بالصور "الدحية" في خيام العودة رسالة تهزُ "إسرائيل"!

فلسطين اليوم

"أهي أهي يا أبو العقال وطاقية .. لوّح وادبك ع الدحية .. وشوفو غزة وهي بتحمي القضية .. أهي أهي"، بشكل جماعي اصطف الرجال الذين توشحوا بالزي البدوي والأعلام الفلسطينية يصفقون ويهزون برؤوسهم خلال أدائهم "الدحية" على أعتاب خيام العودة شرق قطاع غزة.

ونظمت القبائل البدوية فعاليات تراثية على مستوى قطاع غزة، وشملت الفعاليات فقرات من (الدحية - المربوعة - الاناشيد الوطنية - المواويل - الدبكة الشعبية - اليرغول -الشبابة)، في رسالة منهم إلى العالم أن الشعب الفلسطيني شعب مُسالمٌ، يسعى للحرية، والعيش بكرامة وسلام، وتعبير منهم على تمسكهم بالوطن من خلال التمسك بالتراث.

وبالقرب من صفِ الدحيةِ وعلى وقع الأهازيج البدوية كانت تفوح رائحة القهوة العربية، غير أن رائحتها سريعاً امتزجت برائحة الغاز المسيل للدموع الذي أطلقه أعداء الحياة، لكن ذلك لم يؤثر في إصرار فرقة الدحية على إكمال عروضهم.

و"الدحية" فنٌ بدوي يعبر عن الأصالة والانتماء للمجتمعات البدوية المنتشرة في فلسطين، كلماتها غير مفهومة لغير البدو، وتحتاج لخبرة ودراية باللهجة البدوية، لكنها في العموم تحث على الفضائل كالكرم والشجاعة وحسن الضيافة وحب الوطن والتمسك بالثوابت.

أمجد قنديل واحد من المشاركين في الفعاليات البدوية، يقول "قررنا تنظيم العديد من الفعاليات قرب خيام العودة، للتأكيد على تمسكنا بوطننا فلسطين، ومدننا وقرانا التي هجرنا قسراً".

ويضيف لمراسلنا: نعبر عن تمسكنا بفلسطين من خلال تمسكنا بتراثنا الوطني البدوي، وهي رسالة لكل العالم أننا (نُحِبُّ الحَيَاةَ إذَا مَا اسْتَطَعْنَا إِلَيْهَا سَبِيلاَ وَنَرْقُصُ بَيْنَ شَهِيدْينِ).

ولم يعكر صفو قنديل إلقاء قوات الاحتلال لقنابل الغاز المسيل للدموع، قائلاً وهو ينظر تجاه الجنود الإسرائيليين "لا نبالي باستهداف إسرائيل لنا، سنظل نقاوم الاحتلال بكل الوسائل، حتى بالأهازيج، وصناعة الفرح، وحب الحياة".  

ولفت إلى أن القمع الإسرائيلي لن يفتَ في عضدِ المُعتصمين السلميين، داعياً الفلسطينيين لالتحاق بركب مسيرة العودة، والمشاركة بزخم كبير، والتوحد خلف الحقوق والثوابت.

الستيني ابو رائد درويش من قبيلة القططاوة -مهجرٌ من مدينة بئر السبع- ارتسمت على وجهه ابتسامة عريضة وهو يشاهد صفوف الدحية تتمايل على وقع الأهازيج البدوية التراثية، يقول "الدحية إرث وطني بدوي قديم، ونعمل للحفاظ عليه من الاندثار، لأن التمسك بالتراث يعني التمسك بالوطن".

وعبَّر درويش وهو يشرب القهوة العربية عن اعتزازه بمسيرة العودة كونها تعيد الأمل للمهجرين بالعودة إلى أوطانهم، مشيراً إلى أن بطش الاحتلال في المسيرة لن يفت في عضد المشاركين عن الاستمرار بالاعتصام في خيام العودة".

وأشار إلى أنَّ الرسالة الأبرز من وراء الفعاليات البدوية هي أن الشعب الفلسطيني يُحبُ الحياة، وتواق للحرية، رغم أنف الاحتلال وأعوانه.

الفنان محمد درويش أحد افراد فرقة الدحية المشاركة في الأداء قرب خيام العودة، أوضح "أنَّ فرقتهم ارادت إيصال رسالة المسيرة إلى العالم على طريقتها الخاصة"، مشيراً إلى أن كلمات الدحية تعبر عن حب الوطن، والشوق للعودة.

ومنذ الجمعة الماضية ارتفع عدد الشهداء جرّاء العدوان الإسرائيلي على المتظاهرين، قرب السياج الفاصل، إلى 18 مواطناً فلسطينياً، كما بلغت عدد الإصابات في صفوف المتظاهرين، الذين يخرجون بشكل يومي قرب حدود غزة، منذ الجمعة الماضية، 1500، وفق الصحة الفلسطينية.

ولليوم الرابع على التوالي، يتجمّع عشرات الشبان قرب السياج الفاصل بين غزة وإسرائيل، في إطار مشاركتهم بمسيرات "العودة" السلمية، لإحياء الذكرى الـ (42) ليوم الأرض.

واربكت مسيرات العودة الكبرى في قطاع غزة قرب السياج الفاصل مع فلسطين المحتلة المشهد الإسرائيلي على جميع المستويات والصُعد، وتخشى قوات الاحتلال من استمرار الاعتصامات التي تفضح جرائمها بحق الفلسطينيين، وسط مخاوف أمينة إسرائيلية من اجتياز المتظاهرين للسياج.