غزة تربك "إسرائيل" من جديد

الساعة 09:33 ص|30 مارس 2018

فلسطين اليوم

في ورقة تقدير موقف، كتب مركز القدس للدراسات الشأن الإسرائيلي والفلسطيني، إن مسيرات العودة "تربك حسابات "إسرائيل" وتجعلها تعيد حساباتها في التعامل مع قطاع غزة.

وقال الكاتب عماد أبو عوّاد، الذي أعد الورقة إن هذه المسيرات ستُساهم في إرباك حسابات المنظومة السياسية والأمنية الإسرائيلية، معتمدا على عدة أسباب أولها من الناحية الدعائية، تُمثل هذه المسيرات أمام العالم، مطالبة بحق طبيعي ومشروع، تقرّه غالبية مواثيق الأمم المتحدة، المنحازة إلى "إسرائيل".

كما إن هذه المسيرات ستعيد قضية اللاجئين إلى مركزية التغطية، ويأتي ذلك في ظل التراجع العام للقضية الفلسطينية، الأمر الذي من شأنه، التشويش على العديد من المشاريع التي تهدف إلى القضاء على الحق الفلسطيني بالعودة، مشاريع تتبناها وللأسف بعض الأطراف العربية.

ومن الناحية الأمنية، وهي الأهم، قد تُشكل المسيرات تهديداً أمنياً على "إسرائيل"، حيث ترى قوى الأمن أنّ إمكانية قيام بعض المتظاهرين باختراق السياج والاحتكاك مع الجنود، قد يؤدي إلى مخاطر أمنية، رغم أنّ منظمي المسيرات أعلنوا سلميتها.

الباحث بالشأن الإسرائيلي علاء الريماوي يعلق على هذه الورقة قائلا:" الاحتلال يتخوف من مسيرات حقيقية وهذا استقراء فلسطيني أكثر منه صهيونيا، فمن خلال متابعاتنا لنشاط حماس والجهاد والجبهتين نلاحظ أن هناك حشد حقيقي ولوجستيات عالية تنم عن حالة مصيرية في القطاع، هناك إجماع في قطاع غزة أن يكون هناك تغير للوضع القائم في القطاع".

وتابع الريماوي:" مظاهر هذا الحشد واضحة من خلال تفاعل مواقع التواصل الاجتماعي لمسيرات والشارع في القطاع، فالمساجد بدأت منذ يوم أمس بالنداءات إلى جانب الحشد الذي تقوم به وسائل الإعلام التي بدأت بالعمل على قدم وساق".

وبحسب الريماوي فإن التوقعات إن تترجم كل هذه التحضيرات إلى حشودات كبيرة في المسيرات، وتابع:" نحن تعودنا أن يكون الأمر في القطاع مختلفا عن الضفة، ففي غزة عندما يكون الأمر متعلق بهم وطني نجد اندفاع من الشباب لذا نتوقع أن يكون الحشودات كبيرة جدا وأن تنتج حاله من الالتحام مع الجدار الفاصل وبالتالي اشتباك مع قوات الاحتلال".

وتوقع الريماوي أن يكون مستوى القمع الإسرائيلي عالي جدا وان تستعمل إسرائيل العنف بشكل كبير بالرغم من سلمية ما سيكون، "فالاحتلال لن يسكت على دائرة تحتاج السياج الأمني، واليوم كما هي التوقعات سيسقط السياج الأمني".

وفيما يتعلق بالوضع في الضفة والقدس يقول الريماوي:" الاحتلال يقرن بما ما يجري في القطاع والصورة التي تصدرها وسائل الإعلام بالتفاعل في الضفة الغربية، لذا أتوقع أن تتفاعل الضفة وحتى لو لم تكن في نفس المستوى، وسنشهد مواقع احتكاك التي اعتدناها في رام الله والخليل وبيت لحم".

وفي القدس، قال الريماوي أن إسرائيل بدأت منذ أيام بالتعبئة وتشكيل ثلاثة دوائر أمنية في محيط المسجد الأقصى، والبلدة القديمة والطرق الرئيسية، وتناقلت وسائل الاعلام العبرية دعوات الفصائل والقوى والشخصيات المقدسية بحصر الصلاة في المسجد الأقصى، فالقدس هي الشرارة الكبرى التي تحرك الشارع الفلسطيني في الضفة الغربية.

المتابع للشأن الإسرائيلية عصمت منصور، يقول إن تخوفات الاحتلال من غزة عالية بالأساس ولكن مؤخرا بدأ الحديث وعلى مدار الساعة عن تخوفات من مسيرة العودة وعلى كل المستويات. وشدد منصور إن ما تتخوف منه إسرائيل هو" أن تتحول هذه المسيرة إلى عملية تسلل جماعي واختراق الحدود، وهو ما جعل "ليبرمان" يوم أمس يوجه حديثه للقطاع ويقول " أننا نصبنا مئات القناصة ولن نتردد في إطلاق النار".

وقال منصور إن التخوف لم يقتصر على ما يكن أن تتطور إليه في القطاع وإنما أيضا في الضفة الغربية والقدس على وجه التحديد، فمؤخرا كثر الحديث بالصحافة العبرية عن تدريبات على اقتحام الأقصى و تفريغه في حال تحصن المصلين أشترك فيها 7000 عنصر أمن إسرائيلي.

وتابع منصور:" إسرائيل بالعادة تعتبر يوم الأرض تاريخ حساس ويمكن أن يشكل شراراه اشتعال، وزادت هذه التخوفات مع إعلان مسيرات العودة في القطاع وخاصة انه اليوم يتزامن مع أول أيام عيد "الفصح" لديهم.

ولكن إسرائيل، بحسب منصور، كانت حذرة في التعاطي إعلاميا مع الأمر، فلم يكن هناك إعلان عن نشر جنود خوفا من أرباك الجبهة الداخلية، والتوقعات أن يتم التعامل مع تطورات الأمور وفقا للوضع الآني وحسب تطورات الوضع في الميدان.

كلمات دلالية