إجراء أيَّ اتصال قد يستغرق ثوانٍ معدودة، لكن لإيصال رسالة المُستقبل للمُرسل، أي الهدف من وراء الاتصال، قد يفوق النصف ساعة على الأقل، هذا هو حال سكان جنوب القطاع، في ظل التشويش المجهول المصدر على خطوط الاتصال اللاسلكية.
مُراسل "وكالة فلسطين اليوم الإخبارية" جنوب القطاع حاول فك هذه الشيفرة التي تؤرق المواطنين من خلال الاتصال بشخصيات لها خبراتها الفنية بخلايا الاتصالات اللاسلكية.
مصدر خاص لـ "وكالة فلسطين اليوم الإخبارية"، أكد أنَّ مصدر التشويش هو الجانب المصري، نظرًا للعمليات العسكرية التي يقوم الجيش شمال سيناء، والتي تهدف إلى قطع كل المُحاولات لبناء شبكة اتصالات خاصة بـ"المتطرفين" شمال سيناء، عبر تشويش وإنهاء كل الاتصالات التي من شأنها إنشاء دائرة تواصل للجماعات مع بعضها البعض في ظل عملية الجيش المصري الشاملة سينا 2018.
فيما نفى المصدر، ادعاءات الكثير بأن التشويش نتيجة المناورات التي يجريها جيش الاحتلال على الحدود مع قطاع غزة، مؤكدًا أن الاحتلال الإسرائيلي أصبح متضررًا من التشويش.
"المتطرفون" يستخدمون الشرائح الإسرائيلية والفلسطينية
وفي ظل العمليات العسكرية المصرية شمال سيناء، تابع الجيش المصري الاتصالات الداخلية بشكلٍ كبير، وكان مراقبًا لأغلب الاتصالات التي تجرى في المنطقة، في إطار ملاحقة العناصر، حيث تبين ان الجماعات المتطرفة تستخدم الشرائح الإسرائيلية والفلسطينية للتواصل بعيدًا عن مراقبة وتنصت الجيش المصري.
وكشف الجيش المصري في عملياته الأخيرة "سينا2018" بؤرًا ونقاطٍ للاتصال على الحدود المصرية الفلسطينية وأيضا مع الحدود المصرية مع الاحتلال الإسرائيلي، وكذلك المصرية الليبية، وكل ذلك يعود إلى محاولات الجماعات أن تكون تحت تغطية الشبكات اللاسلكية الدولية، مما يسهل عملية اتصالاتها وتواصلها، بعيدًا عن مراقبة عين الدولة المصرية. بحسب بيانات الجيش المصري المصورة.
وقد طالب كيان الاحتلال مصر بوقف التشويش، والتي وصفها ما يسمى بـ "وزير الاتصالات الإسرائيلي" بأنها "أزمة" وجاري حلها، فيما قال مسؤول إسرائيلي لوكالة "رويترز" مشترطاً عدم الكشف عن اسمه: "لم نر شيئاً بهذه الكثافة من التشويش والاستمرار على الإطلاق. حتى أن الفلسطينيين يأتون إلينا طالبين منا التدخل لوقفه".
وأضاف المسؤول الإسرائيلي: "الهواتف تعطلت في أماكن بعيدة كالقدس وشمال إسرائيل وهو ما يتوقف على وضع الطقس".
وكشفت شركة "بارتنر" لخدمة الهاتف المحمول الإسرائيلية إن عدة مئات من عملاء الشركة يشكون من مشكلات في الاستقبال. فيما لم تردّ سلكوم وبيليفون على طلبات للتعليق، كذلك الأمر نفسه في قطاع غزة.
يذكر بأن الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي قد كلف في نهاية نوفمبر/تشرين الثاني الماضي القوات المسلحة والشرطة بالمجابهة الشاملة للعناصر "الإرهابية" في سيناء خلال ثلاثة شهور، وذلك عقب تعيين رئيس أركان جديد للجيش المصري.