انعكاس الخنجر الروسي الجديد على قضيتنا الفلسطينية

الساعة 10:26 ص|20 مارس 2018

فلسطين اليوم

بقلم: عبدالوهاب أبو شمسية

في اليوم الأول من شهر مارس \2018، عندما بدأت أشهر الشتاء الباردة في روسيا تقترب من نهايتها ، الكثير من عواصم العالم قد ارتجفت. لأول مرة بعد انهيار الاتحاد السوفيتي – بعد أن أشار الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إلى شاشات الفيديو العملاقة الى أحدث واخطر برنامج نووي عسكري روسي انه برنامج  "Sarmat"، "خنجر" وطوربيد سلاح الغواصة النووية.

هذا السلاح قادر على التغلب بسهولة على الدفاعات الصاروخية للولايات المتحدة وحلفائها ، وضربها من تحت الماء ، من الجو ومن الأرض.

من المعروف أن الزعيم الأمريكي دونالد ترامب، و قادة ألمانيا وفرنسا ، شعروا بالصدمة من هذا الخبر( الخنجر ) وأجروا محادثات طارئة فيما بينهم . واعترف  العديد من المسئولين العسكريين الأمريكيين أنه لا توجد أنظمة في العالم قادرة على مواجهة التطورات التكنولوجية العسكرية الروسية الحالية الا بعد مرور وقت طويل  .

"كيف يمكن لهذه المتغيرات المركزية  أن تؤثر على مستقبل الشعب الفلسطيني؟" أذكر أنه قبل وقت طويل وبعد انهيار الاتحاد السوفييتي والمنظومة الاشتراكية ، اصبح العالم حينها ذات قطب واحد ـ تدور في فلكه دوائر هندسية ، تدار من المركز الأمريكي ، وقد أعلن حينها كذبة كبيرة مفادها ان العالم اليوم وبعد انتهاء الحرب الباردة ، سيكون يدا واحدة في خدمة العدالة الإنسانية ، الاقتصادية والاجتماعية والسياسية  ، وهذه الاكزوبة والخلل القائم في موازين القوى العالمية جرت ( م ت ف) الى سلام ( الشجعان ) بقيادة الراعي الامريكي كما يدعون ، وهذا السيناريو مر بمنعطفات خطيرة جدا لا تمت الى مصلحة الشعب الفلسطيني باية صلة ، وصولا الى اعلان  (الراعي ) الأمريكي صفقة القرن باعترافه بمدينة القدس عاصمة ( لإسرائيل ) للأسف .

في 12 فبراير التقى الرئيس الفلسطيني محمود عباس بالقائد الفذ فلاديمير بوتين. وتعانق الزعيمان ، وكانت المحادثة دافئة وسرية للغاية. ومن المعروف أن الموضوع المهم في المحادثة كان الولايات المتحدة واعترافها بمدينة الأديان الثلاثة في القدس - عاصمة (إسرائيل) ونقل السفارة الأمريكية إلى القدس. أدانت روسيا مثل هذه التصرفات من قبل الأمريكيين ووصفتها بأنها استفزازية. يمكن القول بحزم إن الأوقات التي أثر فيها وكلاء السياسة الخارجية على سياسة أول رئيس روسي قد ولت  حيث أصبحت روسيا أكثر استقلالية في اتخاذ القرارات منذ بضعة عقود مضت.

وفي خطابه أمام الجمعية الاتحادية للاتحاد الروسي ، تحدث فلاديمير بوتين، أنه أنجز ما كان يعتقد قبل عقود مضت أنه مستحيل وهو اعادة روسيا لسابق عهدها، حيث أن قادة دول الغرب نصحوه في بداية ولايته قبل اعوام طويلة قائلين: "لن تستطيع أن تعيد روسيا لمجدها - أنت تعلم أن ذلك غير ممكن!"

إننا أمام متغير حقيقي وعميق في موازين القوى العالمي اليوم ، يتمثل في إنشاء الرئيس الروسي  فلاديمير بوتين الأساس لبناء نظام عالمي جديد من شأنه أن يعيق أو يدفن  محاولات الأنجلو ساكسون لإنشاء قواعدهم على هذا الكوكب وتنفيذ صفقة القرن على حساب دمائنا واقتصادنا ووحدتنا ومستقبلنا.

وبالعودة إلى الوضع في الشرق الأوسط الحديث، تجدر الإشارة إلى أن هناك عمليات تدمير ممنهج يجري في عدة دول عربية ، ولعل قيامة روسيا على قدميها بعد كبوة استمرت سنوات بقيادة الرئيس الروسي بوتين أن تعيد موازين القوى العالمية  لنصابها الحقيقي مما يضع حداً للاستنزاف القائم في عالمنا العربي  وفي بقاع أخرى من العالم ، والأهم أننا نحن الفلسطينيين سنضع روسيا الجديدة أمام مسؤولياتها الجديدة ضمن المتغيرات الحاصلة على الارض وموازين القوى الروسية الجديدة ، ولعل الخنجر الروسي سيخلق راعي جديد ضاغط باتجاه احلال السلام  بقيادة روسيا الاتحادية.