بالصور ما سبب تصريحات نتنياهو وليبرمان عن انفاق غزة في هذا التوقيت؟!

الساعة 10:39 م|18 مارس 2018

فلسطين اليوم

في أعقاب استهداف الاحتلال الإسرائيلي، فجر اليوم الأحد، لنفق للمقاومة شرق رفح، علَّق بنيامين نتنياهو رئيس الحكومة الإسرائيلي، قائلاً "سياساتنا تقوم على أساس العمل بحزم ضد كل محاولة للمساس بنا والقضاء على منظومة الانفاق، وهكذا سنستمر"، ولحقه وزير الحرب أفيغدور ليبرمان بتحديد موعد زمني للانتهاء من أنفاق غزة وهي "هدفنا تدمير الأنفاق حتى نهاية العام".

في السياق، أكد الناطق العسكري باسم كتائب القسام الجناح العسكري لحركة "حماس" أبو عبيدة، أن إعلان العدو عن اكتشاف نفق للقسام في رفح هو محاولة جديدة للتضليل وتسويق الوهم واستعراض القوة لتسجيل انتصارات وهمية أمام الجمهور الصهيوني وأمام العالم.

"فلسطين اليوم" استطلعت آراء عدد من المختصين بالشأن الإسرائيلي عن سياق فهم تصريحات كلاً من نتنياهو وليبرمان، لاسيما أن حكومة الاحتلال تعيش مأزقاً سياسياً كبيراً بسبب قضايا فساد نتنياهو، وقد يتطور الأمر بشكل دراماتيكي لانتخابات مبكرة، وعن مدى صبر المقاومة على فرض الاحتلال لقواعد اشتباك جديدة والتي تتمثل بقصف إسرائيلي لا يقابله رد من المقاومة.

المختص في الشأن الإسرائيلي وليد المدلل يرى أن تصريحات نتنياهو ووزير حربه ليبرمان يمكن فهمها في سياق الحالة السياسية التي تعصف بحكومة نتنياهو، وهي محاولة من الطرفين (ليبرمان - نتنياهو) تسجيل وإحراز مكاسب سياسية، لتحسين حظوظهما للفوز في الانتخابات المبكرة التي قد تشهدها "إسرائيل" خلال المرحلة المقبلة.

ويعتقد المدلل أنَّ نتنياهو يحاول توظيف التصريحات الإعلامية (كعادته) في خدمة مصالحه الشخصية وبقائه على سدة الحكم في أي انتخابات قادمة، ولصرف الأنظار عن قضايا الفساد الموجهة له؛ مستخدماً مخاوف الإسرائيليين من انفاق المقاومة، كما ان نتنياهو لا يريد ترك موضوع الانفاق المقلق للإسرائيليين لخصومه السياسيين لكي ينالوا منه من خلاله.

ويرى المدلل أن التصعيد الإسرائيلي شرق القطاع يهدف للتشويش على "مسيرة العودة الكبرى" التي تنطلق فعالياتها في 30 مارس/آذار، من خلال تصعيد الأوضاع الأمنية والعسكرية شرق القطاع، بحجة وجود أنفاق هجومية، خاصة ان الحراك يحرج إسرائيل عالمياً، ويعيد إلى الأذهان قضية اللاجئين الفلسطينيين.

ويقول "ما شهده القطاع فجر اليوم تسخين مؤقت وموضعي، يراد من ورائه تحقيق إنجازات إعلامية وسياسية وحشر للمقاومة في الزاوية، والرسالة الأكبر للتصعيد موجهة للداخل الإسرائيلي في ضوء محاولة نتنياهو إشغال الجبهة عن قضايا التحقيقات التي يواجهها".

ويشير المدلل إلى أن فرضية التصعيد الموسع وفق المعطيات القائمة بعيد على الأقل في الوقت الحالي؛ لأسبابٍ عدة أبرزها أن الجبهة الداخلية الإسرائيلية غير مهيأة للدخول في حرب جديدة غير معروفة الأهداف وغير مضمونة النتائج، ولعدم وجود مبرر أمام المجتمع الدولي للدخول في حرب من دون سبب مقنع كون أن المقاومة صامتة ولم ترد.

وذكر أنَّ الخلاف في المؤسسة الأمنية والعسكرية الإسرائيلية على اهداف العدوان على غزة والنتائج ومدى القدرة على تطبيقها مثار جدل وخلاف بين القادة الأمنيين والعسكريين.

ويرى المدلل أن محددات الحرب بالنسبة للمقاومة تتمثل في اختراق "إسرائيل" للخطوط الحمراء التي قد تتمثل في تطور "دراماتيكي ميداني"، عندها يكون الرد والرد الآخر وعندها تدحرج "كرة اللهب" إلى تصعيد شامل.

المختص في الشأن الإسرائيلي عامر عامر اتفق مع سابقه في أن التصريحات المُتعلقة بالأنفاق لا تؤخذ بحرفية مُطلقة، لاسيما في حالة نتنياهو وليبرمان اللذين يسعيان إلى تصدير نفسيهما إلى الجبهة الداخلية كرجال أمنيين قادرين على حماية "إسرائيل".

ويرى عامر أن التصريحات تحمل مبالغة كبيرة خاصة أنَّ النفق المستخدم نفق قديم استخدمته المقاومة في حرب 2014، مشيراً إلى أن التصريحات في هدف من أهدافها موجه إلى الشعب الفلسطيني في إطار الحرب النفسية.

وتوقع المختص في الشأن الإسرائيلي أن يكون القصف والتصريحات التي اعقبته يأتي في سياق محاولة "إسرائيل" افشال الجهود الشبابية المتمثلة في مسيرة العودة، وتحاول ان تعطي الحدود طابع عسكري وأمني ساخن للتغلب على المسيرة التي تشكل لهم تحدياً كبيراً على المستوى الأمني والعسكري والسياسي والدبلوماسي.

وذكر أن أسرائيل تحاول فرض قواعد اشتباك جديدة من خلال اختراق محسوب لتهدئة 2014، بحيث تستخدم استراتيجية "جز العشب" دون ان تستدعي رداً من المقاومة الفلسطينية التي ترى التقديرات العسكرية الإسرائيلية أنها لا ترغب في حرب على الأقل في الوقت الحالي.

وأشار إلى أن المقاومة لديها القدرة على مجابهة قواعد الاشتباك الجديدة بدليل تفجيرها عبوة ناسفة الشهر الماضي (كمين العلم) التي استهدفت فيها قوة إسرائيلية شرق خانيونس، لافتاً إلى أن المقاومة لا يمكنها أن تصمت طويلاً أمام استمرار قوات الاحتلال استهداف غزة، ولكن ردها يكون محسوب في الوقت والزمان المناسبين.

وذكر أن الاحتلال يستغل عدم رغبة المقاومة في المواجهة الواسعة، وينفذ أجندته الخاصة به ويفرض قواعد الاشتباك التي يريدها ويرسخ مفهوم معادلة الردع، أي يفعل ما يريد وتقف المقاومة عاجزة عن الرد، قائلاً "لكن من يضمن بقاء صمت المقاومة او عدم ردها، وهو امر تحدده المقاومة وفق المصلحة العليا".

الباحث والكاتب حمزة أبو شنب، يشير إلى أنّ العدو الصهيوني يسعى منذ انتهاء عدوان 2014 على قطاع غزة إلى استثمار أي حدث لاستهداف المصالح الحيوية للمقاومة.

ويتحدث أبو شنب عن نية مبيتة لدى الاحتلال إلى تعطيل مسيرة العودة؛ حيث تشكل الفكرة لدى العدو إشكالية لا يرغب في التعامل معها ويسعى إلى تخريبها، لكّنه أكّد أنّ المقاومة لن تنجرّ وراء الاستفزاز "الإسرائيلي" بالرغم من أنها حاولت إعاقة عمل الطيران "الإسرائيلي".

وهو ما أيده الكاتب إياد القرا، بقوله: "من الواضح أن الاحتلال منزعج جدًّا من فكرة مشاهدة مئات الآلاف من الفلسطينيين على الحدود، لذلك يسعى للتخريب وتوتير المنطقة وفق التصعيد المحسوب، لمنع ذلك".

ويؤكّد في الوقت نفسه، أنّ الفلسطينيين بحاجة لكل جهد لإنجاح المسيرة ودعمها وتوفير الأجواء المناسبة لرسم صورة أخرى للفلسطيني ترتبط بحقه في العودة، ويمكن أن تكون نموذجا جديدا لتحقيق العودة لاحقًا، وإفشال أي محاولة للاحتلال بهذا الخصوص.

 

29341281_10155198391470636_20553924_n
29138522_10155198391370636_165072284_n
29004068_10155198391640636_567673797_n
29004238_10155198391735636_355721359_n
29138522_10155198391370636_165072284_n
29004068_10155198391640636_567673797_n
29004238_10155198391735636_355721359_n

كلمات دلالية