الشعبية: لن نشارك في مجلس وطني لا تشارك فيه حماس والجهاد

الساعة 11:40 ص|08 مارس 2018

فلسطين اليوم

أكدّ عضو اللجنة المركزية للجبهة الشعبية خالد بركات، أن الجبهة لن تشارك في أي مجلس وطني لا تشارك فيه حركتا حماس والجهاد الإسلامي، وقوى المقاومة، أو أي مجلس ينعقد في الداخل المحتل تحت حراب الاحتلال.

وقال بركات في حديث لصحيفة الرسالة الاسبوعية": إن الجبهة ضد عقد "الوطني" في الداخل المحتل، وهي مع عقده في الخارج، وهناك قرار ثابت لدى اللجنة المركزية للجبهة بالالتزام تجاه هذا الموقف".

وكان عضو مركزية فتح عزام الأحمد، قد كشف عن نية فتح عقد "الوطني" قبل شهر رمضان المقبل، في مدينة رام الله وضمن صيغته القديمة، مشيرا إلى أنه لن يتم عقد الوطني بصيغته الجديدة الا بعد الانتهاء من الانقسام في مؤسسات السلطة!.

وأشار بركات إلى أن رئيس السلطة محمود عباس يصرّ على التعامل مع مؤسسات الشعب الفلسطيني "كمزرعة ورثها عن جده"، على ضرورة عقد الوطني في الخارج بمشاركة كامل القوى.

ورأى أن أي اجتماع للوطني ضمن الرؤية الاقصائية سيكون مشابهًا لسابق اللقاءات التي عقدها أبو مازن، ولن تحظى بأي شرعية، أو بثقة الفلسطينيين، ومضى يقول: "لو كان هناك حرص وطني حقيقي على وحدة الشعب، لقدّمت السلطة اقتراحات من قبيل عقده في غزة مثلا او أي مكان توافقي بين القوى".

واكدّ بركات أن إصرار السلطة على عقد الاجتماع في رام الله يمثل "محاولة لترتيب بيت فريق السلطة وليس الشعب الفلسطيني، وذلك للتجاوب مع مخططات الاحتلال وعلى رأسها ما يسمى بـصفقة القرن"، وفق قوله.

وأشار إلى أن دعوة السلطة لعقد "الوطني" في رام الله ضمن صيغته القديمة يمثل قفز عن تفاهمات بيروت التي وقعت عليها الفصائل، "فهي سلطة لا تحترم كلمتها ولا يثق بها أحد ولا بما يقوله مسؤوليها".

وكانت الفصائل قد اتفقت في بيروت العام المنصرم، على عقد المجلس الوطني ضمن صيغة جديدة خارج الأراضي الفلسطينية.

وجدد تأكيده بأن "قيادة السلطة الحالية فشلت وعليها أن ترحل، وهي فاقدة للشرعية، فعباس غير دستوري وغير شرعي من ثماني سنوات بموجب دستور السلطة".

وفي غضون ذلك، أكدّ ان هناك مؤشرات حقيقية حول ارتباط السلطة بمخططات التصفية التي تتعرض لها القضية الفلسطينية، "كان لدينا في السابق شكوك أما سلوكها اليوم فيعطي مجموعة من المؤشرات حول هذا الدور".

وأضاف بركات أن خطاب عباس الأخير في مجلس الامن، "دليل ادانة له، فهو عمليا اقر بسعيه للمفاوضات ورغبته الاستمرار في العلاقة الأمنية والسياسية مع الاحتلال". وتابع: "هذا رئيس لا يجلب الا الخيبة والعار، وهذه قيادة لا تحترم شعبها، واللجنة التنفيذية مجرد ديكور، ومشاركتنا في اجتماعاتها عبأ علينا".

وذكر أن أنصار وقواعد الجبهة الشعبية لديها العديد من الملاحظات والتساؤلات حول هذه المسائل "فكيف نجتمع بفريق لا يحترم اتفاقاته ولا التزاماته ولا قرارات المركزي أو لقاءات بيروت، ولا اتفاقات المصالحة؟.

وشدد بركات على أن المنظمة بكل مؤسساتها "لم تعد سوى يافطة فقط، وأصبحت سفاراتها في الخارج أدوات لعباس ورياض المالكي، فلو كانت مرجعيتها هيئة وطنية موثوقة ما وصل بنا الحال لذلك"، كما يقول.

وحول مزاعم السلطة بوقف العلاقة مع "إسرائيل"، أجاب بركات: "هذه العلاقة لم تتوقف يومًا، ولو فرضنا ان عباس قرر وقف هذه العلاقة، فالقرار ليس بيده"، وتابع قوله: "عباس فقد كل أدوات قوته، فهو عمليا فقد التفاف الشعب حوله قيادته لأنه لم يلتزم بحقوقه، كما أن الفصائل لم تعد تثق به وهو موطن شك بالنسبة إليها".

وذكر القيادي في الجبهة الشعبية أن "عباس لا يزال يتعامل مع واشنطن بأنها جزء من الحل، وينادي بتشكيل مرجعية متعددة الأطراف تكون جزءً منها، بينما هي في الحقيقة جزء من المشكلة"، مؤكداً أن الطريق الوحيد لعباس هو مصارحة الشعب بفشل مشروعه، والرحيل عن المشهد السياسي، ومحاكمته ومحاسبته "فهو من وقع على اتفاق أوسلو بقلمه الشخصي".

وفي غضون ذلك، أكدّ بركات أن الهدف من استمرار حصار غزة هو تركيع المقاومة وحصار الحاضنة الشعبية لها، "ودفع أهل القطاع للشعور بالعزلة وسلخه عن الوطن والقضية الفلسطينية". وذكر ان السلطة الفلسطينية تشكل أحد اضلاع مربع أطراف الحصار التي تشارك فيه الولايات المتحدة والاحتلال الإسرائيلي ودول عربية والسلطة الفلسطينية بشكل رسمي"، "فكل صامت عن الحصار متواطئ ومشارك فيه".

ورأى بركات أن عباس يريد إطالة أمد الانقسام في ظل ضعف الحراك الدائر ضد منهجه واجراءاته في غزة "فعباس جزء من معسكر الحصار الامبريالي الصهيوني الرجعي"، وفق تعبيره.

وأضاف: "واهم من يعتقد أن عباس يساعد في فك الحصار، فهو جزء منه، والا كيف نفسر قطع رواتب الموظفين وابتزاز الناس في لقمة عيشهم لمجرد خلاف سياسي مع فصيل فلسطيني؟!"، داعيًا القوى الفلسطينية لتحريك مسيرات مليونية في غزة تطالب برحيل أبو مازن.

التورط بصفقة القرن

وفي غضون ذلك، شرح عضو اللجنة المركزية للجبهة الشعبية ما اسماها بـ "مؤشرات" ارتباط السلطة بصفقة القرن، وتابع قائلاً: " هي صفقة تتمثل في أن يقبل الشعب بالحكم الذاتي الإداري لإدارة السكان في الضفة، وهذا ما كرسته السلطة خلال 25 عامًا من عمرها".

وذكر أن السلطة لا تزال تقدم تقارير أمنية سياسية ومالية، "وتسعى للوصول لصيغة أفضل لتمرير صفقة القرن بدون الاعتراض عليها".

ومن بين المؤشرات التي قدّمها بركات حول ارتباط السلطة بصفقة القرن "استمرار اللقاءات بين وزراء السلطة والإسرائيليين، وتعامل الاسرائيلي بشكل مباشر مع سكان الضفة".

عقد "الوطني" محاولة لترتيب بيت السلطة لتسويق "صفقة القرن"

 

وذكر ان الاحتلال يسعى لتكريس هذا التواصل مع السكان مباشرة بالإضافة الى تعزيز مفهوم السلام الاقتصادي، وهي حلول يقبلها فريق السلطة لأنها تعزز امتيازاته، "فهي سلطة راس المال ومرتاحة من العلاقة مع الاحتلال، لأنها تجني لهم أرباحا كبيرة".

ومن مؤشرات تساوق السلطة مع الصفقة، استمرار علاقتها بواشنطن حتى بعد قرار ترامب، "التواصل الأمني معها والسياسي أليس تساوقًا مع الصفقة؟"

وذكر ان واشنطن ستعمل على إزالة قضايا الثوابت بدءا من القدس ثم مرورا باللاجئين في ظل ضغطها على الاونروا، ضمن خطوة تصفية حق العودة، متابعًا: "يجب ان يحاسب هؤلاء الذين قادوا الشعب طيلة ربع من القرن في مسار التيه والضياع واوصلونا الى هذه الصفقة".

وجدد تأكيده ضرورة الاتفاق على استراتيجية وطنية تتجاوز هذه المرحلة، وتتبنى نقاط القوة لدى الشعب الفلسطيني، وتتجاوز القيادة الحالية لمشروع أوسلو وتتبنى منهجية مقاومة شاملة.

كلمات دلالية