الجريح السلك.. أفقدته الحرب جميع أطفاله وقدرته على الإنجاب

الساعة 05:56 م|14 مارس 2018

فلسطين اليوم

لا زالت ذكريات الحرب المشؤومة على قطاع غزة صيف 2014 تؤرِّقُ ذاكرة الكثيرين من سكان القطاع المحاصر، فقد سلبت الحرب أحبتهم وبيوتهم وحتى أجزاء من أجسادهم، تاركةً بصمات لا يمكن للوقت أن يزيلها.

محمد السلك (الأب لثلاثة أطفال في الجنة) هكذا يصفه سكان حي الشجاعية شرق مدينة غزة، بعد أن عاش ليلة من الموت المحقق فقد فيها 10 من أفراد عائلته خلال الحرب الأخيرة على القطاع.

كان السلك واقفاً أمام منزله قبل أن يهوي المنزل على من فيه بفعل صواريخ الطيران الحربي الإسرائيلي، وحين حاول الأب نجدة أبنائه وأهله قصف الطيران الغادر سيارة الإسعاف التي تقلهم، مما أدى إلى إصابته بجروح خطيرة نتج عنها بترٌ في قدمه من فوق الركبة.

استفاق السلك في المستشفى ولم يكن يعلم أنه ذلك اليوم سيكون الأقسى والأصعب عليه، أطفاله الثلاثة ارتقوا شهداء إضافة إلى 7 من أفراد عائلته، وبسبب الإصابة التي فقد فيها قدمه، فقد كذلك قدرته على الإنجاب.

مضى 4 أعوام ولا زال صوت الرجل الأربعيني يمتلئ بالحزن والأسى حين يذكر أطفاله، قائلاً: "تمنيت ألف مرة لو أنني استشهدت مع أطفالي، فلا زلت لا أستطيع نسيان وجودهم، ولست قادراً على تعويض ذلك بإنجاب غيرهم".

حسرة الإنجاب ليست الوحيدة التي تنغص حياة السلك، فأوضاعه المعيشية متأزمة جداً بسبب فقدانه لعمله في مجال المحاسبة بعد إصابته، وتجاهل الجهات الرسمية له ولجرحى عام 2104 من قطاع غزة وعدم إدراجهم على لوائح الجرحى الفلسطينيين، وصرف رواتب لهم.

ويقول محمد في حديثه لمراسل "فلسطين اليوم الإخبارية": "ما ذنبنا نحن، أصبنا واستشهدت عوائلنا، ودمرت بيوتنا فوق رؤوسنا، وفقدت عن نفسي القدرة على الإنجاب، وبعد كل ذلك لا أجد ما أعيل به عائلتي، كل ذلك بسبب المناكفات السياسية والانقسام اللعين الذي لا ذنب لنا فيه".

وفي 13 مارس عام 1968 أعلن الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات عن اعتماد ذلك اليوم، ذكرى للجريح الفلسطيني.

ويبلغ عدد الجرحى الفلسطينيين منذ اندلاع الانتفاضة الأولى عام 1987 وحتى انتفاضة القدس، نحو 255 ألف جريح، بينهم 110 آلاف جريح في قطاع غزة.

وتشير التقارير الطبية بوجود 1550 جريحاً يعانون من بتر في الأطراف السلفية والعلوية، وهناك عدد كبير منهم فقدوا أعينهم وسمعهم، ويحتاجون إلى رعاية صحية مستمرة.

ووجهت الكثير من المؤسسات التي ترعى الجرحى نداء استغاثة بمناسبة يوم الجريح دعت فيه الرئيس الفلسطيني محمود عباس لتوفير رواتب لمئات الجرحى أسوة بالجرحى القدامى، وتوفير العلاج والأطراف الصناعية.

 

كلمات دلالية