دولة فلسطينية ستخلق مشكلة ديمغرافية- إسرائيل اليوم

الساعة 02:04 م|29 مارس 2018

فلسطين اليوم

بقلم: جدعون ساعر

(المضمون: ان اقامة دولة فلسطينية هو السبيل الوحيد لخسارة الاغلبية اليهودية في البلاد. ليس فقط ليس في اقامتها حل لـ "المشكلة الديمغرافية" بل ستكون هي ما يحدث مثل هذه المشكلة. ماذا سيكون لنا عندها حكماء الحلم لدينا؟ بالتأكيد ستكون لديهم ما جد من قصص الجدة).

تذكرت هذا الاسبوع عبارة "قصص الجدة"، حين قرأت العناوين التي تنبيء بالآخرة عن التساوي الديمغرافي في بلاد اسرائيل بين اليهود والعرب. من ينصب الفزاعة الديمغرافية كاشارة مرور تأمر "انسحب!" لا تعنيه الحقائق حقا. الحقيقة هي أن وضعنا الديمغرافي لم يسبق أبدا أن كان أفضل. فالخصوبة اليهودية في ارتفاع ثابت وتجاوز في العام 2017 الخصوبة العربية (في اسرائيل بما في ذلك يهودا والسامرة)، مضافا اليها الهجرة الى البلاد – الاغلبية اليهودية سترتفع فقط. اما عندنا، فهناك من يفضلون الاستناد لسبب ما الى المعطيات المشكوك فيها التي تصدر عن الفلسطينيين والتي يصدرونها عن عمد. فالفلسطينيون يحصون في سجلهم الزائف، مثلا، الفلسطيني الذي سكن 20 سنة في البرازيل ايضا. وفي ذات القدر يمكننا أن نحصي كل الاسرائيليين الذين هاجروا من اسرائيل (نحو 600 الف فأكثر).

ولكن السؤال الذي يطرح نفسه يجب أن يكون مغايرا: لماذا يكلفون عندنا أنفسهم لان يحصوا الفلسطينيين الذين يعيشون في المناطق التي انسحبنا منها في الجيل الاخير، والتي لم تعد تحت سيطرتنا.

لقد فكت اسرائيل ارتباطها عن السكان الفلسطينيين في خطوتين: اقامة السلطة الفلسطينية في التسعينيات (في اعقاب اتفاق اوسلو) والانسحاب احادي الجانب من غزة في 2005. وأحد الاعتبارات المركزية التي طرحت لتبرير هاتين الخطوتين، كان الاعتبار الديمغرافي. ويكاد كل السكان الفلسطينيين اليوم يوجدون تحت سيطرة فلسطينية – للسلطة الفلسطينية في يهودا والسامرة او لحماس في قطاع غزة.

إذن كيف تتكرر ذات النغمة حتى بعد الانسحابات التي اجريناها؟ يمكن بذات القدر ان نضيف الى الاحصاء عرب ما وراء شرق نهر الاردن.

ان الادعاء بانه مطلوب "فصل" ديمغرافي تطرح، إذن، بعد أن يكون هذا قد نفذ. غير أن المدمنين على الانسحابات لا يطالبون الان بالانفصال عن مزيد من السكان العرب بل... اقتلاع استيطان يهودي في يهودا والسامرة بحجم هائل واقامة دولة فلسطينية في قلب البلاد.

 

ولكن اذا كانت الديمغرافية هي ما يشغلنا – فكيف ستؤثر اقامة دولة كهذه على المستقبل الديمغرافي لبلاد اسرائيل؟ في الوضع الحالي تسيطر اسرائيل بشكل حصري على بوابات البلاد. من اللحظة التي يكون فيها للفلسطينيين الحق والقوة لان يقرروا من يدخل في بوابات البلاد – من المتوقع أن يتدفق اليها سكان عرب من كل المجال.

مؤخرا فقط طلب أبو مازن ان "يستوعب" في مناطق السلطة 400 الف "لاجيء" فلسطيني من سوريا. وبخلاف كل التعريفات الدولية المتبعة عن اللجوء - لدى الفلسطينيين هذا خالد، وحسب احصائهم يوجد ملايين اللاجئيين، الذين حسب خطتهم سيعودون الى البلاد بعد اقامة دولتهم. واضافة الى ذلك – ينبغي الافتراض بان متزمتين اسلاميين من المجال كله سيتدفقون الى مثل هذه الدولة، من أجل ان يقفوا في رأس حربة الكفاح لـ "الكيان الصهيوني". كل هؤلاء سيتجمعون هنا، مسافة كيلو مترات قليلة عن مراكزنا السكانية. هذا سيكون "ريفرس" (تراجع) غير فاخر، سسحق حتى التراب كل انجازات الخطوة الصهيونية.

ببساطة: الى جانب خسارة السيطرة الامنية سنشهد، لا سمح الله، خسارة السيطرة الديمغرافية ايضا. بمعنى، ان اقامة دولة فلسطينية هو السبيل الوحيد لخسارة الاغلبية اليهودية في البلاد. ليس فقط ليس في اقامتها حل لـ "المشكلة الديمغرافية" بل ستكون هي ما يحدث مثل هذه المشكلة. ماذا سيكون لنا عندها حكماء الحلم لدينا؟ بالتأكيد ستكون لديهم ما جد من قصص الجدة.

كلمات دلالية