"إسرائيل" أكبر المتهمين لتحقيق حلمها التاريخي

لماذا تفجير موكب الحمد الله في هذا التوقيت بالذات..؟

الساعة 10:36 ص|15 مارس 2018

فلسطين اليوم

أكد أستاذ الإعلام في جامعة بيرزيت، نشأت الأقطش، أن الاتهامات التي صدرت من بعض الناطقين لحركة حماس بتدبير التفجير الذي استهدف موكب رئيس الوزراء رامي الحمدالله واللواء ماجد فرج قرب معبر بيت حانون شمال قطاع غزة، هو اتهام فتنة، لأن أكبر الخاسرين والمتضررين من الحدث هي حركة حماس، والمستفيد والرابح منه هو الاحتلال الإسرائيلي.

وقال الأقطش في حديث لـ "فلسطين اليوم"، إن الاتهام من قبل بعض الناطقين جاء سريعاً لحركة حماس، واصفاً هؤلاء الناطقين بأنهم موجودين للفتنة.

وأشار إلى أن رئيس السلطة محمود عباس، لم يتهم حركة حماس بالمسؤولية عن الحادث، وإنما حملها مسؤولية، لافتاً إلى أن هناك فرقاً بين تحميل المسؤولية والاتهام.

وشدد على آن آخر المتهمين في الحدث الخطير هي حركة حماس لأنها أكبر المتضررين منه. وأن أكبر المتهمين هي "إسرائيل" المستفيدة الأكبر من تخريب المصالحة.

وأوضح، أن الأمر بحاجة لوطنية أكثر للتعامل معه والكف عن الاتهامات المباشرة دون أدلة وبراهين.

وأكد أن ما حدث كان محاولة اغتيال حقيقية وليست توصيل رسالة لرئيس الوزراء، وأن المعلومات التي لم تنشر بشكل واضح بعد تشير إلى أن مجموعة من الألغام تم زراعتها على شكل أرجل الغراب، أي متعددة الاتجاهات في دائرة معينة، بحيث يمكنها إصابة الموكب إصابة دقيقة.

ورأى أن من يقف خلف هذا العمل هم محترفون وهدفهم هو تدمير المصالحة التي لم تكن أصلاً.

وعن توقيت الاستهداف، أوضح الأقطش أن "إسرائيل" لا تريد لهذه المصالحة أن تتم بأي شكل من الأشكال، وصاحبة المصلحة في هذه الجريمة هي "إسرائيل" التي تريد اعتراف تاريخي من الفلسطينيين دون تقديم أي تنازل، فجاءت الفكرة على لسان العرابين العرب "صفقة القرن"، التي تطرح أفكار مجنونة، وهي أن الدولة الفلسطينية هي غزة، والضفة الغربية عبارة عن كنتونات حكم ذاتي إما تحكم نفسها أو تتبع غزة أو الأردن.

وكشف عن تفاصيل مرعبة في مشروع صفقة القرن، والتي تمثل آخر حلم لإسرائيل، التي تحلم باعتراف تاريخي من الفلسطينيين بأحقية وجودهم في هذه الأرض.

ولفت إلى أن الجديد في الموضوع هو أن حركة حماس بعد 11 عاماً من الضغط، بقي القليل منه.

وأشار إلى أن الراحل ياسر عرفات لم يعطيهم الاعتراف الذي يحلمون به وقتلوه، ولم يستطيعوا التوصل مع رئيس السلطة محمود عباس ليس لأنه لم يتنازل؛ ولكن لان "إسرائيل" لا تريد دولة فلسطينية في الضفة الغربية، وهذه عقيدة يهودية (يهودا والسامرة) لا يمكن أن يتم التنازل عنها لأنها الأكذوبة التي قامت عليها الدولة العبرية، لذلك لم تتوصل لاتفاق مع حركة فتح ولن تتوصل لأي اتفاق معها في الضفة الغربية.

ورأى أن الفرصة الآن لإسرائيل تاريخية وأخيرة، من خلال استغلال ضعف حركة حماس، والجوع في غزة ومقايضة الاعتراف التاريخي مقابل الغذاء، وهذا يتطلب إبقاء الحصار، وضغط مصري وعربي وخنق لحركة حماس والغزيين لكي يثوروا عليها.

وشدد على أن هذه الفرصة التاريخية لإسرائيل إذا حظيت بقبول من أي طرف فلسطيني فهو خائن منذ أن ولد.

وأكد على أن "إسرائيل" اليوم تعيش في الربع الأخير من عمرها، وهي تعلم أنها دولة احتلال وأنها ستُقلع من هذه الأرض آجلا ام عاجلاً، وهي تعلم أن التغيرات الإقليمية والدولية ليست في مصلحتها، بالتالي هي تريد لتوقيع اتفاق مع حركة حماس على دولة في غزة وابتلاع الضفة الغربية.

وحول اجتماع البيت الأبيض ومناقشة أزمة غزة الإنسانية، والاجماع على ضرورة إنقاذ غزة سريعاً، قال الأقطش:" هذه هي "صفقة القرن". لافتاً إلى أن هذه الصفقة ليست بالجديدة وإنما تم طرحها من قبل توني بلير عام 2014 وسرب تفاصيلها صحافيين ورفضتها حركة حماس آنذاك.

ومفاد ما طرحه بلير على حماس هو خذوا ما تريدون في غزة دولة كاملة السيادة وميناء ومطار ومليارات الدولارات لإعمارها، مقابل شروط بسيطة، ورفضتها حركة حماس في حينه.

وشدد على أن القبول بصفقة القرن هي جريمة تاريخية لا يقدم عليها إلا عميل، لأن الاعتراف بها يعني التنازل عن حقوق الفلسطينيين والمقدسات الفلسطينية والثوابت، وأن فلسطين بدون القدس وحق العودة وحدود كاملة السيادة لا تساوي شيئاً.

وحث على ترك إسرائيل كدولة محتلة لأنها تعيش في الربع الأخير من عمرها كما يقول العلم.

كلمات دلالية