"إسرائيل" في مأزق حقيقي

تقرير محللان: المحاولات العربية لإجهاض مسيرات العودة وعود كاذبة يقف خلفها الاحتلال

الساعة 03:05 م|09 ابريل 2018

فلسطين اليوم

أجمع محللان سياسيان على أن الدعوات العربية لوقف مسيرات العودة الكبرى في قطاع غزة بالحلول المؤقتة والمقترحات البديلة، ما هي إلا وعود كاذبة يقف خلفها الاحتلال "الإسرائيلي" لوأد المشاركة في مسيرة العودة، مؤكدين أن "إسرائيل" وقعت في مأزق حقيقي لا تستطع الخروج منه.

وكانت مصادر دبلوماسية مصرية، أفادت بأن وفداً أمنياً إسرائيلياً زار القاهرة، لبحث سبل تحجيم تظاهرات مسيرات العودة، لعدم جرّ المنطقة إلى حرب جديدة، مشيرة إلى أن تلك التظاهرات أصابت الجانب الإسرائيلي بارتباك كبير، خصوصاً أنها ليست مسلحة من جانب الفلسطينيين، الأمر الذي يضع الاحتلال في مأزق أمام العالم.

الكاتب والمحلل السياسي عبد الستار قاسم، أكد أن "الأنظمة العربية بشكل عام ضد المقاومة ومواجهة الاحتلال الإسرائيلي، وتتبع كواليس الدبلوماسية العالمية من أجل حل سلمي يستسلم فيه الفلسطينيين للصهاينة المحتلين"، متسائلاً: "ماذا نتوقع من أنظمة تساهم في حصار قطاع غزة وتتسبب في معاناة سكان قطاع غزة؟".

وأشار قاسم خلال حديثه لـ"وكالة فلسطين اليوم الإخبارية"، إلى أن "مواقف الدول العربية واضحة بتواطؤها مع الاحتلال ومن ضمنها السلطة الفلسطينية التي تدعو للمقاومة الشعبية، لاسيما أنها في الوقت ذاته لا تريد إحياء حق العودة".

وعن المقترحات والمساعدات كبديل لوقف فعاليات مسيرة العودة الكبرى، دعا قاسم الشعب الفلسطيني خاصة في قطاع غزة لعدم الاستجابة لأي إغراءات تُعرض عليهم، منوهاً أنه على مر السنوات الطويلة لم يسجل تنفيذ أي قرار مصيري في مصلحة القضية الفلسطينية.

ولفت قاسم، أن مسألة المقترحات قديمة حديثة؛ وقد تكررت في عام 1929 وعام 1936، مشيراً إلى أن كل الدعوات للتهدئة والسكينة كانت ترتد ضد الشعب الفلسطيني، مشدداً على أن الشعب الفلسطيني لديه قوة اندفاع يجب أن يحافظ عليها.

وأضاف: "أسوأ ما قد يسمعه الاحتلال الحديث عن حق العودة وهو ما يثير أعصابه ويجعله يرتجف،" مشيراً إلى أن الاحتلال يعلم جيداً أن الفلسطينيين عندما يطالبون بحق العودة يؤكدون بذلك أن قضيتهم في صلب الوعي الفلسطيني وثقافته.

وأضح قاسم، أن الاحتلال "الإسرائيلي" يحشد طاقاته ويستغل حالة الضعف العربي من أجل القضاء على فكرة حق العودة، مبيناً أن حل الدولتين التي ابتدعها الأمريكان تهدف للالتفاف على حق العودة وتركيز الوعي الفلسطيني بإقامة الدولة وليس حق العودة.

وأكد قاسم، أن مسيرات العودة والفعاليات المشابهة لها أسهمت كثيراً في تدمير ما صنعه الأمريكان والاحتلال الاسرائيلي عبر أكثر من 30 عاماً، مرجحاً أن يشن الاحتلال بعض الضربات على مواقع في غزة في إطار التهديد لوقف مسيرات العودة

وتابع: "منذ أن اعترفت منظمة التحرير بالكيان الصهيوني عام 1988، والاحتلال يعمل على إحلال فكرة حل الدولتين بديلاً لحق العودة، وقبل بدء فعاليات مسيرة العودة الكبرى حشد الاحتلال الجهد الإعلامي والدولي من أجل إبراز حق اليهود في فلسطين، وبعد المسيرات هاجم المتظاهرين السلميين بعنف شديد".

وعن توقعاته لردة فعل السلطة الفلسطينية حيال ما يقوم به الاحتلال في غزة، عقب قاسم قائلاً: "حرب 2014 ذهب فيها ألاف الشهداء والجرحى وهدمت البيوت ولم تحرك السلطة ساكناً وغزة صمدت بأهلها ومقاومته، فهل نتوقع من السلطة أن يهزها عشرات الشهداء والجرحى في مسيرات العودة؟".

وأكد أن "السلطة الفلسطينية رهنت نفسها للكواليس الدبلوماسية في أحضان الأمريكان والكيان الصهيوني وليس لديها نية للعودة إلى الحضن الفلسطيني".

من جانبه اتفق المحلل السياسي أسعد أبو شرخ مع سابقه في الموقف الإسرائيلي وتهديداته لمسيرة العودة، قائلاً: " إسرائيل في مأزق حقيقي وحالة ارتباك ولا تدري ماذا تفعل، لأن الشعب الفلسطيني بأكمله قال كلمته، ووقف في وجه الاحتلال الإسرائيلي وصفقة القرن وفي وجه كل المشاريع التي تستهدف القضية الفلسطينية أيا كان مصدرها".

وأوضح أبو شرخ في حديثه لـ"وكالة فلسطين اليوم الإخبارية"، أن الشعب الفلسطيني من خلال مسيرات العودة أثبت للعالم أنه متمسك بقرار 194 الذي ينص على حق العودة وتنفيذ القرار وحق تقرير المصير والعيش بدون حصار ولا احتلال.

وأكد أبو شرخ، أن مسيرات العودة الكبرى أحيت القضية الفلسطينية وحق العودة من جديد، مشيراً إلى أن الحلول "الترقيعية" والوعود الكاذبة لن يقبلها الشعب الفلسطيني مهما كان الطرف الذي يدعو لها، وأن شعبنا عازم على تحقيق أهدافه للعيش بحرية وكرامة.

وعن التحركات العربية بشأن مسيرة العودة، قال: "إن كانت الدول العربية تريد مساعدة الفلسطينيين فعليها قطع العلاقات مع "إسرائيل" والضغط على المجتمع الدولي لتطبيق قرارات الأمم المتحدة.

وتابع قوله: "إذا هبّ الشعب الفلسطيني فلن تقف أمامه الجبال ولا الجيوش، فقد أخذ قراره بيده بالعودة الكبرى التي يتردد صداها في كل أنحاء العالم وهو وعازم على تحقيق أهدافه للعيش بحرية وكرامة".

ولفت أبو شرخ، أن تهديدات الاحتلال بضرب غزة وهمية، وتظهر مدى المأزق الحقيقي الذي وقع فيه لعدم قدرته على مواجهة مسيرة العودة السلمية، مشيراً أن قادة الاحتلال يتخوفون من خوض حرب جديدة، ويدلل أيضاً على ضعف الموقف "الإسرائيلي" وهشاشة جبهته الداخلية.

وحول موقف السلطة الفلسطينية تجاه قطاع غزة، قال "مواقف السلطة لا تمثل الشعب الفلسطيني، بل تمثل أصحاب المصالح المرتبطة بالعدو الصهيوني، فالاحتلال يفرض حصاراً والسلطة تمارس إجراءاتها العقابية بحق قطاع غزة".

وأوضح أبو شرخ، أن موقف السلطة الأن يثبت عمالتها مع الاحتلال "الإسرائيلي" بدلاً من احتضان شعبها الفلسطيني، مشيراً إلى أن الاحتلال يستغل موقف السلطة في التعامل مع الدول العربية لمحاولات وقف مسيرة العودة الكبرى بالإغراءات والوعود الكاذبة.

وأضاف: أن استمرار مسيرة العودة سيحرج النظام العربي في القمة العربية المقبلة، خاصة المطبعين مع الاحتلال الإسرائيلي.

واستشهد 30 فلسطينيًا وأصيب نحو 2900 بالرصاص الحي والاختناق بينهم 79 بحالة خطرة خلال 11 يومًا، جراء قمع قوات الاحتلال حراك العودة.

 

 

كلمات دلالية