في المعسكر الصهيوني رفضوا أن يتم ذبحهم- هآرتس

الساعة 01:20 م|19 مارس 2018

فلسطين اليوم

بقلم: رفيف دروكر

(المضمون: لقد تم رفض فكرة تقديم موعد الانتخابات، التي كانت ستضع حزب العمل في موقف يشبه الموقف الذي وجد فيه موفاز نفسه فيه عند انتخابه لرئاسة كديما. ويجب

 

على حزب العمل استغلال الاشهر المتبقية حتى موعد الانتخابات للقيام بشيء ما دراماتيكي يحسن وضعه السيء جدا - المصدر).

 

في نهاية آذار 2012 هزم شاؤول موفاز منافسته تسيبي لفني بفرق 24 في المئة وانتخب رئيسا لحزب كديما. وبعد شهر قام بنيامين نتنياهو بتقديم موعد الانتخابات. موفاز لم يكن مستعدا، وكل البدائل امامه كانت سيئة. الاستطلاعات متوسطة، حوالي 13 مقعدا، والخاسرة لفني، بخطوة قبيحة، رفضت الاعتراف بالخسارة واستقالت من الحزب.

 

الذهاب بشكل مستقل الى الانتخابات كان سيحطم موفاز، مع ذلك اختار الخيار الاسوأ من بين الخيارات. موفاز انضم تحت جنح الظلام الى حكومة نتنياهو، خلافا لكل وعوده، وحطم الحزب وحياته السياسية ايضا.

 

المعسكر الصهيوني وجد نفسه في الاسبوع الماضي في وضع مشابه. الذهاب الى الانتخابات من شأنه تحطيم الحزب. لا يوجد أي تأكيد على أن هذا كان سيئا للدولة، لكن ليس من المنطق الافتراض أن الحزب سيقوم بالانتحار. رؤساء الحزب بثوا بشكل متعمد رسائل غامضة حول كل ما يمس الموقف النهائي تجاه الانتخابات في حزيران. نحن لا نعمل لدى نتنياهو، كتبت شيلي يحيموفيتش. هذا كان علنا. لقد سمعت منهم، بمن فيهم يحيموفيتش، أنه اذا طرح الموضوع للتصويت – من الواضح أنهم سيصوتون لصالح الانتخابات في حزيران، لكن من الافضل الخوف من أنهم سيخذلوه. هذا بالتأكيد ليس سلوكا سليما للمعارضة، لكن عندما يواجهون سياسي لا يتظاهر حتى بأنه يتمسك بأي شيء، أليس من المعقول أن يرفضوا أن يكونوا شاة تقاد الى الذبح؟.

نتنياهو لم يتردد قبل الانتخابات في القول إنه لن تكون هناك دولة فلسطينية، وانه لا امكانية لحكومة وحدة وطنية ("هناك فجوة كبيرة بيننا")، والتحريض ضد عرب اسرائيل في يوم الانتخابات. بعد الانتخابات تحسس الوصول الى الوحدة، واعتذر من عرب اسرائيل وأصلح تصريحه بخصوص الدولة الفلسطينية. بين هذا وذاك فقد فاز في الانتخابات. نتنياهو دعا ذات مرة الى تحديد ولايات رئيس الحكومة، والى اقالة اهود اولمرت بذريعة أنه لا يمكن ادارة دولة مع ملفات جنائية. الآن حتى لا يخطر بباله تفسير لماذا غير مواقفه. في مواجهة خصم سياسي هذه هي معاييره – من السذاجة أن يطلب من خصومه الثبات السياسي الكامل على مواقفهم.

 

معسكر من المعسكرات السياسية يعيش بسلام مع وزراء واعضاء كنيست مدانين، متهمين، مشبوهين، ومع رئيس حكومة لديه ثلاثة ملفات جنائية، ومع وزير دفاع الحقائق التي

كشفت في التحقيق معه مقلقة، وتبادل هو ورئيس الحكومة اقوال شديدة. كل ذلك ثانوي في نظر هذا المعسكر مقارنة بالامر الهام الوحيد وهو الحاجة الى الحكم. نتنياهو حتى أنه يستمتع الآن باحتمال اعادة دافيد بيتان لوظيفة رئيس الائتلاف. لماذا لا؟ ماذا حدث؟ ليست كل الوسائل حلال من اجل الوصول الى سدة الحكم، لكن المكائد السياسية لزعماء حزب العمل لم تكن جريمة اخلاقية كبيرة. فقط لنتخيل نتنياهو في وضع مشابه. لم يكن سيتردد أبدا. فقط لنسأل رافي ايتان ماذا كان نتنياهو مستعد ليتعهد له به عندما كان بحاجة اليه، وأين هذه الوعود الآن.

في وقت التراكض السياسي هدد آريه درعي ونفتالي بينيت وزملاءهما، نتنياهو اذا قام بتقديم موعد الانتخابات لشهر حزيران، فانهم سيقومون باجراءات تشريعية لتأجيل الموعد الى شهر تشرين الاول. نتنياهو تخلى عن الفكرة. هو لم يعذب نفسه بترددات اخلاقية على نمط "اذا كان الائتلاف متردد جدا في تبرير الانتخابات في حزيران، فكيف لا يبرر الانتخابات في تشرين الاول". منذ فترة هو يقوم بذلك. كل شيء شخصي وكل شيء مسموح به. اذا كان شيء ما غير ممنوع فمن المسموح لخصومه التملص من مصير موفاز والقيام بذلك في الماء.

 

نعم، كل هذه المكائد لا تساوي شيئا اذا لم يستغل آفي غباي وحزبه الاشهر التي حصلوا عليها من اجل القيام بشيء دراماتيكي. في كل سيناريو، الانتخابات ليست بعيدة ووضعهم بائس جدا.