القصور والتأهب - يديعوت

الساعة 12:57 م|28 مارس 2018

فلسطين اليوم

بعد سلسلة الاحداث في الايام الاخيرة – وذروتها هو تسلل الفلسطينيين من غزة أمس – يمكن القول ان شيئا ما غير جيد يحصل في فرقة غزة في الاونة الاخيرة، ولم يعد ممكنا التخفي خلف أي ذريعة.

حتى لو أخذنا بالتقدير الذي تبلور أمس وقال ان الثلاثة ليسوا مخربين بل فلسطينيون يريدون أن يمسك بهم مع القنابل كي لا يعادوا الى القطاع وكان هدفهم ان يحبسوا في اسرائيل، فلا يزال الحدث يدور عن ما ليس اقل من قصور مدو. فالتسلل يضاف الى سلسلة من لحظات الخلل العملياتية في الجبهة والتي ما كان ينبغي ان تحدث في كل حال. وبالتأكيد ليس في الايام التي يوجد فيها الجيش الاسرائيلي في حالة تأهب قصوى في المنطقة على خلفية التوتر المتصاعد والاستعداد لـ "مسيرة العودة" التي ستجرى في يوم الجمعة، عشية عيد الفصل. اذا كان هكذا تبدو جبهة عملياتية في ايام كهذه، فيمكن بالتالي أن نكون قلقين ونسأل اسئلة قاسية.

يتبين من التحقيق العملياتي ان الثلاثة هم ابناء عائلة واحدة من رفح وصلوا الى نقطة في منطقة اللواء الجنوبي ومن هناك تسللوا الى الاراضي الاسرائيلية. عند الساعة الثانية ليلا هرعت قوة من غولاني الى المكان بناء على اخطار من الجدار، لم تلاحظ التسلل، "حررت" المكان وبلغت عن العودة الى الامور الطبيعية، واغلب الظن دون أن تنفذ ذلك وفقا للاجراءات المتشددة. في الساعة 9:10 نفذ في ذات النقطة اجراء فتح محور، حين شخصت آثار التسلل، اعلن عن "فرس تركي" وهو الاسم السري لاجراء التسلل – وبدأت المطاردة للثلاثة.

في الساعة 10:35 القي القبض على الثلاثة قرب قاعدة تساليم، بعد ان ساروا مسافة نحو 20 كيلو متر الى اعماق اسرائيل. وعثر في حوزتهم على ثلاث قنابل يدوية، سكاكين ووسائل لقطع الاسيجة.

كما أسلفنا، فان الحادثة الخطيرة أمس تنضم الى سلسلة احداث اشكالية: ففي السبت الماضي تسلل أربعة فلسطينيين الى الاراضي الاسرائيلية عبر الجدار الفاصل قريب كيبوتس كيسوفيم، حاولوا اشعال الاليات الهندسية التي توجد في المكان في اطار العمل على العائق التحت ارض الذي يبنى حول القطاع وعادوا الى اراضي القطاع دون أن يصابوا باذى.

وفي الجيش الاسرائيلي ادعوا بانه استغرق القوة العسكرية دقيقتان ونصف الدقيقة فقط للوصول الى النقطة، ولكن هذه لم تكفي. في حادثة أخرى وقعت قبل شهر زرعت في ذات الجدار، برعاية مظاهرات يوم الجمعة، عبوة في شكل علم. وتفجرت العبوة وأدت الى اصابة أربعة جنود. وفي الجيش قدروا بان هذه عملية مخططة جيدا.

اذا اضفنا الى الحوادث الخطيرة حول الجدار الحرج الذي تسبب به في بداية الاسبوع النار الزائدة والغالية لبطارية القبة الحديدية نحو رصاصات حماس فواضح أن الجيش الاسرائيلي ليس فقط يحرج المرة تلو الاخرى، بل في فرقة غزة واللواء الجنوبي بشكل خاص واضح ايضا عدم اليقظة ومواضيع خلل اخرى في الاستعداد. هذا الوضع غير البسيط يزيد التوتر والتحفز قبيل يوم الجمعة الذي من المتوقع أن يكون نقطة غليان في سلسلة الاحداث: استعراض احتجاجي فلسطيني واسع في عشية ليل الفصح. في اطار "مسيرة العودة" يخطط الفلسطينيون لوصول جماعي من المحتجين من جهة قطاع غزة الى اسرائيل. ويستعد الجيش الاسرائيلي للحدث بقوات غفيرة. واضافة الى ذلك لواء غولاني الذي يوجد على الخط خصصت للمهامة ايضا قوات من جفعاتي، الناحل، لواء 401 وكذا اكثر من مئة قناص من الوحدات الخاصة. كما أن قوات حفظ النظام من حرس الحدود ستشارك في الحدث وستستخدم وسائل لتفريق المظاهرات. في اثناء جولة أجراها امس في الوحدة مع رئيس الاركان، الفريق غادي آيزنكوت، قال امس وزير الدفاع افيغدور ليبرمان: "الجيش جاهز بالشكل الافضل. نحن مستعدون لكل سيناريو. وسنجعل هذا العيد يمر بهدوء، بأمان وبفرح. آمل ألا يرتكب الطرف الاخر ايضا ترهات والا تغريه كل انواع الاستفزازات".

وبالتوازي تتواصل الحرب النفسية في الشبكات الاجتماعية. ففي شريط نشر في الشبكة توجه الرائد افيحاي ادرعي، الناطق بلسان الجيش الاسرائيلي باللغة العربية الى سكان غزة وقال لهم: "لن نسمح بخرق السيادة الاسرائيلية وسنستخدم القوة عند الحاجة. أفلا تفهمون بان الارهاب يستغلكم بشكل تهكمي (الخيار في ايديكم؟).