الحرب القادمة.. الكل يعرف كيف ستكون- يديعوت

الساعة 02:19 م|29 مارس 2018

فلسطين اليوم

بقلم: عيناب شيف

(المضمون: لقد اعتاد الناس على الحرب بصفتها هي الامر الدائم والهدوء لا يكون الا بين الحروب ولدينا انماط سلوك معروفة وثابتة للتعاطي مع هذه الحروب. لم يتغير شيء ولن يتغير شيء - المصدر).

نحو نصف الموسم الجديد من مسلسل "اخواتي الناجحات" يدور في ظل حرب (تحمل الاسم المضحك "انتقم ودفع الثمن"). تبدأ المعركة بصافرة انذار تفاجيء الابطال مفاجأة ساحقة وتنتهي بمجرد بلاغ على لسان ضابط أهبل وعديم الاهمية. بين هذا وذاك، باستثناء حلقة وحيدة وسريالية تعنى بجندي احتياط، تتواصل الحياة بشكل شبه استفزازي: بدون مظاهر الهلع والدمار وبدون التقارير عن القتلى. مجرد الصافرات تذكرنا بالصلة، الى جانب انتقاد باعث على التثاؤب على الثرثرة العسكرية الصادرة بلا توقف عن التلفزيون.

يخيل لي أن المسلسل التقط بذلك على نحو دقيق تسليم الاسرائيليين بالحرب كعنصر موسمي ولكن ثابت في حياتهم. ومع ذلك فلما كان الحديث يدور عن حدث باعث على الصدمة، يتجلى فيه الموت بكل قوته فان حل البطلات هو كبته قدر الامكان والمعرفة عنه اقل ما يكون وفي النهاية التصرف وكأنه في واقع الامر ليس موجودا حقا. اذا كنا سنعيش الى الابد على الحراب فعبثا نقنع انفسنا بان هذا ليس فظيعا بقدر ما يبدو. هذا الوصف ماثل بدقة اكثر من أي وقت مضى ليجسد الوضعية التي توجد فيها اسرائيل في هذه اللحظة. عشية يوم الاستقلال السبعين، تعطي الانطباع بان الجميع استوعبوا بان في المستقبل القريب ستنجرف المنطقة مرة اخرى الى الدوامة. وهذه يمكن أن تأتي من الشمال سواء بعد قرار الرئيس الامريكي في منتصف ايار حول الاتفاق النووي – فالتعيينات الاخيرة في الادارة تشير الى نهج صقري بل وحربي – ام كنتيجة للتدهور إثر مناوشة على نمط تلك التي وقعت في بداية شباط.

الجنوب هاديء أقل. فسلسلة الاحداث من الاسبوع الماضي، الاستعدادات للمسيرة الجماهيرية غدا والانباء المتسعة عن الوضع الرهيب في غزة لا تترك مجالا واسعا من الشك: "دم، نار ودخان" هي ليست فقط قطرات الخمر التي توضع على الاصبع في الفصح. فأمس جاء مشعلو النار الى مقابلات العيد مع رئيس الاركان والذين اعلنوا باحتفالية بانها ازدادت احتمالات الحرب في السنة القادمة، مع التشديد على الساحة الفلسطينية. وهنا ايضا فان شهر ايار يلوح كمفترض يتلخص فيه كل شيء.

هذا هو الموضوع الذي ينبغي ان يشغل بال الجميع كل الوقت. الائتلاف والمعارضة: ماذا تفعلون كي تمنعوا الحرب القادمة، حيثما كانت. أي افكار ابداعية، جديدة واصيلة تطرحون على الطاولة. من هو البديل لخراب عائلات المدنيين والجنود الذين سيموتون. ولكن توجد حفلة استقلال كبرى للخصام عليها، اجازات يخطط لها. ولندع أولا للفصح أن يمر، مع 17 شخصا بمن فيهم الجدة ومداولات لا تنتهي عن بيبي. وافرايم شمير. ويونتان جيفن. وبيبي. بالتأكيد بيبي.

وفي هذه الاثناء يواصل الحجر التدحرج. حين يظهر المحتم، يعرف الجميع كيف سيبدو: في الايام الاولى ستحظى الحملة في اجماع سياسي، باستثناء القائمة المشتركة؛ والاعلام سيتجند كي يرفع المعنويات ولا سيما كي لا يخفض مستوى المشاهدة؛ والسياسيون سيقولون: "انا أعزز قوات الامن" 30 مرة في الساعة؛ والجنرالات في الاحتياط سيتحركون بكميات هائلة الى الاستديو هات والسيارات العمومية ستتلقى اجرها مسبقا كي تنقلهم الى هناك؛ واورن حزان سيتجول بين المستشفيات ويقيم حفلات المرح؛ وحقنة السم في الشبكات الاجتماعية ستتضاعف بمتواليات هندسية؛ وفي الكابنت ستطرح اقتراحات لاحتلال القطاع/ لإعادة سوريا ولبنان الى العصر الحجري؛ وستدخل الكاميرات الى الملاجئ لتنشر الصور والتقارير عن "الإسرائيليين الطيبين في منتصف الطريق"؛ وفي النهاية سيكون وقف للنار وإعلان النصر. فرئيس الأركان قال اننا لا نهزم، فتقارير لجان التحقيق على أي حل لا يقرأها احد. ربما، كما في السنة الماضية، سنحصل على التأجيل. ولكن هذا هو كل ما لدينا لنعرضه. وخلطة العيد. دوما خير أن تكون خلطة العيد في البيت.

كلمات دلالية