بالصور غزل العروق ... تاريخ فلسطين في أثواب مطرزة

الساعة 07:57 م|25 مارس 2018

فلسطين اليوم

من الصعب على المار بين الأثواب الفلسطينية المعروضة في قاعة المتحف الفلسطيني في بيرزيت، أن يراها قماشاً وخيوطاً، بمعزل عن سياقها التاريخي والاجتماعي، فمع كل ثوب حكاية وكل حكاية تؤرخ لحقبة تاريخية فلسطينية من القرن التاسع عشر إلى العام 2008 مروراً بنكبتها ونكستها.

"غزل العروق" هو معرض احتوى 80 ثوباً فلسطينياً جُمعت من مؤسسات وجمعيات وشخصيات في الداخل والخارج على مدار عامين، ويمتد من آذار الحالي إلى أب المقبل، حيث توثق في كل منها قصة مرتبطة بتحول اجتماعي واقتصادي وسياسي، وكيف أثّر هذا التحول على الثوب الفلسطيني وغير من شكله وتفاصيله؟ حتى وصل اليوم إلى استخدام الأثواب في الأزياء الحديثة.

ويبدأ المعرض بأثواب الحياة اليومية للمرأة الفلسطينية، والتي كانت ترتديها في حياتها اليومية وفي العمل في الحقول، إلى "ثوب الملكي" مع حليها وغطاء الرأس المزين بالحلي والنقود المعدنية (الوقاه)، حيث عرض ثوب يعود ملكيته لعائلة " قعوار" في بيت لحم يعود إلى 120 عاماً.

وفي المعرض أيضا، "ثوب الأرامل" الذي يخلو من التطريز تقريباً، ويستخدم فيه القماش الخشن، بالإضافة إلى ثوب "الشتاله" الذي يمتد طوله إلى مترين ونصف المتر، حيث تقوم المرأة بثني الثوب وتغطية رأسها فيه، وغالباً كان يلبس في الثلاثينيات من القرن الحالي في منطقة بداوة بيت لحم.

والهدف من هذا التسلسل في العرض، كما تقول مقيمة المعرض "ريتشل ديدمان"، هو الكشف عن التاريخ المادي لفلسطين وعملية تسيس التطريز في فلسطين وتجسيده البصري في الأعمال الفنية، والأثار الناجمة عن تسليعه، وبيعه ضمن دائر الجمعيات الخيرية.

وتحكي هذه الأثواب بحسب ديدمان، قصصاً تكشف لأول مرة ارتبطت فيها، فبعد النكبة تحولت المرأة الفلسطينية بتطريزها الشخصي إلى الحرير الصناعي وابتعدت عن استخدام الحرير الدمشقي غالي الثمن، إلى جانب تحولها من التطريز "بحب" لبيتها وحياتها اليومية، الى العمل مقابل الأجر لتعيل أسرتها مادياً.

وأبرز هذه التحولات ظهرت في ثوب قامت إحدى اللاجئات التي قدمت إلى مدينة البيرة بتكييفه على مقاسها بعد أن منحتها إياه سيدة من المدينة في العام 1948، بكيس طحين كتب عليه عبارة " الأونروا".

ومن التحولات المهمة أيضا، "أثواب الانتفاضة" والتي استبدلت رسوم المطرزات التقليدية من حيوانات وطيور وزهور، بصور البنادق، والخرائط والشعارات السياسية، احتجاجًا على منع الاحتلال رفع الإعلام أثناء الانتفاضة الأولى، فتحولت الأثواب إلى سبل مقاومة سياسية حية ونشطة.

وتضمن المعرض أيضا، صورة أخرى لهذه التحولات وهي دخول العنصر الرجالي على هذه المهنة، من خلال منتجات الأسرى داخل السجون، والتي دمجت المشاعر الوطنية والحب والشوق للأهل والعائلة والأولاد والخطيبة والزوجة.

thumbnail_قيمة المعرض
thumbnail_أثواب الأنتفاضة
thumbnail_8
29693785_10155141050080780_1241773666_o
thumbnail_1
 

كلمات دلالية