للتصدي لقرارات ترامب

90 دولة تجتمع في روما اليوم لإنقاذ "الأونــروا"

الساعة 09:00 ص|15 مارس 2018

فلسطين اليوم

تعقد 90 دولة حول العالم اجتماعاً في روما اليوم الخميس، لبحث مستقبل وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) التي تواجه أزمة غير مسبوقة، بعد أن جمدت الولايات المتحدة عشرات ملايين الدولارات من حصتها من التمويل.

وصرح المفوض العام لـ (أونروا) بيار كرينبول، أن الوكالة لديها ما يكفي من الأموال فقط لإبقاء المدارس والمستشفيات تعمل حتى أيار/ مايو المقبل.

وحتى الآن التزمت إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب بدفع 60 مليون دولار فقط لهذه الوكالة في العام الحالي، بعد ان كانت مساهمتها 360 مليون دولار في 2017.

وجمدت واشنطن دفعتين مقررتين بقيمة اكثر من مئة مليون دولار، واحدة للميزانية المركزية للوكالة والثانية للمساعدات الغذائية.

ويواصل ترامب ممارسة الضغوط على الفلسطينيين ليعودوا عن مقاطعتهم لإدارته رداً على قراره في كانون الأول/ ديسمبر الماضي الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل ونقل عاصمة بلاده اليها.

ولم تنجح حملة كبيرة للحصول على تمويل اطلقتها الوكالة بعد تجميد باقي المساهمة الاميركية سوى في جمع أموال محدودة، ولا يشعر الدبلوماسيون بالتفاؤل ازاء الحصول على تعهدات كبيرة خلال مؤتمر روما.

من ناحيته، قال منسق الشؤون الإنسانية بالأمم المتحدة جيمس ماكغولدريك أثناء إطلاق مبادرة أخرى لجمع الأموال للفلسطينيين: إن خفض المساعدات الأميركية لأونروا "مشكلة كبيرة".

وقال "اي خفض للمساعدات الانسانية يخلق مشكلة أكبر لسكان غزة. ونسعى الآن إلى تلبية هذه الاحتياجات".

وتسود مخاوف ازاء مستقبل المنظمة التي توظف أكثر من 20 ألف شخص غالبيتهم العظمى من الفلسطينيين.

وتقدم (أونروا) التي تأسست عام 1949 المساعدات لقسم كبير من الخمسة ملايين فلسطيني المسجلين لاجئين في الاراضي الفلسطينية والأردن ولبنان وسوريا.

ويدرس أكثر من 500 ألف طفل فلسطيني في مدارس (أونروا) التي توفر ايضا خدمات صحية وعمليات تمويل.

في كانون الثاني/ يناير، كتب ترامب في تغريدة "ندفع مئات ملايين الدولارات سنوياً للفلسطينيين دون أي تقدير أو احترام في المقابل"، متهماً إياهم بالتخلي عن مفاوضات السلام.

وبعدها باسبوعين، أكدت إدارته انها ستحجب عشرات ملايين المساعدات الى (أونروا) قائلة انها تريد من الدول الاخرى ان تساهم بشكل أكبر.

وقال كرينبول انها الازمة المالية الاسوأ في تاريخ الوكالة وأطلق حملة كبيرة من اجل تمويلها محولا الصفحة الاولى لموقعها الى نداء للمساهمات.

وجاب مسؤولون كبار انحاء العالم للتشجيع على الدفع اذ تسعى للحصول على نحو نصف مليار دولار تقريبا من التمويل.

 

لكن ومنذ اطلاق حملتها "الكرامة لا تقدر بثمن"، لم تحصل سوى على تمويل جديد من الكويت بقيمة 900 الف دولار.

وتابع كرينبول ان الهبات الخاصة كانت فقط بـ "مئات الالاف" مضيفا انها "لا تشكل اختراقا"، ولم ترد الوكالة على عدة اتصالات للحصول على ارقام اكثر تحديدا.

وأفرج صندوق الأمم المتحدة المركزي للطوارئ عن 30 مليون دولار فقط لـ (أونروا) الثلاثاء وذلك لمساعدتها على ابقاء برنامجها الغذائي مستمرا.

ومضى يقول ان "الدول كان تعتزم المساهمة بـ 20 الى 25 مليون دولار لـ (أونروا)، وفجأة هناك نقص يفوق 300 مليون دولار. من الطبيعي ألا تتقدم دولة بمفردها وتملأ هذا الفراغ".

لكن موظفي (أونروا) قلقون للمبلغ الضخم الذي لا يزال ناقصا. وتقول الباحثة في مركز التنمية ما بعد البحار نيكولا جونز، ان مسؤولي (أونروا) "قلقون جدا" دون شك للبطء في الحصول على المساعدات.

واضافت جونز "لقد حاولوا فعلا اطلاق حملة توعية عامة على نطاق واسع حول كلفة حجب التمويل واعتقد انه من المخيب جدا انها لم تحقق ثمارا".

سيسعى مؤتمر روما الذي تترأسه السويد ومصر والاردن الى اعطاء زخم جديد. ومن المقرر ان يشارك فيه الامين العام للامم المتحدة انطونيو غوتيريش بينما سيمثل الولايات المتحدة نائب وزير الخارجية بالوكالة لشؤون الشرق الادنى ديفيد ساترفيلد.

قال المتحدث باسم وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) سامى مشعشع إن تسعين دولة، ستشارك فى مؤتمر المانحين للوكالة، الذى سيعقد منتصف الشهر الجارى فى العاصمة الإيطالية روما.

وأوضح مشعشع في تصريحات اذاعية، أن الدعوة لهذا المؤتمر تأتى فى سياق الخطر حيال الوضع المالى للوكالة، وتبعاته على الخدمات التى تقدمها (أونروا) فى جميع مناطق عملها، بعد تقليص الدعم المالى الأمريكى.

ووصف المتحدث باسم (أونروا) المؤتمر بالمفصلى، مشيراً إلى أنه ورغم صعوبة التكهن بنتائجه إلا أن التفاؤل مبنى على المشاركة الواسعة، وثقل الدول التى دعت إليه.

 

 

 

كلمات دلالية