. بل يصمت الجدل الوطني. ان معاداة رأي يخالف عن "الرصاص المصهور" هي غريزة اساسية.

لحظة واحدة، هدوءا من فضلكم يجب الحديث في هدنة في الجنوب. فامتحان النتيجة هو الذي سيحدد اخر الامر هل العملية، المخيفة بسبب القتل الجماعي للمدنيين، قد صوغت نفسها ووقفت الصواريخ. يتوقع الاسرائيليون ان تتوسل حماس للهدنة. لكنها في هذه الاثناء تبلغ اسدود وعسقلان. لهذا فان احد شروط اقرار الهدوء بعد ذلك هو الحديث عن مبادرة اسرائيلية مع حماس بعد ان نهشمها. وشرط اخر، وسيعجب الرافضون هو المساعدة ايضا في تخليص غزة من حياة الكلب ودفن الحمار. اي تقديم جزرة بعد العصا الكبيرة. وستكون العملية البرية اكبر خطأ.

لن تستطيع اسرائيل ان تغسل راحتيها بنقاء. قبل اطلاق النار قمنا بالقليل جدا مع دولة غزة من اجل تقديم التفاهم. خنقناها مؤملين ان يثور الشارع على حكامه الذين يجعلون حياة الجنوب مرة. ان المقارنة مع 1967- حيث كانت السرعة والدقة وسعة القصف- ليست مقارنة جيدة، لانه تنسى هذه السنين الاربعون التي سلكت اسرائيل في اكثرها مثل عمياء في غزة والضفة. فقد كانت متعجرفة، وامتنعت من استغلال قوتها للتعجيل بتسوية مع القيادات الفلسطينية.

الحقيقة هي ان اسرائيل لا تملك الان خيار حقيقي. يجب ان يقف اطلاق النار قبل ان تشبه حرب غزة الاولى حرب لبنان الثانية. لن يكون كافيا الكف عن اطلاق النار والنظر الى سلوك قادة حماس. ستحسن اسرائيل الصنع لمصلحتها هي نفسها اذا حادثتهم في نوع التهدئة بعد ذلك. وتستطيع ان تحتفظ لنفسها بالحق في الضربة الثانية اذا اصرت حماس على الاستمرار على لعبتها الوحشية. الا يشتاق ايهود اولمرت الى محادثة رئيس سورية واعادة هضبة الجولان كلها الى الزعيم الذي لا ينبغي ان نصدق قوله في ظاهر الامر؟.

حادثنا منظمة التحرير الفلسطينية وفتح عندما كانوا يقتلوننا. لكن محادثة حماس ما زالت تبدو سيئة. الان، وحماس تتلقى النار، سيكون من عدم المسؤولية الوطنية الاستمرار على مقاطعة المنظمة من اجل الحفاظ على تقليد لا غاية له فقط. ان وصفة القوة فقط لم تكن ناجعة قط لوقت طويل، في غزة والضفة الا اذا صحبتها اتصالات مباشرة.

قبل مهاجمة القطاع سمعت هنالك اصوات في القيادة تدعوا الى اتفاق. الان الموعد الصحيح لتغيير قواعد اللعب مع حماس ودفعها في ضعفها نحو اتفاقات. محاولة فتح قناة تحادث تقتضي خطوات سياسية دقيقة لا اقل من ان تكون صادرة عن قيادة هيئة القيادة العامة. ان مصر التي تئن تحت اضرار العملية ودول مسلمة اخر شريكات طبيعيات في جهد الوساطة.

الجيش يضرب عدوا حقيرا. وشروط المعركة كأنما تغري للاستمرار. لكن بهجة القصف لها فتيل قصير بالضرورة. ان حكمة العمل نحو نهاية الاسبوع من عملية صارمة تختلف عن ذلك. ينبغي ان نقف في الوقت المناسب وان نعترف بحدود القوة الاسرائيلية.

تتطلب هذه الضرورة قرارا سريعا من الحكومة التي كادت تستنفد وسائلها المشروعة. يجب عليها ان تنظر في عيون عدوها، وان تعلن انتصارا، وان تقف النار وان تستبدل بالتكتيك العسكري استراتيجية سياسية. تقوم الالة العسكرية على شفا الضرر الذي ستحدثه اذا استمر مرسلوها على اعتقاد انه حين لا تجدي القوة يحتاج الى قوة اخرى. سيكون انتصار القوة الاسرائيلية الحقيقي في قدرة ايهود باراك على تجنيد ضبط النفس وان يدرك في اقرب وقت ان استمرار الحرب بعد ان عرضت الضربات الابتدائية الاليمة، سيكشف فقط عن نقاط ضعف الدولة التي ترفض ان تقرر متى يجب ان يقال حسبنا.