خبر واشنطن هي التي تموِّل.. كاتب أمريكي: مجزرة غزة من فعل السياسة لا بسبب « حماس »

الساعة 10:06 ص|31 ديسمبر 2008

فلسطين اليوم – قسم المتابعة

شكك كاتب ومحلل سياسي أمريكي في المزاعم الإسرائيلية حيال تبرير العدوان على غزة، مؤكداً أنّ "حماس" لا علاقة لها بالأسباب الحقيقية لشن هذه الهجمة الشرسة.

 

ومن وجهة نظر جستين رايموندو، وهو كاتب ليبرالي مناهض للحروب؛ فليست "حماس" سبباً في المجزرة التي تقع الآن في غزة، بل هي السياسة المرتبطة بالجبهات الداخلية في الولايات المتحدة الأمريكية والجانب الإسرائيلي، وفقاً لتقديره.

 

ويقول رايموندو، في مقال نُشر على موقع "ضد الحرب" الإلكتروني، "إذا كنت تبحث عن سبب الهجمة الإسرائيلية الأخيرة على الفلسطينين، والتي قُتل فيها ما يزيد على ثلاثمائة شخص حتى الآن وأصيب كثيرون آخرون؛ فلتنسَ حماس، لأنّ الحقيقية أنّ السياسة في إسرائيل وأمريكا هي مبرر الحرب".

 

وأضاف الكاتب "فعلى الجبهة الإسرائيلية؛ أصبحت الانتخابات تلوح في الأفق، والحكومة الحالية لا تحظى بشعبية، حيث أظهرت استطلاعات الرأي تحولاً كبيراً لصالح اليمين، لذا تعد هذه الغارة هي محاولة أخيرة من الحكومة لتعزيز تراجع قاعدتها"، كما قال.

 

وتابع رايموندو قائلاً "إنّ غزة ليست النقطة المحورية في العدوان الإسرائيلي بل هي واشنطن، فلا جدوى من هذا التمرين الذي لن يمنح إسرائيل ذرة واحدة من الأمن. كما لن يسقط حماس، أو يبرهن على أكثر مما قدمته حرب لبنان، بل هو لوضع الشروط التي ستتعامل بها إسرائيل مع الرئيس الأمريكي القادم، وقبل أن يحظى حتى بفرصة لتعيين فريق الشرق الأوسط من مبعوثين ومستشارين، لذا سيقوم الإسرائيليون بتدمير جهود السلام التي يعتقدون أنها قادمة، ويلفتون انتباه الأمريكيين إلى أنه مهما حدث من تغيير، فلا بد من أن يكون لصالح إسرائيل"، حسب تقديره.

 

وشكّك الكاتب في مزاعم اللوبي الإسرائيلي صاحب النفوذ في الولايات المتحدة الأمريكية، والذي يتهم الفلسطينين بما يسمى "الإرهاب"، وبأنهم يطلقون الصواريخ على الجانب الإسرائيلي في الأسابيع الماضية لاستفزازاه، مؤكداً أنّ تلك المزاعم لا علاقة لها بما يحدث الآن من عمل عسكري ضد غزة.

 

وأضاف الكاتب أنّ "العملية (العدوان) برمتها هي جزء من حملة طويلة الأمد منسقة من جانب الحكومة الإسرائيلية، لتهميش وطرد من تبقى من الشعب الفلسطيني، الذي لا زال يتشبّث بعناد بما تبقى من أرضه"، كما كتب.

 

أما عن دور الولايات المتحدة الأمريكية في الهجوم على غزة؛ فيقول رايموندو "قد يكون أوباما معارضاً للحرب على العراق؛ إلا أنه لن يفعل شيئاً لعكس عواقبها، التي انتهت بإطلاق العنان لآلة الحرب الإسرائيلية في المنطقة، فلبنان كان الأول، تلاه مضايقات متواصلة في المجال الجوي السوري، ومن ثم تفجير منشأة نووية مزعومة، تبيّن لاحقاً أنها ليست سوى مكب لأسلحة عادية، ونحن الآن في النهاية لدينا "فك الارتباط" مع غزة وفتح جبهة جديدة لحرب إسرائيلية توسعية لا هوادة فيها، تموِّلها دولارات الضرائب الأمريكية، ويتم القتال فيها بأسلحة أمريكية، وبتعاون ودعم من حكومتنا" الأمريكية.