ماذا يريد "القسام"؟

الساعة 08:00 م|25 مارس 2018

فلسطين اليوم

تتزامن مناورات كتائب "القسام" الجناح العسكري لحركة "حماس"، التي تحمل اسم "مناورات الصمود والتحدي" مع ظروف سياسية وميدانية حادة تعصف بالحالة الفلسطينية، من بينها "صفقة القرن" التي تهدد القضية، وإجراء مناورات إسرائيلية – أمريكية مشتركة كبرى مطلع الشهر الحالي، وتعثر المصالحة على خليفة استهداف موكب الحمد الله من قبل العابثين، وتفاقم الأوضاع الإنسانية والاقتصادية في غزة، واستعداد الجماهير للمشاركة في مسيرة العودة الكبرى.

ونفذت كتائب القسام مناورات بالذخيرة الحية في عدة أماكن في القطاع، وتم استعراض أسلحة خفيفة وثقيلة مختلفة خلال مواكب القسام التي تجولت في شوارع القطاع، كما تضمنت عرض دبابات تُحاكي الدبابات الإسرائيلية، وحلَّقت خلال المناورة طائرات من نوع "ابابيل" محلية الصنع.

محللون سياسيون يرون أن المناورات العسكرية للقسام تحمل رسائل عدة في أكثر من اتجاه، وأن الرسائل الموجهة إلى الداخل والخارج تعبُر عن الاستعداد والجهوزية العالية للمقاومة الفلسطينية.

المدهون: رسالة تعكس حالة الاستعداد والجهوزية لدى المقاومة وأنها لن تصمت امام أي عدوان إسرائيلي قادم

 

الكاتب والمحلل السياسي إبراهيم المدهون، يرى أن مناورة القسام "العلانية" تحمل خمس رسائل، الأولى موجهة للاحتلال الإسرائيلي أن "هناك حالة استعداد وجهوزية للمقاومة، وأن أي محاولة للخديعة فإن المقاومة ستكون مستعدة، ولذا فهي تحمل رسائل ردعية للاحتلال تربك حساباته".

وأوضح أن مضمون اسم المناورة الذي يحمل "الصمود والتحدي"، يرسل رسالة ثانية قوية "أنها مناورة دفاعية وغير هجومية وتحافظ على المقاومة وأدائها ونعالج الثغرات، حيث أنها تقوم بحالة اختبار للقطاعات المختلفة في المقاومة".

اما الرسالة الثالثة -حسب المدهون- فمفادها "أن وصول القسام الى مناورة بهذا الحجم يعني أن هناك تطوراً نوعياً وكبيراً على عدة اتجاهات، منها العتاد والعدة والتفكير والتخطيط الاستراتيجي".

وأشار إلى أن "توقيت المناورة بالتزامن مع الدعوة لمسيرة العودة، حيث أن المناورة ليست بعيدة عن المسيرة، فهي تقول أن هذه المسيرات سلمية لاعنفية، وأن الشعب الفلسطيني لا يترك السلاح، وتعني أنه لا يمكن السماح للاحتلال بالاستفراد في المسيرات السلمية"، وهي الرسالة الرابعة.

وبين أن الرسالة الخامسة من المناورة موجهة الى الجمهور الفلسطيني، وهي "رسالة طمأنة أن المقاومة في ظهره، وتأكيد على أن هناك شعب يحتضن المقاومة ومقاومة تحمي الشعب، وانتشار القسام يعزز حالة القوة والمنعة ويعطي رسالة نفسية للشارع أنه يمتلك رجالاً يستطيعون صد الاحتلال".

عريقات: المناورة تحذر الاحتلال من ارتكاب أي حماقة للمشاركين في مسيرة العودة

 

الخبير العسكري اللواء المتقاعد واصف عريقات اتفق مع سابقه في أن مناورات القسام تحمل في طياتها أكثر من رسالة موجهة لأكثر من طرف، أولها رسالة للاحتلال الإسرائيلي أن المقاومة جاهزة للرد على أي حماقة ترتكب ضد الفلسطينيين.

ويعتقد عريقات أن المناورات تأتي رداً على التهديدات الإسرائيلية المتواصلة بشن حرب على قطاع غزة، وهي رسالة إلى الجبهة الداخلية لتعزيز معنوياتهم في ظل التهديدات المباشر وغير المباشرة التي يتعرض لها القطاع.

وأشار عريقات إلى أن المناورات تحمل رسالة إلى الجبهة الداخلية الإسرائيلية ومؤسسات القرار أن قطاع غزة على الرغم من الحصار والاستهداف المتواصل قادر على إيلام العدو، والدفاع عن نفسه.

وذكر أن المناورات تأتي رداً على مناورات جينفر كوبرا الامريكية – الإسرائيلية المشتركة التي هددت غزة من خلالها، وهي رسالة إلى إسرائيل مفادها ان المناورات الأخيرة لن ترهب المقاومة، وأنها قادرة على رد الصاع صاعين.

ولم يستبعد عريقات أن يكون من ضمن الرسائل للمناورة تحذير العدو الإسرائيلي من مغبة الإقدام على استهداف مسيرة العودة، وأن المقاومة لن تقف مكتوفة الأيدي إزاء التعرض للمشاركين بسوء.

حبيب: المناورات رسالة إلى المتربصين بغزة وامنها

 

من جانبه، قال المختص في الشأن الفلسطيني هاني حبيب، "إن المناورة التي تجريها كتائب القسام تحمل في طياتها رسائل داخلية، وأخرى موجهة للاحتلال الإسرائيلي".

وأوضح حبيب، "أن الرسالة الأولى تتمثل في إسناد مسيرة العود الكبرى 30/مارس، وايصال رسالة صريحة وواضحة إلى الاحتلال أن المقاومة ستكون جاهزة للرد في حال استهداف المشاركين في المسيرة".

وأضاف حبيب، أن الرسالة الثانية "داخلية" تود حركة "حماس" من خلال إيصال رسالة للجميع انها قادرة على حفظ الأمن، ولديها من القدرة ما يجعلها تضرب بيد من حديد حال محاولة أي جهة الإخلال بالأمن الداخلي.

وذكر أن الرسالة الثالثة تتمثل في رد المقاومة المماثل على المناورات الامريكية الإسرائيلي المشتركة التي نفذت مطلع الشهر الحالي، وأن المقاومة قادرة على الرد على أي اعتداء عسكري تجاه غزة.

ويستعد الفلسطينيون بتاريخ 30/مارس لمسيرة العودة الكبرى في كافة أماكن تواجدهم.

 

 

كلمات دلالية