قصة نجاح.. فتاة من غزة تقتحم مجال النجارة و توجد فرص عمل ل 12 عاملاً

الساعة 11:47 م|16 مارس 2018

فلسطين اليوم

لم توقف إرادتها غرابة المهنة كونها تخص الرجال، بل خاضت غمار التجربة بكل عزيمة و إصرار، و ابتكرت مشروعها الخاص، و استطاعت أن تقود مجموعة من العمال في ورشتها الخاصة.

أية كشكو، 26 عاماً حاصلة على شهادة الهندسة المعمارية من الجامعة الاسلامية، و عملت معيدة في الجامعة، ثم في عدة وظائف في مجال تخصصها، أهلتها لأن تكتشف قدرتها على ابتكار هذا المشروع النوعي في القطاع.

و حول ولادة فكرة المشروع تحدثت المهندسة كشكو لـ "وكالة فلسطين اليوم الإخبارية" قائلة: " في عام 2015 عملت في المنطقة الصناعية، و أثناء ملاحظتي للمنصات الخشبية التي يتم جلب البضائع عليها، و إهمالها فيما بعد، و ان استخدمت يتم استخدامها في أغراض ليس لها علاقة بالأثاث، فقررت أن انفذ مشروعاً يتم من خلاله الاستفادة من هذه الأخشاب، فصنعت تصاميم مميزة من الأثاث، مستعينة من الخبرات التي اكتسبتها خلال دراستي في تخصص الهندسة المعمارية".

وتقوم كشكو بتفتيت قطع الخشب الكبيرة الى قطع صغيرة، لاستخدامها في صناعة أثاث من نوع "أنتيكا".

"بساطة"، اسم اطلقته المهندسة كشكو على ورشة النجارة التي انشأتها، في إشارة لبساطة ادواتها و تكلفتها، لا سيما أنها تلبي رغبات الطبقات المتواضعة في القطاع، من خلال إعادة تدوير الأخشاب و تحويلها لقطع فنية أنيقة من الأثاث صديقة للبيئة بأقل تكلفة.

و ما يحتاج المشروع من أدوات أشارت كشكو بأنها تحتاج كل المعدات الاساسية في أي منجرة، كالكومبريصة و المنشار و الدبابيس.. الخ، إلا أنها أوضحت بأن هذه الأدوات موجودة لديها بشكل صغير، وبالتالي فإن ذلك يتحكم بكمية الانتاج اليومي لديها، معبرة عن أملها في أن يتطور العمل في هذا المشروع، و أن تكون كمية الانتاج أكبر، و عدد العاملين أكثر.

و حول نسبة وصول الفكرة، و تقبل الجمهور لها، قالت إن الفكرة لاقت رضى شريحة واسعة، على الرغم من حداثتها، لكنها تحتاج لوقت اكبر، مشيرة الى أن هناك تخوفات، لا سيما أنها فتاة من مجتمع محافظ، و تعمل في ورشة، مع نجارين، لكنها أكدت بأنها كمهندسة ربما يكون الأمر طبيعياً أن تكون في ميدان العمل مع مهندسين من كافة التخصصات، كالديكور و الكهرباء و .. الخ، لافتة الى أن ذلك يعطيها الشجاعة و القوة أن تستمر و أن تثبت وجودها، و انها قادرة على النجاح في كل الميادين.

و بينت كشكو أن هناك الكثير من التحديات التي تواجهها، من بينها كيفية تقديم عرض لكل الطلب مع معدات بسيطة، بالإضافة الى أزمة الكهرباء التي تجعلها تعمل ليلاً في ظل الانقطاع المتواصل للكهرباء، لافتة الى التحدي الأكبر هو تقبل المجتمع لفكرة عملها كفتاة في هذا المجال.

كشكو بعد هذا النجاح الذي استطاعت من خلاله إيجاد فرص عمل لها و ل 12 عاملاً آخرين في ظل البطالة، و عدم توفر فرص عمل، تطمح الى ان تتحول فكرة عملها من ورشة لمصنع او شراكة مع مصانع بالخارج، و تبادل للمنتجات بينها و بين مؤسسات أخرى.

 

كلمات دلالية