من خارج العلبة- معاريف

الساعة 01:16 م|26 مارس 2018

فلسطين اليوم

بقلم: تل ليف - رام

(المضمون: في الاشهر القريبة قد تطرأ تطورات متطرفة في القطاع وفي اسرائيل يجب أن يكونوا مستعدين لها. اذا ما تحققت بالفعل، فسيكون الجيش الاسرائيلي مطالبا مرة اخرى في أن يفكر من خارج العلبة كي يجد لها حلا مناسبا - المصدر).

 

أحداث "مسيرة العودة" في قطاع غزة، والتي يفترض أن تبدأ يوم الجمعة القريب القادم وتتواصل نحو شهرين، توجد منذ الان في مرحلة الصراع على الرواية. فرغم الكشف الكبير في

وسائل الاعلام الاسرائيلية والفلسطينية قبيل الاحداث، فسواء في الجيش الاسرائيلي أم في حماس يحافظون في هذه المرحلة على مستوى اهتمام اعلامي منخفض نسبيا، كل واحد لاسبابه.

 

فقد اختار الجيش الاسرائيلي الا يروج للاستعدادات والتدريبات لمواجهة المسيرات الجماهيرية، وقلل ضباط الجيش الكبار من تناول الموضوع في الشهر الاخير انطلاقا من التفكير بان كل انشغال بالموضوع من شأنه أن يؤدي الى الهدف المعاكس ويشجع الفلسطينيين على الخروج من التظاهر والصدام مع الجيش الاسرائيلي.

 

بالمقابل، تحذر حماس هي ايضا الا تقيد نفسها بالوعود والتصريحات، ولا سيما على خلفية اخفاقات الماضي في قيادة احتياجات مدنية كبيرة. رسالتها للجيش الاسرائيلي – ولكن بقدر لا يقل اهمية، للشارع الفلسطيني في غزة ايضا – اختارت حماس امس نقلها في تدريب كبير خاص في قطاع غزة.

 

في هذا السياق، كان تسلل اربعة فلسطينيين من القطاع في منتهى السبت ومحاولة التخريب على اعمال العائق (فضلا عن الاخفاقات التي تظهر في هذه الحالة) وقعا في توقيت سيء على نحو خاص – قبل اسبوع من التاريخ المحدد. احداث من هذا النوع، والتي تصبح معدية في الشبكات الاجتماعية في غزة وفي الضفة كفيلة بان تكون رمزا للصراع، حتى قبل أن تطلق رصاصة البدء.

 

منشور غريب نشر في قطاع غزة أمس اجتذب الانتباه الاعلامي في القطاع وفي اسرائيل. فقد ادعى الفلسطينيون بان طائرات سلاح الجو نثرت منشورا يحذر سكان غزة من مغبة الاقتراب لمسافة 300 متر عن الجدار الفاصل. في الجيش الاسرائيلي نفوا تماما أن يكون هذا عملا اسرائيا، وادعوا بانه ليس واضحا من يقف خلف المبادرة. ومع ذلك، يمنح الحدث زاوية نظر مثيرة للاهتمام. فالمنشور يحذر السكان من مغبة الاقتراب 300 متر عن الجدار، مع أن المقياس الامني، بمعنى المنطقة المجاورة للجدار الذي يحظر على الفلسطينين دخولها تقررت عند 100 متر فقط. اما التسلل أول أمس الى القطاع فيشير الى انه في السيناريو المتطرف تكفي حالة تسلل وحيدة الى جانب مسيرات جماعية في عدة نقاط كي تؤدي الى التصعيد. في مثل هذه الحالة، فان الصد المطلق للمسيرات دون استخدام النار الحية واسعة النطاق سيكون مهامة صعبة جدا، على افتراض ان

 

قوات الجيش الاسرائيلي ستبدأ بالعمل فقط حين يكون الفلسطينيون على مسافة 100 متر عن الجدار.

 

الاستنتاج الوارد هو أن الجيش الاسرائيلي سيكون مطالبا بان يعمل بوسائل مختلفة منذ مسافة بضع مئات الامتار عن الجدار كي يمنع الجماهير من الاقتراب اليه. عمليا، فان العمل في اعماق الاراضي الفلسطينية من شأنه أن يجر شجبا دوليا وردا من حماس. وعليه، فان استخدام مثل هذا الخيار يجب الا يتم الا كمخرج اخير، في مواجهة سيناريو متطرف في مسيرة جماهيرية نحو اسرائيل. في كل الاحوال، لا شك أن عملا كهذا يجب أن يكون في سلة ادوات الجيش الاسرائيلي، والقيادة السياسية يجب أن تقر مثل هذه الامكانية في المخططات العملياتية.

 

ومع ذلك، رغم الاستعدادات والانشغال الاعلامي الكبير في الموضوع، فان التقديرات الحذرة في جهاز الامن انه يوم الجمعة وان كان سيكون ارتفاع درجة في المواجهة مع الفلسطينيين، ولكن ليس بحجوم مسيرات كبرى نحو اسرائيل. ولكن في الاشهر القريبة قد تطرأ تطورات متطرفة وفي اسرائيل يجب أن يكونوا مستعدين لها. اذا ما تحققت بالفعل، فسيكون الجيش الاسرائيلي مطالبا مرة اخرى في أن يفكر من خارج العلبة كي يجد لها حلا مناسبا.

 

كلمات دلالية