على جميع المستويات

ارتباك إسرائيلي كبير حيال التعامل مع مسيرة العودة الكبرى

الساعة 03:29 م|03 ابريل 2018

فلسطين اليوم

تناول عدد من الجنرالات الإسرائيليين مسيرات العودة الفلسطينية بالتحليل، وسط توجيه انتقادات للمستوى السياسي في تل أبيب بانتظار الأمور تتدحرج حتى هذه المرحلة.

فقد أجرت صحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية لقاءين مطولين مع جنرالين مخضرمين في المؤسسة العسكرية الإسرائيلية، ذوي خبرة طويلة في التعامل مع الفلسطينيين.

إيتان دانغوت السكرتير العسكري السابق لثلاثة من وزراء الحرب الإسرائيليين: شاؤول موفاز، إيهود باراك، وعمير بيرتس، قال إن وصول الفلسطينيين للسياج الحدودي خط أحمر، مما يتطلب وضع المزيد من القوات العسكرية، لمنعهم من الوصول هناك بأي ثمن، كي يتم ردعهم في المرات القادمة.

وأضاف في المقابلة أن مسيرات يوم الجمعة تمثل بداية موجة واسعة من المسيرات الشعبية التي قد تستمر عدة أسابيع، متوقعاً أن تؤدي قوة هذا الفعل الميداني إلى حدث وصفه بالاستراتيجي، ولذلك فإن منع الجيش لأي متظاهر من الوصول لخط الهدنة سيشكل رادعاً لكل من يأتي خلفه، ما يتطلب استدعاء المزيد من القوات العسكرية.

وأوضح دانغوت، وهو المنسق السابق لعمليات الحكومة الإسرائيلية في المناطق الفلسطينية، أنه ربما لا نحتمل تلقي حدثين أو ثلاثة تتمثل بإطلاق النار على جنود إسرائيليين خلف السياج الفاصل، ما يحتم الاستعانة بالتكنولوجيا والاستخبارات، وإجراء التنسيق الكامل بين الجيش والمخابرات لاستخلاص الدروس والعبر من أحداث الجمعة الماضي، تحضيراً لأحداث مشابهة في الفترة القادمة.

وفيما توقع دانغوت أن ينخفض عدد المشاركين في المسيرات اليومية باتجاه الحدود الشرقية لقطاع غزة، لكن هذا العدد قد يزداد مع اقتراب إحياء ذكرى النكبة في أواسط أيار القادم، ما يعني أن أمامنا طريقاً طويلة، وسياستنا الأمنية يجب أن تتخذ قراراً بعدم عودة أولئك المتظاهرين بعشرات الآلاف للسياج الفاصل.

وقال: إن المسيرات الفلسطينية أظهرت نجاح الفصائل في تنظيم تلك الأحداث، وأعادتها لصدارة الخارطة، ولذلك على "إسرائيل" أن ترى في الحركة هدفا مركزياً محورياً في أي خطوة قد تتخذها في هذه المرحلة، بما في ذلك إمكانية أن تدفع مؤسساتها ومواقعها ثمناً فادحاً مقابل كل حدث ميداني، في ظل وصول قادتها لميادين المظاهرات المنتشرة على طول قطاع غزة.

وأوضح أن الفصائل يجب أن تخشى من تطورات الأحداث على الأرض، فسقوط المزيد من عناصرها في هذه المسيرات قد يمنح "إسرائيل" مزيداً من الشرعية في استهدافها، ولذلك على "إسرائيل" ألا تنتظر وصول هذه العناصر المسلحة إلى السياج الفاصل، بل أن تبادر بعمليات استباقية ضد الحركة، مع إرسال رسائل قوية عبر أطراف دولية ومنها مصر، وإلا فلن نكون مستعدين لاستقبال أحداث مشابهة نهاية كل أسبوع، ويجب إعلام الفصائل أن الثمن الذي ستدفعه جراء استمرار هذه الأحداث سيكون أكثر فداحة.

الجنرال يوم-توف ساميه القائد الأسبق لقيادة المنطقة الجنوبية في الجيش الإسرائيلي قال إنه يرفض التعليق على إدارة الجيش في التعامل المسيرات من الناحية التكتيكية الإجرائية، لأن لديه نظرة أوسع من الناحية السياسة الاستراتيجية، وتقييم ما حصل قبيل اندلاع هذه المظاهرات، والأوضاع التي أتت بنا لهذه المرحلة.

وختم بالقول: للأسف القيادة الحالية لـ"إسرائيل" لا تملك الشجاعة والقوة لفعل ذلك، لأنها منشغلة بمليون قضية غير هذا الأمر، خاصة كيفية البقاء في الحكم، ولو على حساب أمن "إسرائيل"، لكن الجيش لن يقف مكتوف الأيدي وهو يرى الفلسطينيين يقتربون من الجدار، ويضعون أعلاماً وعبوات ناسفة، بل وربما يجتاوزن خط الهدنة باتجاه نحال عوز أو بئر السبع.

القائد السابق للمنطقة الجنوبية الجنرال "تسفيكا فوغل" قال لصحيفة "معاريف" العبرية إن الجيش عمل يوم الجمعة بكثير من ضبط النفس إزاء المتظاهرين الفلسطينيين، مع أنه ليس واضحاً أن حجم القتلى والمصابين منذ يوم الجمعة كفيل بأن يمنع تكرار الأحداث في أيام الجمع القادمة.

وأضاف في حوار أنه لم يكن هناك من طريقة أخرى لمنع الفلسطينيين من اجتياز خط الهدنة، وتعريض أمن الإسرائيليين للخطر، زاعماً أن استهداف عشرة آلاف فلسطيني من غزة أفضل من إصابة إسرائيلي واحد.

 

كلمات دلالية