تقرير "أم خالد": تركت أولادها الثمانية فأعادها الاحتلال لهم "جريحة"

الساعة 01:08 م|31 مارس 2018

فلسطين اليوم

على أحد أسرة مجمع الشفاء الطبي وسط مدينة غزة، ترقد الجريحة نهلة البرعي (أم خالد) التي أُصيبت بجراح متوسطة خلال مشاركتها في مسيرة العودة الكبرى في منطقة شمال قطاع غزة، وقد تجمع من حولها أبنائها الذين تركتهم، لتلبي نداء الوطن والعودة.

البرعي (44 عاماً) أم لثمانية أبناء، 5 ذكور و3 بنات، خرجت وعدد من النسوة للمشاركة في مسيرة العودة التي أعلنت عنها الهيئة الوطنية العليا لكسر الحصار، فتجمعت والنساء في منطقة شمال قطاع غزة.

وكان الآلاف من المواطنين في قطاع غزة، قد خرجوا الجمعة في مسيرات العودة الكبرى، إلا أن قوات الاحتلال تعمدت قتل المواطنين فارتقى 15 شهيداً وأصيب 1800 جريحاً من بينهم نساء وأطفال وكبار في السن.

وقد تحدثت البرعي بصعوبة لـ"وكالة فلسطين اليوم الإخبارية"، حيث تعاني من ألم إصابتها، موضحةً أن قوات الاحتلال تفاجأت من أعداد الفلسطينيين الذين لبوا نداء الوطن وشاركوا في مسيرة العودة، فأخذوا يطلقون النار بشكل عشوائي على المواطنين.

وتشير إلى أن النسوة كانت تجلس في الخيام التي خصصت للمتظاهرين الذين تواجدوا بكثافة في المكان، ولكن قوات الاحتلال المتمركزة على الحدود تعمدت قنص المواطنين وأصابتهم.

وتوضح البرعي، أنها أصيب في ركبتيها، فدخل الرصاص الحي في إحداها وخرجت من الأخرى، ونقلت على إثرها لمجمع الشفاء الطبي الذي ترقد فيه حالياً.

وتُصر البرعي على المشاركة في المسيرة، مشددةً على أنها قررت المشاركة مجدداً في المسيرة عندما تشفى من جراحها، رغم صعوبة جراحها التي تعاني منها.

من ناحيته، أوضح الدكتور أيمن السحباني مدير الإسعاف والطوارئ بمجمع الشفاء الطبي في حديث لـ"وكالة فلسطين اليوم الإخبارية"، أن مايقارب من 285 حالة وصلت للمجمع، جُلها إصابات بأعيرة نارية حية في الأطراف السفلية، بالإضافة لإصابات خطرة في الرأس والصدر.

وأضاف، أن خمسة شهداء وصلوا لمجمع الشفاء الطبي تحديداً من بين الشهداء الذين ارتقوا بالأمس، كانت تتركز إصاباتهم في القلب والرأس بشكل مباشر.

كما أجرت الطواقم الطبية، وفقاً للسحباني عمليات جراحية عاجلة وخطرة، حيث تحتاج الآن 50 حالة مصابة لإجراء عمليات جراحية، فيما جرى نقل عدد من المرضى الذين أجريت لهم عمليات جراحية بالأمس لمستشفيات القدس والأهلي العربي.

وبين مدير الإسعاف والطوارئ، أن 70 حالة من بين المصابين هي لأطفال دون سن الثامنة عشر، بالإضافة لـ11 امرأة، فيما احتاجت 85 حالة للإدخال والتنويم داخل أقسام المجمع، فيما اضطرت الطواقم الطبية للتعامل مع العديد من الحالات بشكل عاجل وإخراجها لضيق المكان، على أن يتم متابعتها، حتى يتم إفراغ أسرة لاستيعاب جرى آخرين.

وعن نوعية الأسلحة المستخدمة في إصابة المواطنين وطبيعة الإصابات، أوضح د. السحباني، أن عدة أسلحة استخدمت من بينها الرصاص الحي، والمطاطي، وقنابل الغاز بشكل مباشر، منوهاً إلى أن هذه الأسلحة تسبب في إحداث مدخل للإصابة وفتحة كبيرة عند المخرج، فضلاً عن تقطيع الأوتار والشرايين، الأمر الذي قد يؤدي في وقت لاحق للإعاقة.

وعن الإمكانيات المادية للمستشفى، أوضح د. السحباني أن زيادة أعداد الإصابات سببت أزمة في إمكانيات الوزرة واستنزاف في الأدوية والمستلزمات الطبية، الأمر الذي اضطر الوزارة لإطلاق نداء لتزويدها بالمستلزمات الطبية، حيث استجابت اللجنة الدولية للصليب الأحمر للنداء.

وكان مركز المعلومات الإسرائيلي لحقوق الإنسان في الأراضي المحتلة، "بتسيلم"، قد أقر أنّ إطلاق جنود الاحتلال "الإسرائيلي" النّار على متظاهرين عزّل مخالف للقانون، والأمر بتنفيذه يتعارض بوضوح مع القانون.

وأوضح المركز، أن جنود الاحتلال أطلقوا النيران على متظاهرين فلسطينيين في الجانب الآخر من الجدار الحدوديّ المحيط بغزّة"، ما أدى إلى استشهاد 15 فلسطينياً وجرحت ما لا يقلّ عن 1800 جريحاً".

 

 

 

 

 

 

كلمات دلالية